شفشاون المدينة التاريخية البسيطة والجميلة تغري كلما زارها بطبيعتها المتميزة، واوانها الراقية ، وأصالتها المتجذرة، داخل البيوت وخارجها، فهي لازالت تحافظ على أسرارها التاريخية بكثير من الإخلاص، وهذا ما يمنحها سحرا خاصا وتميزا عن باقي المدن المغربية، منحها الله، روعة في التضاريس والجبال المتنوعة الاشكال، هندسة من الخالق سبحانه حيث تعجز الايادي عن نسج مثل تلك الحجارة التي تزين طبيعة شفشاون، وانت تتجول بين أرجائها لن ترى فيها سوى ما يجدب العيون، ويريح الانفاس ،تسافر اليها صاعدا وتدخل أزقتها صاعدا وتتمتع بمنظرها وانت تراها من قممها ،انها الشاون التي لقبوها ب"قرطبة الصغيرة" ثم ب"ابنة الحمراء" والتي تحدث عن جمالها الادباء والمفكرون من بقاع العالم وقد قال عنها، الشاعر الكبير فيسنتي اليكسندري سنة 1955 م، الحاصل على جائزة نوبل للآداب سنة 1977 م »إذا قلت لك أنه قد أعجبني - من رحلة الزيارة هناك.. إلى الرعان السامقة، إلى مدينة شفشاون المقدسة ذات التعاريج الملتوية والتي تجلب العقل، والمترنمة بخرير مياهها، بحيث يأخذ المتجول فيها خشوع ديني ، فليس هذا بالحقيقة الكاملة، ولكن هي دلالة تقربني إليها« فالكل يجد له ما يبتغيه فيها. جمالا، وفنا، ولونا وتشكيلا، وموالا، ونوبات طرب أندلسي، وعيطة جبلية، ومديحا نبويا، وفكرا وثقافة وطابعا أندلسيا في شكلها الهندسي للأحياء القديمة التي تشبه إلى حد بعيد أحياء "غرناطة" إنها مدينة أندلسية مغربية، وتاريخها منقوش على سورها وأبوابها وأزقتها ودروبها وبيوتها وعادات أهلها التي ما زالت حية تصارع الزمن، متحدية عواصف وأعاصير الأحداث التي ما فتئت تحاول اقتحامها والقضاء عليها. كل هذا يمنحك إحساسا كبيرا بالمتعة، لأنك تكتشفها بأقل قدر من التعب، وكل شيء يترك فيك أثرا لا ينسى، لكن أكثر ما يثير زائر مدينة شفشاون هو الحركية والنشاط الذي تتمتع به المرأة "الشاونية" حيث تجدها تجوب الازقة مند فجر الصباح لتبدأ عملها اليومي البسيط المنحصر بين الصناعة التقليدية والتجارة البسيطة بالأسواق الشعبية ،ولعل المرأة الجبلية بنشاطها وابداعها ساهمت في صنع جمالية ذالك المكان أولا من حيث "التويل" أي الرقي فهي سيدة راقية ودواقة ،ان دخلت بيتها مهما كانت بساطته تجلبك نظافته أولا ثم ألوانه التي اعتادت صباغتها بنفسها دون انتظار صباغ أو مناسبة ضرورية لذالك، إضافة الى منتوجاتها التقليدية المميزة، والتي صنعتها بأناملها حيث جعلت من بيتها تحفة فنية تغريك ألوانها الزاهية والمتناسقة ، ثم ابداعها الفني في تجهيزاتها المنزلية التقليدية البسيطة... جمالية الابداع تبتدأ من شكل البيوت الشاونية.... تتميز واجهة المنزل الشاوني بباب واسع مفتوح على الدرب يتلوه أسطوان ينفصل عن وسط الدار يدعى (باب الفصيل) وبينهما دكانة للاستراحة. وبعد اختراقه تصل إلى وسط المنزل وهو واسع ومكشوف