كشفت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» عن عملية تتعلق باكتشاف شبكة مختصة في ترويج الأوراق النقدية المزورة، وذلك بمحطة للبنزين بمولاي بوعزة، إقليمخنيفرة، حيث شاءت الصدف الماكرة أن تنتهي مغامرة عنصرين من هذه الشبكة من خلال تمكن مصالح الدرك الملكي، رفقة قائد المنطقة، من وضع حد لنشاطهما بعد مطاردة سينمائية لهما إلى حين اللحاق بهما عندما كانا يهمان بدخول مدينة وادي زم، فتم إيقاف الشخصين اللذين اتضح أنهما ينحدران من مدينة وجدة، أحدهما (م. ب-28 سنة) يعمل جنديا بفوج للخيالة، والثاني (ح. إ- 39 سنة) سائقا لطاكسي، وكانا لحظتها يمتطيان سيارة من نوع رونو 9 في ملكية الجندي، وبحوزتهما أزيد من مليون ونصف مليون سنتيم من الأوراق المالية المزورة كانوا بصدد ترويجها أو استبدالها بأخرى سليمة عن طريق صرفها وفكها، وتمريرها وسط الأسواق والمحلات التجارية، في حين تم العثور بحوزة العنصرين أيضا على سلاح أبيض ومجموعة من الحاجيات الخاصة. العنصران لم يتوقعا أن ينتهي نشاطهما بمحطة للوقود ببلدة صغيرة كمولاي بوعزة، عندما تقدما إليها للتزود بما قدره 350 درهم من البنزين، فسلما لمستخدم المحطة المبلغ عن طريق أوراق نقدية لم تكن منه سليمة غير ورقة 50 درهما، والباقي عبارة عن ثلاث وريقات من فئة 100 درهم مزورة، قبل مغادرتهما للمحطة في لمح البصر، وفي الوقت الذي انتبه المستخدم لزيف الأوراق المالية شاء القدر أن يتوقف حينها قائد المنطقة بسيارته للتزود بالوقود، فشاركه المستخدم في الأمر وقدم له أوصاف الشخصين وسيارتهما. القائد أسرع إلى إشعار مصالح الدرك بمولاي بوعزة ووادي زم، لتبدأ المطاردة من طرف القائد وعناصر من الدرك الملكي لمولاي بوعزة، عبر الطريق الثلاثية المؤدية إلى وادي زم، وفي تنسيق محكم مع قيادة الدرك الملكي لهذه المدينة الأخيرة تم نصب حاجز أمني كان بمثابة الكمين الذي أوقع بعنصري عصابة الأوراق المزورة. وبمركز الدرك بمولاي بوعزة، تم اخضاع العنصرين للتحقيق، حيث أقر (ح. إ) بحيثيات وتفاصيل العملية، معترفا بالمنسوب إليه ولمرافقه جندي الخيالة، كما باح ببعض المواقع التي روجا فيها أوراقهما المالية المزورة، ومنها محل بين مريرت وأجلموس اقتنيا منه قطع غيار وزيوت السيارة، وبعد انتهاء الدرك من مجريات التحقيق مع الشخصين، تم تسليم الجندي المتهم للثكنة العسكرية بخنيفرة لمتابعته في إطار القانون العسكري الجاري به العمل، في حين تم نقل الثاني، سائق الطاكسي، إلى مدينة وجدة. وعلمت «الاتحاد الاشتراكي» أن مصالح الدرك بوجدة قامت بتفتيش منزل الجندي بالحي العسكري التابع للفوج الثاني للخيالة، والواقع بالحي الحسني (كلوش)، بناء على تعليمات النيابة العامة، وذلك بحثا عن أوراق نقدية مزورة أو ما إذا كان يستعمل آلة لاستنساخها، وأثناء مباشرة التحريات وقف المحققون على عدة معطيات، منها تأكيد صاحب محل لميكانيك السيارات أنه تلقى أموالا أثناء معاملة تجارية جمعته بالشخصين المتهمين، قبل أن يفطن إلى أن ما تلقاه من أموال كانت كلها عبارة عن أوراق مالية مزورة، والمؤكد أن التحريات لا تزال مفتوحة في احتمال وجود شركاء للمتهمين أو شبكة منظمة تنشط في مجال تزييف العملة الوطنية وترويجها.