علمت الجريدة من مصادر متطابقة أن الرحلة الجوية التي ربطت بين بروكسيلوطنجة أول أمس الأحد كادت تنتهي بكارثة، لولا الألطاف الإلاهية وحنكة طاقم الطائرة التابعة للخطوط الجوية الملكية، الذي تعامل برباطة جأش واحترافية عالية لإيصال الطائرة بأمان. فبعد أن أقلعت طائرة البوينغ 800/737 من مطار بروكسيل حوالي الساعة الواحدة والنصف بتوقيتها المحلي، وهي تحمل على متنها 122 راكبا، كانت الأمور تسير بشكل طبيعي، يحكي بعض الركاب الذين عايشوا تفاصيل الرحلة المرعبة للجريدة، لكن مع وصول الطائرة إلى الأجواء الإسبانية بعد حوالي ساعة من الإقلاع، لاحظ الركاب حركة غير عادية بين مضيفات الطائرة و مقصورة الطائرة، انتهت بطلب قائد الطائرة من الركاب ربط الأحزمة واتخاذ الاحتياطات اللازمة، لأن الطائرة ستواصل رحلتها إلى الدارالبيضاء بسبب وجود عطب تقني يحول دون الهبوط في مطار طنجة. هذا القرار كان كفيلا ببعث القلق في نفوس الركاب، سرعان ما تحول إلى رعب حقيقي بعدما شاهدوا بعض المضيفات وهن يغالبن دموعهن، إذ أيقن الجميع حينها أن الطائرة تواجه خطرا محدقا لم يعرفوا أسبابه إلى أن وصلوا بسلام إلى مطار الدارالبيضاء حوالي الساعة الرابعة إلى ربعا، بعد رحلة من الرعب والهلع دامت حوالي ساعة ونصف. ليتم إخبارهم بأن الزجاج الأمامي لمقصورة الطائرة أصيب بتشقق، مما كان يهدد بسقوط الطائرة في أي لحظة لو تعرض الزجاج للكسر بسبب الضغط الجوي وسرعة الطائرة. وحسب المعطيات المتوفرة لدى الجريدة فإن إدارة مطار محمد الخامس قررت، دقائق قبيل وصول الطائرة، التعليق المؤقت لحركية الطيران إلى حين تأمين هبوطها، حيث تم تخصيص مدرج بعيد عن الطائرات الراسية بالمطار يستعمل في حالات الاستعجال، ليتم إنزال الركاب الذين تنفسوا الصعداء وارتسمت على محياهم علامات الانشراح والفرح بنجاتهم من كارثة محققة. غير أن ما أثار استياء الركاب هو سوء معاملة إدارة مطار محمد الخامس، التي تركتهم حوالي ساعتين بمنطقة منعزلة بالمطار، في انتظار إصلاح الطائرة لتعيد نقلهم إلى طنجة، من دون ماء للشرب بل لم يكلف أي مسؤول نفسه عناء الاطمئنان على حالة الركاب وطاقم الطائرة.