تعتبر حنان بقيوي واحدة من أبناء وبنات الجالية المغربية المقيمة في الخارج الذين استطاعوا الاندماج بشكل إيجابي في بلدان إقامتهم. تمكنت حنان بقيوي، التي تعيش بالديار الفرنسية، أن ترسم لنفسها مسارا استثنائيا في مجالها المهني أساس بنائه كثير من المثابرة وتسلح بالجدية في التعاطي مع بلد استضافة وتقاسم كل قضاياه وهمومه، بلد تحول بعد أن وطأت قدميها أرضه في سن السابعة من العمر، إلى بلد إقامة فتح ذراعيه لها ليحتضها كي تساهممعه يوما في ضمان أمنه. منذ الفاتح من شتنبر الماضي، أسندت لحنان بقيوي، عميدة الشرطة الفرسية من أصل مغربي، زمام أمور تسيير مفوضية شرطة ببلدة «سانت» لتكون ثالث سيدة تدبر أمر هذا المركز الأمني بالجنوب الغربي بفزنسا بمنطقة «شارونت ماريتيم». تبلغ حنان بقيوي عميدة الشرطة الفرنسية الجديدة ببلدة «سانت»، التي تتقاسم وزوجها أيضا «حب الشرطة»، تبلغ من العمر 37 سنة وتنعم بتوأم بنات تبلغان من العمر ثمانية ربيعا، وتعيينها على رأس مفوضية شرطة ببلدة «سانت» يعتبر أول مهمة من هذا الحجم تعهد إليها في مسارها المهني. إن مساره المهني حنان بقيوي، استثنائي، حيث انطلقت من أسفل درجاته إذ بدأت مهنتها ك«مساعدة أمن» قبل أن تجتاز بنجاح مباراة «حراس الأمن»، وبعدها فتحت لها آفاق التطور والترقي في مسارها المهني داخل مسالك وظيفة لتسهاهم في السهر على أمن وسلامة فرنسا. { هل يمكنكِ الحديث إلينا عن مسارك؟ إنه مسار استثنائي إلى حد كبير. لقد رأيت النور في المغرب حيث مكثت إلى حين بلغت من العمر سبع سنوات. وبعدها، انتقلنا للسكن بجهة «لاكارد» ببلدة «ڤالابريغ» [على الجهة اليسرى لنهر «رون بمنطقة لانغيدوك روسييون]. لقد حصلت على شهادة الاستاذية في القانون العام من جامعة اكس أو بروڤانس. وبعدها، سنة 2002، انخرطت في سلك الشرطة كمساعدة أمن بمدية «آرل». كنت مجبرة على العمل. وكان أول فرصة عمل لي كشابة. ومع اكتشاف هذه المهنة، قلت مع نفسي، أنه لا يكون بمقدوري أن أفعل شيء آخر. لقد ارتحت له حقيقة. { لذلك قررت أن تجتازي مباراة حراس الأمن... نعم. وتمنكت من النجاح فيه. فبعد الدراسة في الاكاديمية الوطنية للشرطة بمدينة «نيم»، التحقت بالاستعلامات العامة. فأنا أتحدث مجموعة من اللهجات العربية وهذا أمر أثار اهتماهم مما جعلي أمكث أربع سنوات، وبعدها إلتحقت بسلك الأمن العمومي بمدينة «نيس» في الفترة مابين سنتي 2007 و2012 . ثم قررت إثرها أن أخوض تجربة محاولة إجتياز مباراة داخلية للأكاديمية الوطنية العليا للشرطة من أجل أن أصبح عميدة شرطة. مرة أخرى كللت التجربة بالنجاج. فقد كان هناك ثمانية مقاعد ل150 مسجل. وفي نهاية الأمر تمكنت من المرور مباشرة من «حارسة أمن» إلى عميدة شرطة. وتعتبر مفوضية بلدة «سانت» منصبي الأول. { هل مفوضية شرطة بلدة «سانت» من إختيارك؟ نعم، بالتأكيد، قامت المديرية المركزية للأمن العمومي بإطلاعنا على وضعية جميع المراكز الشاغرة، الأمر الذي مكننا من رؤية عامة. كنت على علم مسبق بأين سأضع قدماي. كان ثمة عدد من المراكز في الضاحية الباريسية. لقد كنت أريد أن أبدأ عملي في مفوضية بحجم إنساني. لم أكن أعرف أي شيء عن المنطقة. ويجب أن أقول أنني لم أصب بخيبة أمل. { هل للبدء من أسفل درجات السلم المهني ميزة خاصة؟ بالتأكيد. أن أعرف ما الذي يعيشه حراس الأمن في عملهم اليومي. لقد خبرت هذا. حراسة المعتقلين في المستشفى، أعرف كل هذا. لقد كنت ايضا جزء من فرقة الدراجات الهوائية. وإذا كان م الضرويري أن أعيد المسار نفسه، سوف أفعل ذلك مرة أخرى. لقد كان فعلا أمرا سمح لي بالتكوين. عمدة بلدة «سانت، جان فيليب ماشو، اعترف قبل عطلة الصيف بتعزيز أكثر لعدد الشرطة البلدية. مارأيك في هذا؟ بمدينة «نيس» تعرفت على أكبر شرطة بلدية في فرنسا. اشتغلنا كثيرا رفقتها. ببلدة «سانت»، التعاون قائم منذ وقت سابق. تعقد آجتماعات بشكل منتظم والموظفون يعرفون بعضهم البعض. لقد ناقشت مع العمدة حول ما يعتزم القيام به ونحن متفقون على طول. مهما كانت شرطة وطنية أو شرطة بلدية، فلدينا الاهداف ذاتها: حماية الساكنة. والأولويات هي ذاتها. حوار: ستيفان ديران (صحيفة سيد ويست)