مربع الشكل في الغالب، منفتح إلى أعلى تنفتح عليه الغرف ذات السقف العالي، وفي وسطه قطع خشب مربعة الشكل مزخرفة بألوان مختلفة يغلب عليها الأحمر والبني، والأروقة الجميلة، وبين الطابقين جناح مستطيل منعزل يسمى (النباح) تأوي إليه الأسر في فصل الشتاء وهو ذو سقف منحن يصعد إليه بواسطة درج ضيق، وله ممر ثاني يربطه بالغرف عبر باب يخترق الحائط الذي يفصل بينهما، أما وسط المنزل فيشكل الهيكل الرئيسي للمنزل حيث يشرف عليه كل الغرف والمصالح، وتتقابل الغرف فيما بينها، أما الدرج فيكون إما في الجهة اليمنى أو اليسرى غير بعيد عن المدخل للصعود إلى الطابق الثاني. وقد تميزت أغلب المنازل الأندلسية في المدينة كانت ذات أقواس وبجانب أعمدتها (نادرا ما تكون مكسوة بالزليج الملون حسب ظروف صاحب البيت) مزروعات الأزهار والورود المختلفة وشجرة توت لتربية دودة القز التي أدخلها الأندلسيون إلى المغرب في نهاية القرن السادس عشر وبداية السابع عشر، وكانت مملكة غرناطة من أهم مراكز القزارة وصناعة الحرير خلال العصر الوسيط. وكانت تتعاطاها الكثير من الأسر الأندلسية إلى بداية القرن العشرين. وكان الحرير يستخدم في صناعة الكرازي والملابس والمناديل والستائر.... وتتميز غرفة للجلوس بطولها وضيق عرضها، وتنفتح على الفناء، وتستعمل كذلك للأكل وعادة ما تكون قريبة من المطبخ ومن السقاية، والمخزن، ثم غرفة النوم وهي أهم مكان في المنزل الأندلسي، وتكون بالطابق العلوي، طويلة ومتوسطة في عرضها، وتظل بابها مغلقة ولا يدخلها أحد إلا للضرورة، ويوجد بها سرير من صنع خشبي أو أوروبي (النيكل) مسنود إلى الحائط، مذهب قببه الأربعة، يحيط به رواق شفاف من الجهات الثلاثة غالبا، وعليه عدد من الأفرشة تلامس بعضها سقف الغرفة، كما يوجد بها مرتفع صغير على شكل درجة، والأرض مفروشة بزربية غليظة الصنع من الصوف الملون يطغى الأحمر على باقي الألوان كما هو معروف في المدن العتيقة. ويوجد بها كذلك مرآة وساعة حائطية مستطيلة الشكل مثبتة على الحائط، إضافة إلى صندوق خشبي مستطيل ومزخرف بألوان مختلفة ويعد من صداق الزوجة، ويحفظ فيه ثياب الزوجين والحلي الذهبية والفضية والمال والوثائق، ويقفل بمفتاح خاص لا يفارق صاحبة البيت أو الزوج. كما أن هذه الغرف غالبا ما كانت تتوفر وما زالت على نوافذ مستطيلة أو مربعة مفتوحة على الزقاق أو الدرب لتوفير الإضاءة والتهوية، أما السطح فكان عبارة عن منتزه للنساء يجتمعن فيه كل مساء، وغالبا ما كن يعتنين بغرس أنواع الزهور كالفل والحبق والياسمين، ويتجاذبن الحديث عن أغراضهن الخاصة أو للسمر في فصل الصيف حيث يكون الجو حارا بالنهار. وكان مغطى في أطرافه بالقرميد الطيني البني، يفصل بينها ممرات ضيقة (الميازيب) لمرور مياه المطر نحو الأسفل والذي يتساقط على المدينة في فصل الشتاء، كما تكسوها أحيانا الثلوج. وعلى العموم فإن سطوح