ثمة طابور طويلٍ في العراءْ مُمتد في جسد مدينة خرابْ أصطف بانتظام مثل هيكل عظمي مع الجوعى أحصي رؤوسنا الخشبية، كلما دك الحراس بأحذية أقدامهم المفزوعة أسماءنا المستعارة خشية الانفلات من دائرة أعين الغربان الزجاجية. نتربص كما اليراقات المتوحشة فتح آخر أقفاصنا المطلة على حقول أرزهم المحروسة، ومستودعات قمح صخرية لنلتهم فقط أحشاءنا الفارغة. وحتى أوتاد الشمس المغروسة في جماجمنا تلوذ بنا مرة للصمت، وأحيانا كثيرة للرقص والغناء. نلعق بألسنتنا الطويلة المستنبتةِ في مختبرات ثرثراتهم صورة ابتسامة جماعية ونحن نرقص رقصتنا الأخيرة يعانقنا الحراس ببنادقهم الجائعة أكثر من جوعنا.