تحت أنظار العالم، الذي يكتفي بالفرجة، و في أقصى الأحوال، بالتنديد والتعبير عن الأسف، تغتال آلة الحرب الإجرامية، الإسرائيلية، الصحافي الفلسطيني، ياسر مرتجي، الذي كان يغطي عمليات الاعتداء، من طرف قوات الكيان الصهيوني، على المحتجين الفلسطينيين في الشريط الحدودي بين قطاع غزة والأراضي المحتلة لسنة 1948 ، والتي تأتي في إطار مسيرة العودة السلمية. وكان مرتجي، الذي يبلغ من العمر 31 سنة، ويعمل مصوراً في قناة «عين ميديا»، قد أصيب برصاصة في بطنه، يوم الجمعة الأخير، بعد أن استهدفته القوات الصهيونية، رغم أنه كان يحمل سترة مكتوب عليها «صحافة»، لمنعه من تصوير الجرائم التي كانت ترتكبها، في حق المدنيين، الذين كانوا ينظمون احتجاجات ضد الاحتلال، حيث استشهد 31 فلسطينيا، وأصيب 2850 منهم، برصاص الاحتلال، منذ يوم إعلان مسيرة العودة، في 30 مارس الأخير. وأكدت نقابة الصحافيين الفلسطينيين، التي نظمت وقفة برام الله، ضد استمرار ارتكاب الدولة الصهيونية، لجرائمها ضد الصحافيين الفلسطينيين، بأنها ستلاحق الكيان في المحافل الدولية، وذكرت في بيانات لها أن إسرائيل اغتالت، منذ سنة 1967 ، ثمانين صحافيا، منهم 48 في الضفة الغربية، منذ سنة 2000 . و من المعروف أن استهداف الصحافيين الفلسطينيين تضاعف بعد أن أعطى الوزير الأول الإسرائيلي اليميني المتطرف، بنيامين ناتانياهو، تعليماته لإسكات صوت الإعلام الفلسطيني، فبالإضافة إلى الاغتيال، هناك عدد كبير من الصحافيين الفلسطينيين، الذين أصيبوا بالرصاص أو تعرضوا للضرب، والمنع من السفر وتغطية الأحداث، وكذا الاحتجاز الإدراي، بدون تهمة محددة لأسابيع وشهور، ناهيك عن إغلاق وسائل الإعلام الفلسطينية أو قصفها. و تعتبر سلطات الكيان، أن الصحافة، أحد أكبر أعدائها، حيث بثت القناة الثانية العبرية، تقريراً قالت فيه إن قريبة الطفلة الفلسطينية جنا جهاد (11 سنة)، أصبحت خطرا على أمن دولة الاحتلال الإسرائيلي، حسب تقرير لوزارة الشؤون الاستراتجية الإسرائيلية، حيث تعتبر أصغر صحافية في العالم، تقوم بتصوير والتعليق على ما يرتكبه الكيان الصهيوني، ويتابع ذلك مئات الآلاف من الأشخاص، في مختلف وسائط التواصل عبر العالم. وكانت جنا جهاد، التي تتحدث اللغة العربية والإنجليزية، بطلاقة مذهلة، قد تعرضت للكثير من المضايقات من طرف قوات الاحتلال الإسرائيلي، بسبب عملها الصحافي، الذي يمكن مشاهدته في وسائط الاتصال، والذي يتم إنجازه بدعم من عائلتها، وبقدرتها الفائقة أيضا في التقديم والتعليق الصحافي، ليس في صحافة الأطفال، كما يتطلب ذلك سنها، بل في صحافة فضح سياسة الاحتلال.