البيوت القديمة كلها من قرميد مقوس. وأغلب المنازل العتيقة تتوفر على صهريج مربع أو مستطيل (المعدة) لخزن مياه الشرب أو مياه الأمطار. أما الزخرفة فإنها تبدو من خلال الأقواس والأعمدة وأبواب الغرف، والأرض مبلطة يكسوها البياض، كما أن الجدران الداخلية والخارجية هي الأخرى تبيض بالجير وأحيانا يخلط بقليل من النيلة حيث يعطي لونا أزرقا نادرا... المرأة الشاونية مبدعة الاطباق الغذائية... تختلف الاطباق المقدمة بالبيت الشفشاوني باختلاف المناسبات، حسب ما تقتضيه الظروف المادية لكل أسرة، ولكنها غالبا ما تتوحد في مناسبات الزفاف والعقيقة والختان، لكن لازال الابداع الاندلسي في الطبخ متوارث الى اليوم ،ومن بين هذه الأطعمة: اللحم؛ حيث كان الأندلسيون يقومون بتقطيع لحم الحيوان قطعا وطبخ هذه القطع في المرق، وعادة ما تكون المرق من المواد الدسمة والخضر أو الغلال أو الفواكه وتكون قطع اللحم وسطا وصغارا، وإلى جانب طبخ اللحوم في المرق، يكثر الشواء وتشوى اللحوم في سفافيد على النار أو تدخل أو تقلى في الزيت والدجاج، الخليع، الكسكس، الثريد، التفايا، الثردة، الدشيشة، الأسفنج، المجبنة، البغرير، كويلش، حلويات الشباكية، الرغايف، المحنشة، المسمنة، القطايف، الملوزة، بشكتو، قفافل، كعب الغزال، الغريبية، الفقاقص، البجماط، القراشيل، معجون السفرجل، معجون التفاح، كنافة، لقمة القاضي، مروزية، فنانيط، الشعرية، الخبز، البيض المشقوق الذي يزين أغلب الأطعمة كانت سائدة بكثرة في الأندلس... كما يميز البيت الشاوني وجود بئر ماء للشرب والطهي في مدخل كل مطبخ غالبا ما يصنع من الطين، ويتم تطهيره ومعالجة مياهه بالجير، إضافة إلى مرافق ضرورية، كمكان معزول للطبخ ومخزن لحفظ الطعام، الحبوب، القطاني، الزيت، التين المجفف، الزبيب، الخليع، العسل، السمن، ولحم القديد. المرأة الشاونية والتشغيل الذاتي ... المراة الشاونية عرفت بالاعتماد على نفسها فيما يخص الاستقلالية المالية وتدبير بيتها فهي تجدها في المجال الفلاحي حاضرة اد تقوم بغرس أشجار الزيتون والفواكه كالبرقوق والتين والرمان والعنب والسفرجل وحب الملوك، والفلفل الأحمر الذي كان يزرع بكثرة في منطقة ماكو ويجفف ثم يدق بالمهراس ويصدر إلى فاس، وعرف وما زال (بالشاونية) نسبة إلى مدينة شفشاون، والاعتناء بغرس أنواع الأزهار والورود على أطراف العراصي والبساتين، وكانوا يقومون بتقطيره، وقد اشتهرت بعض الأسر بذلك إلى اليوم في المدينة وضواحيها، إضافة إلى قطع الخشب وطبخ الفحم في الجبال المحيطة بالغابات، ومما كانت تتميز به المدينة والقبائل المجاورة لها وما زالت إلى اليوم هو الاهتمام بإنتاج زيت الزيتون والاحتفاظ به في المنازل طول السنة وأكثر أحيانا، إضافة الى تربية الماعز والابقار وصناعة الجبن الدي تشتهر به الشاونيات ويعتبر ماركة مسجلة لهن بامتياز... أما في مجال الصناعة، فإن