احتفاءً بذكرى الكاتب والأديب والروائي السوداني الراحل الطيب صالح، قرر منتدى أصيلة الثقافي الشهير بالمغرب الذي ينعقد في أغسطس/آب القادم تخصيص محوره عن الراحل الطيب صالح، وإطلاق اسمه على حديقة مدينة أصيلة الشهيرة. وإلى ذلك ستنظم جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا في السودان ومركز عبدالكريم ميرغني في أم درمان مع احتفائية تأبين للأديب الراحل في الخرطوم طوال ثلاثة أيام، تجمع بين النخبوية والشعبوية، من حيث الدراسات والمعارض والحفل الخطابي التأبيني. وتقرر مبدئياً إقامة هذه الاحتفائية في الذكرى السنوية لوفاته أيام 18 و19 و20 فبراير/شباط 2010. كما وافق والي ولاية الخرطوم الدكتور عبدالرحمن الخضر على منح قطعة أرض ليقام عليها مركز الطيب صالح الثقافي في الخرطوم، وكذلك الموافقة على تسمية أحد شوارع الخرطوم الرئيسية باسم الراحل الطيب صالح، تخليداً لذكراه، وعرفاناً بعطائه الأدبي والروائي عربياً وعالمياً. وكان مجلس أمناء مركز الطيب صالح الثقافي في الخرطوم قد عقد اجتماعاً في لندن، عقب انتهاء مراسم احتفائية تأبين الراحل الطيب صالح مساء السبت 11 يوليو/تموز 2009، بحضور السيد محمد بن عيسى وزير الخارجية المغربي السابق ومؤسس والأمين العام لمنتدى أصيلة في المغرب وعضو شرف مجلس أمناء المركز، والدكتور مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني، والدكتور حسن أبشر الطيب رئيس مجلس أمناء المركز، والبروفيسور علي محمد شمو رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات في السودان، والسيد عبدالباسط عبدالماجد وزير الثقافة والإعلام السوداني السابق، والدكتور حافظ محمد علي حميدة نائب رئيس جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا في السودان، والأستاذ إمام محمد إمام المستشار الإعلامي للمجلس القومي السوداني في المملكة المتحدة وإيرلندا والسيد محمود صالح عثمان صالح رجل الأعمال، والسيد حسن تاج السر رجل الأعمال، والأستاذ محجوب عروة رئيس تحرير صحيفة "السوداني"، والممثل السوداني علي مهدي رئيس المسرح الوطني – مسرح البقعة في السودان.وقدم الدكتور الطيب رئيس مجلس الأمناء تنويراً للأعضاء الذين لم يشاركوا في الاجتماع التأسيسي في الخرطوم، ونُوقشت بعض القضايا المتعلقة بإنشاء المركز، وأهمية تقسيم عضوية المركز إلى ثلاثة أقسام: (أ) الأعضاء المؤسسون. (ب) الأعضاء المختارون. (ج) أعضاء الشرف. وإنشاء شعب متخصصة داخل المركز. وقرر المجلس إضافة بعض الأسماء من داخل السودان وخارجه إلى عضوية المركز، والتأكيد على عالمية المركز من حيث العضوية والنشاط، وذلك بالسعي إلى استقطاب أدباء وروائيين من أوروبا وأميركا. يذكر أن المجلس القومي السوداني في المملكة المتحدة وإيرلندا نظم احتفائية تأبين الأديب والروائي العالمي الطيب صالح السبت الماضي في لندن، بمشاركة شخصيات بارزة وأسماء لها علاقات وثيقة بالفقيد من بريطانيا ومن داخل السودان وخارجه. وقد حرص المجلس على تنظيم هذه الاحتفائية لتأبين الراحل في هذا الوقت بالذات، لتتزامن مع ذكرى ميلاده الثمانين.وكان مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي في أم درمان، بالتعاون مع دار رياض الريس للطباعة والنشر في بيروت، جمع مقالات الراحل في الصحف والمجلات، خاصة مجلة "المجلة" وأصدرها في تسعة أجزاء في عام 2004. ولاتزال هذه الجهود مستمرة في نشر أعمال الراحل الطيب صالح. كما صدر أخيراً كتاب ضم بين دفتيه العديد من المقالات التي كتبت عنه بعد وفاته. ويشير كثير من السودانيين وغيرهم إلى أنه لم يجد سودانياً من غير أهل السياسة شهرة، مثل التي وجدها الطيب صالح. وعلى الرغم من أنه كان يردد في مجالسه وأحاديثه أنه بعيد كل البعد عن السياسة، ولكن من يتتبع مقالاته في مجلة "المجلة"، يلحظ مواقفه السياسية ورؤيته تجاه الكثير من قضايا وطنه السودان.وقال إمام محمد إمام المستشار الإعلامي للمجلس القومي السوداني في المملكة المتحدة وإيرلندا وعضو مجلس أمناء مركز الطيب صالح الثقافي في الخرطوم ل"العربية": "إن تنظيم المجلس لاحتفائية تأبين الراحل الطيب صالح تجديد لذكراه وتذكير بمآثره وتخليد لأثره. لما كان الطيب صالح يعد علماً بارزاً وركناً ركيناً للرواية العربية والعالمية، وباعتباره عزاً لبلاده وفخراً لأبناء وطنه السودان، جاءت هذه الاحتفائية التأبينية، لتذكرنا به، وتدفعنا إلى الترحم عليه، والتذكير بما قدم من إبداع جميل وفن أصيل في هذه الحياة الدنيا، ومواصلة الدعاء له بالرحمة الواسعة والمغفرة الكبيرة".وأوضح المستشار الإعلامي للمجلس أن لشخصيات بارزة من داخل السودان وخارجه كانت على صلة طيبة معه، جمعت بينهم جميعاً المؤانسة والثقافة وأحاديث الأوطان، شاركت في هذه الاحتفائية. كما أن الراحل كان مشاركاً فاعلاً في العديد من فعاليات المجلس القومي السوداني في المملكة المتحدة وإيرلندا، وانداحت مشاركاته درراً ثمينة وأفكاراً نيرة وملاحظات دقيقة وآراء جريئة، مشيراً إلى أن المجلس حرص على جعل هذه الاحتفائية متفردة كتفرد الطيب صالح، إذ إنها شملت معرضاً عن رواياته وكتبه وفيلماً سينمائياً من إحدى رواياته، وهو فيلم "عرس الزين"، بالإضافة إلى الحفل الخطابي الذي شارك فيه أصدقاء الراحل ومعارفه من السودانيين وغيرهم، شعراً ونظماً ونثراً".(وكالات - صحف)