أعلنت مصالح الانقاذ الاسبانية وفاة اربعة مهاجرين وانقاذ قرابة 700 اخرين يوم الجمعة الماضي قبالة سواحل جنوباسبانيا على بعد يومين من وصول سفينة "اكواريوس" الى فالنسيا. وقال المتحدث باسم الاجهزة ان هؤلاء المهاجرين كانوا في منطقة مضيق جبل طارق وبحر البوران بين المغرب وإسبانيا، حيث «كانت الرؤية سيئة للغاية». وقد تم انقاذ ما مجموعه 682 مهاجرا على متن 62 زورقا كما عثر على اربعة لقوا حتفهم خلال هذه العمليات. وتزامنت هذه الموجة الكبيرة من المهاجرين القادمين الى اسبانيا من المغرب مع احتدام جدل سياسي غير مسبوق في أوربا التي تشهد أكبر موجات الهجرة منذ الحرب العالمية الثانية، والتي كان سببها في المقام الأول عدد من الصراعات المسلحة والمشاكل الاقتصادية في بلدان أفريقيا و الشرق الأوسط . وبينما يرتقب الاعلان عن قمة أوربية وشيكة ستخصص لمناقشة ملف الهجرة ، سيكون على المغرب الذي يشكل إحدى البوابات الثلاث للهجرة نحو اوربا ، إبراز الدور الكبير الذي يلعبه في هذا الملف خصوصا و أنه نجح حتى الأن في التصدي بشكل مستمر لمحاولات الهجرة نحو أوربا وقد شهد المغرب في السنوات الأخيرة توافد آلاف المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء، وذلك باعتباره أقرب نقطة للوصول إلى أوروبا. ومع اندلاع الشرارة الأولى للحرب في سوريا، التحق بهم عدد كبير من الفارين من جحيمها، وهو ما يجعل كلفة تدبير هذا الملف تكبر يوما عن يوم . وكان المغرب قد وقع نهاية العام الماضي على اتفاقية مع الاتحاد الاوروبي سيحصل بموجبها على دعم بقيمة 35 مليون أورو خلال أربع سنوات، لتنفيذ سياسة الهجرة ومساعدة المهاجرين. غير أن هذا المبلغ يبقى هزيلا بالمقارنة مع ما يخصصه الاتحاد لدول تحرس بوابات أوربا خصوصا تركيا التي عرض عليها الاتحاد الأوروبي ثلاثة ملايير أورو لصد المهاجرين الفارين من الحرب في سوريا.