أول ما يثير الانتباه في المدينة هو الحفاظ على حرفة الدرازة بشكلها التقليدي وتقنية الصناع في نسيج الجلاليب الصوفية، والزربية الشفشاونية والبرنس الجبلي، والقشابة والشاشية التي لم تكن تفارق رؤوس النساء في البادية وما زالت، والمنديل المصنوع من الصوف أو القطن، والذي كانت تنسجه النساء في بيوتاتهن منذ القرن الخامس عشر وإلى اليوم رمزا من رموز حياكة النسيج الصوفي والقطني، بنفس الطريقة التي ألفوها في الأندلس. وكانت بالمدينة أكثر من خمسمائة امرأة مختصة في فنون الغزل والنسيج، وكان لهن سوق خاص يعقد يومي الإثنين والخميس صباحا بعد صلاة الفجر يعرضن فيه بضاعتهن، قرب الجامع الأعظم جهة مدخل سيدي بلحسن قرب الزاوية الريسونية. حتى أصبح رمزا من رموز الجهة الشمالية، والحايك الصوفي والأغطية الصوفية (والكورزية) وهو حزام المرأة في البادية ما زال مستعملا إلى اليوم... كما أن حضارة الأندلس حاضرة كذلك في تطريز الألبسة النسائية والرجالية، ويختلف فن الطرز المغربي من مدينة إلى أخرى، ولكن مدرسة شفشاون كأختها في تطوان عرفت بلونين معروفين هما: أ - التنشيفة: ويستوجب وجود أحد عشر لونا ويطرز على ثوب حريري ويكون له وجهان (المزلج) و(المرخم) وهو لا يزال موجودا اليوم وينجز بآلة الخياطة. ب - التعجيزة: يكون خاصا بالإزار الذي يشترط أن يكون لونه أصفر وأبيض، وهو جزء من (الشوار) الخاص بالعروس، ويوجد كذلك في المخدات، ويتميز بطرازات رشيقة. وما زال الرجال والنساء في شفشاون ونواحيها يتوارثون الألبسة التقليدية الأندلسية كالسلهام، والصدرية، والفراجية، والتحتية، والفوقية والبدعية والقشابة (قميص من الصوف بلا كمين ويلبس بدلا من القفطان) واللبدة التي يحملها العلماء والأعيان إلى المساجد لإقامة الصلاة عليها. والمضمة، والطاقية أو الطربوش الملفوف بالعمامة، والبلغة. أما المرأة فكانت تستعمل الحايك الذي كانت تستعمله المرأة عند الخروج، ولم تعد تستعمله إلا القلة من النساء العجائز، والسبنية والشربيل والريحية (أحذية محلية أندلسية الأصل) والأحزمة والحراز والمنديل المخطط بالأبيض والأحمر. والكنبوش (نوع من الخمار) كانت تلبسه نساء الأندلس والمغرب (يطلق عليه اليوم النقاب) يغطي الوجه، والقفطان للنساء وكان يلبس فوقه (المنسرية) وهو من الكتان الرقيق (الزكدونة) والقناع (الشال) والحراز المطرز بالألوان المختلفة والشاشية (رجالية ونسائية) .... ومن العادات الموروثة عن أهل الأندلس كذلك أن بعض عناصر الملبس كالشوار الأندلسي يتألف مما تعده العروس قبل الزواج من ألبسة وخياطة وزينة... "الحضرة " رمز للارتباط بالفن الاندلسي ... ففي مجال الموسيقى الأندلسية التي كانت تعرف عند دخولها المغرب (باسم فن الآلة) تمييزا لها عن فني الملحون والسماع إضافة إلى نوبات الموسيقى الأندلسية. عندما وفدت على المغرب، كانت عبارة عن نوبات