حسب الوثائق التي نشرها سنوودن، اللاجئ حاليا إلى روسيا، فإن الولاياتالمتحدة هي التي دربت أبو بكر البغدادي، الزعيم الحالي لداعش. فهذه الأخيرة التي تطاالب بالعودة إلى « الخلافة» تشكلت أساسا في مصر لمحاربة حكومة بشار الأسد. سبق لغرينوالد أن قال: « سيكشف سنوودن عن حقائق أخرى بخصوص إسرائيل«. وذلك ما حدث بالفعل. فالصحافي البريطاني الذي كان وراء فضيحة الاستماع غير المشروع للمكالمات الذي تباشره وكالة الاستخبارات الأمريكية (القضية التي أصبحت معروفة ب «داتاغيث«) يواصل العمل على موقعه (دي أنترسبت). وآخر الوثائق السرية التي عالجها غرينوالد ضمن 1.7 مليون ملف التي قدمها العميل السابق لوكالة المخابرات الأمريكية، تسلط الضوء على الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين قي غزة، وهو موضوع له راهنيته أيضا. كما تبرز تلك الوثائق التورط المباشر للولايات المتحدةالأمريكية وحلفائها الرئيسيين. خلال العشر سنوات الأخيرة - حسب تلك الوثائق -، زادت المخابرات الأمريكية بشكل ملحوظ من دعمها، تمويلها، بالعتاد وبالمعلومات، لنظيرتها الإسرائيلية، الوحدة 2800 . انطلق التعاون بين الوكالتين مطلع 1968 وشكل أساس العلاقات المتينة بين باقي مصالح وكالات الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية. إن الوكالتين بمثابة مصلحتين سريتين متحالفتين بهدف مراقبة العديد من المواقع وكذلك « بلدان إفريقيا الشمالية، الشرق الأوسط، خليج فارس، جنوب شرق آسيا والجمهوريات الإسلامية في الاتحاد السوفياتي سابقا «. وفي العديد من الحالات تعاونت الوكالتان مع المصالح المخابراتية البريطانية والكندية. كما نتوقف عند المساعدة التي قدمتها بعض البلدان العربية، كالمملكة الأردنية، ودور قوات الأمن التابعة للجيش الوطني الشعبي في تقديم خدمات التجسس الأساسية لتحديد مواقع « الأهداف الفلسطينية « وضربها. كما يطلعنا موقع « دي أنترسبت « على وصل أداء يرجع تاريخه إلى 15 أبريل 2004. يوضح غرينوالد أن الاعتداءات المتكررة على مواطني غزة، كانت مستحيلة لولا دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية، الساعية دائما إلى إرضاء التطلعات الإسرائيلية، كما كان الشأن دائما مع مبلغ 225 مليون دولار الإضافي الذي تمت المصادقة عليه لتمويل نظام الصواريخ الإسرائيلية. إنه سلوك يسطر قطيعة مع الدور المفترض للوسيط الذي تحاول الولاياتالمتحدةالأمريكية إبرازه دون كلل في النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني. وهناك تصرفات أخرى تضعف تصريحات باراك أوباما، كما لو أن رئيس الولاياتالمتحدة مجرد متفرج على المجازر التي يذهب ضحيتها أطفال غزة ( « مرعب فعلا أن نرى ما يحدث هناك «). يثير موقع « دي أنترسبت « كذلك ملاحظة كون أوباما يتحدث عن [مأساة ] غزة كما لو أن الأمر كان يتعلق بكارثة طبيعية، بحدث خارج عن المراقبة تتعبه حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية وهي في وضعية العاجز. وحسب الوثائق التي نشرها سنوودن، اللاجئ حاليا بروسيا، فإن وكالة المخابرات الأمريكية والموساد دربا أبو بكر البغدادي، الزعيم الحالي ل « داعش «. فتنظيم « داعش « الذي يدعو إلى عودة « الخلافة «، بني أساسا في مصر لمواجهة حكومة بشار الأسد. وقد حصل على الأسلحة من المخابرات الأمريكية والبريطانية، وعلى التمويل من العربية السعودية و قطر. كان أبو بكر البغدادي معتقلا في غوانتانامو ما بين 2004 و2009 . وخلال تلك الفترة، استقطبته وكالة المخابرات الأمريكية والموساد لخلق جماعة بإمكانها استقطاب جهاديين من بلدان مختلفة وتجميعهم في نقطة محددة، لإبقائهم بذلك بعيدين عن إسرائيل. حسب سونوودن « الحل الوحيد لحماية إسرائيل هو أن يخلقوا لها عدوا على حدودها، وتوجيهه ضد الدول الإسلامية التي تعارض وجود إسرائيل «. إنها العملية السرية التي أطلق عليها اسم « عش الدبابير«. إلا أن التعاون الوثيق بين مصالح المخابرات في واشنطن وتل أبيب، لم يحل دون التجسس المتبادل بين الحليفين الكبيرين. هكذا - وكما كشفت ذلك الجريدة الألمانية « دير شبيغل « -، التقطت المصالح السرية الإسرائيلية مناقشات كاتب الدولة الأمريكي جون كيلي مع الوسطاء العرب والسلطة الفلسطينية، للحصول على ردودهم النهائية بخصوص المبادرة الأخيرة للتفاوض مع الفلسطينيين.