نقل أربعة من شباب "السندريات" وعناصر أمنية إلى مستشفى الفارابي بوجدة عاشت مدينة جرادة، أول أمس الأربعاء، أحداثا غير مسبوقة نجمت عنها إصابات متفاوتة في صفوف أبناء المدينة المنجمية وعناصر القوة العمومية، التي تدخلت لفض اعتصام كان المحتجون ينوون خوضه بمحيط آبار الفحم العشوائية بغابة "فيلاج يوسف". وجاء تدخل القوة العمومية على إثر بلاغين صادرين عن وزارة الداخلية والسلطات المحلية تم الإعلان فيهما عن "منع التظاهر بكافة أشكاله، ابتداء من الأربعاء 14 مارس2018، كون الاحتجاجات التي يتم تنظيمها تشكل إخلالا واضحا بالأمن والنظام العامين، والتعامل بحزم مع السلوكات والتصرفات غير المسؤولة ضمانا للسير العادي للحياة العامة وحماية مصالح المواطنين والمواطنات". قراران رد عليهما المحتجون بتغيير مكان معركتهم من ساحة الشهداء بوسط المدينة إلى خارج المدار الحضري بمحيط غابة يتواجد بها عدد كبير من آبار الفحم، مؤكدين دخولهم في اعتصام مفتوح إلى حين إطلاق سراح المعتقلين وتحقيق المطالب بما فيها المحاسبة. وبعد حضور عناصر القوة العمومية إلى عين المكان، قالت رواية لمصادر من المحتجين إن أربعة منهم لجؤوا إلى الارتماء داخل أحد الآبار، الأمر الذي استدعى تدخل عناصر من الوقاية المدنية بعد أن ارتفع الصراخ والمناشدة لإنقاذ المحتجين الأربعة، لتندلع بعدها مواجهات بين المحتجين والقوات الأمنية، وكان من نتائجها إصابات في صفوف الجانبين،. في حين قالت السلطات العمومية إن "خمسة أشخاص نزلوا إلى مناجم غير قانونية، خرج أربعة منهم ورفض الخامس مساعدة الدفاع المدني". وقد تم نقل الشباب الأربعة بعد إخراجهم من "السندريات" إلى المستشفى الجهوي الفارابي بوجدة متأثرين بكسور وإصابات على مستوى الرأس وأنحاء مختلفة من الجسد، إلى جانب عدد من عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة الذين أصيبوا في المواجهات. هذا، وقد أصدرت وزارة الداخلية بلاغا عقب هذه الأحداث أكدت فيه أنه "بالرغم من القرار الصادر بتاريخ 13 مارس2018عن السلطات المحلية لإقليم جرادة، بشأن منع تنظيم جميع الأشكال الاحتجاجية غير المرخصة، حاولت مجموعات من الأشخاص، أول أمس الأربعاء، في تحد لقرار المنع هذا، تنظيم اعتصام بمحيط الآبار المهجورة على مقربة من ثانوية الفتح، عمدت خلاله بعض العناصر الملثمة، في خطوة تصعيدية، إلى استفزاز القوات العمومية ومهاجمتها بالحجارة مما اضطرت معه هذه القوات، بتنسيق مع النيابة العامة المختصة، إلى التدخل لفض هذا الشكل الاحتجاجي"، وأضاف ذات البلاغ أن هذه الأحداث "خلفت تسجيل بعض الإصابات في صفوف القوات الأمنية، بعضها بليغة، نقلوا على إثرها إلى المركز الاستشفائي الجامعي بوجدة". بلاغ وزارة الداخلية أشار أيضا إلى أن "المحتجين عمدوا إلى إحراق 5 سيارات تابعة للقوات العمومية وإلحاق أضرار مادية جسيمة بمجموعة من العربات والمعدات المستخدمة من قبل هذه القوات.وقد جرى توقيف تسعة أشخاص على خلفية هذه الأحداث، سوف يتم تقديمهم أمام العدالة". وتجدر الإشارة إلى أن جرادة تعيش، ومنذ نهاية دجنبر 2017، على وقع احتجاجات شعبية أججتها وفاة شهيدي لقمة العيش جدوان والحسين الدعيوي، والتداعيات التي تبعتها والتي لاتزال متواترة حتى اللحظة. من جهة أخرى أعلنت وزارة الداخلية أنه تم إبلاغ السلطات القضائية المختصة قصد فتح تحقيق في موضوع ترويج صور لمصابين بجروح في وقائع جرت بالشرق الأوسط والادعاء أنها لأعمال عنف مارستها القوات العمومية بإقليم جرادة. وقال البلاغ إنه تم إبلاغ السلطات القضائية المختصة قصد فتح بحث في الموضوع لتحديد هويات الأشخاص المتورطين في الترويج لهذه الافتراءات والمزاعم وترتيب المسؤوليات القانونية عن ذلك.