آلية، ولم تكن قد انتظمت بعد في منظوم الكلام سواء كان شعرا فصيحا أو مقطوعة زجلية أو موشحة وقد ساهمت الفرقة النسائية المتخصصة في فن "الحضرة" في الحفاظ على هدا الموروث ،والتي يعود ظهورها أول مرة مع الفنانة الحاجة عائشة ابراق ،لتظهر فرقا نسائية أخرى لازالت تهتم بهذا الفن الجميل حيث أسست مؤخرا 2004 الفنانة أرحوم البقالي فرقة أطلقت عليها اسم "اخوات الفن الأصيل " و الفنانة أرحوم البقالي هي أستاذة أكاديمية تدرس مادة الموسيقى الاندلسية والصولفيج والبيانو بمعهد الموسيقى بشفشاون، حازت على الجائزة الأولى في الصولفيج وعلى الشهادة الشرفية للإتقان الثاني وهي سليلة الزاوية البقالية حيث تربيت في وسط التصوف و المديح ، وأكثر ما يميز هذه الفرقة النسائية الرائعة هو حفاظها على الملبس ،الذي ظهر أزيد من 120 سنة حيث ترتدي كل منهن القفطان والطاكون و جوهر"فرسانة" و سبنية الحرير، وحزام دقة المكينة، هذا الزي الأصيل زاد المجموعة رونقا وجمالا، وجعلها تحظى بإعجاب كبير ، من طرف جمهور متنوع ،حيث شاركن في عدة مهرجانات عربية ودولية واهتمام من لدن الاعلام السمعي البصري بكل البلدان العربية.." يمكن القول على أن المرأة الشفشاونية كانت ولا زالت رمز للتضحية، وتحمل المسؤولية، كما كانت من أوائل النساء المتعلمات بالمغرب، حيث ولجت عالم الفقه هك قرون ماضية، كما تميزت بأنشطتها الاقتصادية والاجتماعية ... ويكفي أن نذكر السيدة " الحرة " التي حظيت بشهرة واسعة النطاق في الشمال الغربي من افريقيا الشمالية، وهي ممن اعتنى المؤرخون الأجانب بالحديث عنها والتعرض بالذكر لأيام حكمها بتطوان، ولعل شهرتها قامت على عدة اعتبارات، فهي ابنة أمير شفشاون علي بن راشد، وهي في الوقت نفسه زوجة قائد ومؤسس تطوان الحديثة محمد المنظري. وهي حاكمة تطوان ونواحيها لما يزيد على ثلاثة عقود من الزمن، أي منذ زواجها عام 916 ?/ 1510 م إلى غاية 949 ?/ 1542 م، وتروي الأخبار سواء البرتغالية أو الاسبانية، أن هذه السيدة النبيلة كانت تتمتع بذكاء نادر وأخلاق سامية هيأتها لتسلم زمام السلطة، وذلك بسبب التعليم الذي تلقته من أشهر العلماء ورجال الدين في عصرها، وأعلنت الجهاد كأبيها ضد المعتدين البرتغاليين المحتلين للثغور المغربية برا وبحرا، وصمدت في وجههم لفترة طويلة من الزمن... الشَاوْنِيَة عْيُونْهَا مْشْرْقَة فْ سْوَالفْهَا غَارْقَة وْ بْجَمَالْهَا حَارْقَة هَادِي الشَاوْنِيَة الحَلاَوَة فْ عْرُوقْهَا الِي شَافْهاَ يِعْشَقْهَا سُبْحَانْ اِلِي خْلاقْهَا العَايْلَة الشَاوْنِيَة مْأَدْبَة وْ مْخَلْقَة فْ كْلاَمْهَا صَادِقَة وْ فِي خْطْوَاتْهَا وَاتْقَة الحْبِيبَة الشَاوْنِيَة وْاللَهْ ماَ نْفْرْقاَ الجَوْهَرَة الزْرقَا بْلاَدِي وْنْعْشَقَا لاَلَة الشَاوْنِيَة شَاوْنِيَة دْيَالِي سْبَابْ هْبَالِي بْغِيتْكْ حْلاَلِي يَا شَاوْنِيَة