انتقدت « وداد.م « في تدوينة على حائطها «الفيسبوكي»، تفاصيل الندوة التي نظمها عدد من «الفاعلين» يوم السبت الأخير بالرباط، على هامش محاكمة توفيق بوعشرين، المتابع بتهمة الاغتصاب والتحرش الجنسي والاغتصاب، بعد أن انبرى المتدخلون خلال هذه «المحاكمة» الموازية التي اتخذت لها توجها واحدا يتمثل في تبرئة ذمة المتهم والدفاع عنه مقابل إدانة المطالبات بالحق المدني ومن بينهم وداد، ولو بشكل ضمني تلميحي! وكتبت وداد تدوينة طويلة من بين ما جاء فيها «كنت أعتقد (واهمة) بأن ساحة النضال لا تقاس بمقاييس الصحبة والانتماء الحزبي، وأن لجان البحث عن العدالة والحقيقة لا تبحث عن براءة طرف على حساب إدانة الطرف الآخر، كما أني كنت واهمة عندما ظننت بأن النضال في وطني هو مرادف للمصلحة العامة، وأنه غير قابل للشخصنة والتجزيء، إلى أن استفزتني شهادات من يملكون ( مقاليد الأصل التجاري للنضال )››، هذا في الوقت الذي كانت قد وقفت في تدوينة أخرى عند كون «رفع لافتات دفاعا عن حق المواطنين في العيش الكريم ومحاربة الفساد والاستبداد والمساواة وكرامة المرأة»، هو دليل على نضال المناضلة التي توصف حينها بالفذة وينظر إليها بأنها تمتلك درجة كبيرة من الوعي وبالتالي تستحق التصفيق والحمل على الأكتاف، هذا الوضع الذي يختلف جملة وتفصيلا وينقلب رأسا على عقب، في حالة ما إذا قررت هذه المناضلة أن «تدافع عن حقها « في وجه من أراد يوما استباحة حرمة جسدها ومارس عليها شتى أنواع الضغوط المعنوية». وأضافت وداد في تدوينتها «بعد أن تحققت العدالة الإلهية بفضحه مع وجود دليل دامغ على فعله الجرمي يوثق المقاومة والتوسل والصراخ ومحاولة الخنق» يتم نعت هذه المناضلة بكونها «مدفوعة وقاصر ومشاركة في المؤامرة». واختتمت قولها بتوجيه انتقاد صريح لمن وصفتهم ب «محترفي إقبار الحقائق وركوب الأمواج في كل مناسبة» لأنهم يرون بأن « الضحية كائن غير مرئي تستحق الاعتداء الجنسي وعليها أن تصمت للأبد». ندوة الباحثين عن «العدالة» و «الحقيقة»، التي باركتها أطراف وانتقدتها أخرى نظرا لمنحاها الوحيد ولتحامل بعض المتحدثين فيها على عدد من الجهات، بل إن إحدى الناشطات دعت إلى تكميم الأفواه بالنظر إلى أن أي انتقاد بحسبها هو «إعدام رمزي» بالنسبة للمتهم، عرفت مشاركة النقيب عبد الرحمان بنعمرو، الذي أكّد بلاغ لحزب الطليعة «أن حضوره كان بطلب من أعضاء اللجنة، لإلقاء عرض حول شروط المحاكمة العادلة، وبأنه لم ينصب نفسه مدافعا عن أي طرف من أطراف القضية المعروضة الآن على القضاء»، هذا في الوقت الذي خرجت فيه «الحروري . ن»، في تدوينة تشير فيها إلى سعيها للقائه يوما قبل الندوة وكشفت فيها عن عدد من التفاصيل المؤلمة بالنسبة لها، بالنظر إلى أنها سعت لتبليغه برؤية المشتكيات لطبيعة الندوة التي وصفتها بكونها «غير محايدة»، وانتظرت ألا يشارك فيها لكن ظنها خاب بحضوره.