منعت السلطات السودانية إقامة فعاليات الدورة ال 12 لجائزة الطيب صالح للإبداع الروائي التي كان مقرراً تنظيمها مساء الثلاثاء الماضي في مدينة أم درمان. وتلقت سكرتارية الجائزة خطاباً من جهاز الأمن الوطني في الخرطوم ينص على عدم إجازة فعاليات الجائزة التي ينظمها مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي، وهو مؤسسة مستقلة أنشأت 1998 تخليداً لذكرى الرائد في العمل التطوعي عبد الكريم ميرغني. وقال وليد سوركتي، وهو عضو سكرتارية الجائزة، إنهم تسلموا رداً شفهياً من سلطات الأمن بمنع قيام فعاليات الجائزة هذه السنة »لأسباب إجرائية«، موضحاً أن ورقة إدارية تنسب المركز الثقافي للنظام الاتحادي للجمعيات الثقافية لم يتم قبولها من قِبل سلطات الأمن التي طالبت المركز بشهادة تسجيل لدى مسجل الجمعيات الثقافية الولائية. وذكر سوركتي أن »موعد إعلان الجائزة الذي يصادف الذكرى السنوية للثورة الشعبية في 21 أكتوبر 1964 التي أطاحت نظام الجنرال إبراهيم عبود، لم يتغير منذ انطلاقتها قبل 12 عاماً وغدت مناسبة ثقافية معلومة في الداخل والخارج ولا تتعدى فعالياتها إعلان الفائزين، ومؤتمرا نقديا وتكريم بعض الرموز الثقافية، ولكن كل ذلك لم يُراعى ومُنعنا من إقامة النشاط رغم ما تكلفه المركز مادياً ورمزياً في التحضيرات التي استغرقت وقتاً طويلاً«. وبيّن سوركتي أنهم كانوا أعدوا برنامجاً حافلاً بمشاركة العديد من الأسماء الثقافية من السودان ومصر وسويسرا، إلا أن السلطات لم تصرح لهم بالاحتفال، مشيراً إلى أنهم مُنعوا أيضاً من إقامة معرض للتصوير الفوتوغرافي في وقت سابق هذه السنة. وتعتبر جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي من أبرز المناسبات الثقافية التي شهدتها الخرطوم في العقد الأخير، إذ قدمت العديد من الأسماء الروائية والنقدية الجديدة، مثل عبد العزيز بركة ساكن ومنصور الصويم وسواهما من الروائيين المتميزين. وتأسست الجائزة من وديعة مالية كانت جمعتها نخبة من أصدقاء صاحب »موسم الهجرة إلى الشمال« عام 2003 لتكريمه، إلا أنه طلب تخصيصها لجائزة سنوية هدفها الارتقاء بالرواية السودانية. وكان منتظراً أن تضم فعاليات الجائزة هذه السنة ندوة حول العلاقة بين الرواية والسينما لمناسبة توجه العديد من المؤسسات الغربية في السنوات الأخيرة لتحويل سيرة وأعمال الروائي الراحل الطيب صالح إلى أفلام سينمائية وتلفزيونية. يشار إلى أن السلطات السودانية كانت أغلقت في وقت سابق بعض المراكز الثقافية السودانية المستقلة ومن أهمها مركز الدراسات السودانية الذي أسسه المفكر حيدر إبراهيم لخدمة الثقافة السودانية.