ودعت الحركة الجمعوية بالمغرب، صبيحة يوم السبت الماضي بالرباط، الفقيد الطيب بن عمر، أحد روادها التاريخيين والذي ساهم رفقة الشهيد المهدي بن بركة وآخرين، في تأسيس النواة الأصل للحركة الجمعوية ببلادنا. ففي موكب جنائزي مهيب يتقدمهم أعضاء المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي محمد درويش وعبد المقصود الراشدي، بالإضافة إلى فتح الله ولعلو عمدة الرباط ، ومجموعة من الوجوه الجمعوية والسياسية بالمغرب، حضرت لوداع رمز من رموز الحركة التربوية بالمغرب، حيث ووري جثمانه الثرى بمقبرة الرياضبالرباط بعد صلاة العصر . فتح الله ولعلو أبى إلا أن يؤبن الفقيد ،والذي كانت له علاقة صداقة خاصة به ، حيث قال في كلمته إنه كان رجلا عصاميا، ورجلا وطنيا تقدميا، وجزءا من العائلة الاتحادية. طبعا، كان من أوائل الخريجين الذين تخصصوا في الرياضيات، وذلك بتوجيه من الشهيد المهدي بنبركة، وهذا ما جعل منه ثاني أستاذ في الرياضيات بثانويتي مولاي ادريس ومولاي يوسف..لكن اسمه ارتبط بالأساس بتأسيس حركة الطفولة الشعبية، ويمكن اعتبار الطفولة الشعبية ارتبطت باسمه منذ سنة 1956، وبذلك يمكن اعتباره رجلا مربيا، وجه اهتمامه الكُلّي لأطفال الاحياء الشعبية.. وأعطاهم الامل في المستقبل... الفقيد الكبير كان موظفا في قطاع النقل، حيث عرف باستقامته وقلبه الكبير وإخلاصه لبلاده.. وفي الرباط، كانت له صداقات طيبة ومتينة عديدة، وهذا ماظهر في جنازته .. لقد كان رجلا عصاميا ذا أخلاق عالية، وكان صموتا يعمل أكثر مما يتكلم . الفقيد كان يشتغل إلى جانب الشهيد المهدي بن بركة، والذي كان محركا لكل الانشطة والاعمال التي تهم الميدان الوطني وقطاعاته بصفة عامة، حيث تابع إلى جانبه فكرة تأسيس حركة الطفولة الشعبية وتبناها انطلاقا من التحمس والوعي بالمشروع وتشجيعه بكيفية غير مباشرة والدفاع عنه لدى الاوساط السياسية. وهكذا شكل كل ذلك النواة الاولى لما يسمى اليوم بالمجتمع المدني، فالفكرة انبثقت من الشعور والقناعة بالقضية الوطنية وبقضية التحرير وبقضية تنظيم المجتمع وبنائه على أسس جديدة في ظل الاستمرارية للدفاع عن حقوق الطفل المغربي وعن حاجاته المتزايدة يوما عن يوم. رحيل الطيب بن عمر اعتبره مجموعة من الفاعلين الجمعويين بمثابة خسارة للحركة الجمعوية النظيفة بالمغرب فهو من اللذين دافعوا عن نبل العمل الجمعوي واستقلاليته رفقة الشهيد المهدي بنبركة وظل إلى يومنا هذا يؤكد على نبل مبادئ الحركة الجمعوية ببلادنا.