دخلت عمالة إقليمجرادة، على خط الأخبار المتداولة حول وفاة شاب في ال16 من عمره، أمس الأربعاء، بمدينة جرادة، جراء حادثة دهس تعرض لها من قبل عربة تابعة للقوات العمومية، حيث تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، شريط فيديو يظهر تعرض متظاهر لحادث دهس من طرف سيارة أمنية. وأوضح بلاغ للعمالة، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، أن السلطات المحلية لإقليمجرادة "تحرص على التأكيد على أن التحريات والأبحاث التي باشرتها مصالحها بهذا الخصوص، اليوم الخميس، لم تثبت نهائيا تسجيل أية حالة وفاة من هذا القبيل". وأضاف البلاغ، أن ما تداولته بعض المواقع الالكترونية والصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي، هي "أخبارا كاذبة وتضليلية"، مشيرا إلى أن العمالة حريصة على "تنوير الرأي العام ورفع كل لبس قد تثيره مثل هذه الأخبار، وتفاديا كذلك للآثار السلبية التي قد تتسبب فيها المزاعم الزائفة والعارية من الصحة". وتابع البلاغ ذاته: "وإذ تدحض السلطات المحلية لإقليمجرادة كل الافتراءات والإشاعات التدليسية التي رافقت الأحداث التي عرفها إقليمجرادة، فإنها تدعو في المقابل إلى ضرورة الاحتياط في التعامل مع الأخبار الزائفة وعدم الانسياق وراءها". يأتي ذلك ساعات بعدما أعلنت وزارة الداخلية أنه تم إبلاغ السلطات القضائية المختصة قصد فتح تحقيق في موضوع ترويج صور لمصابين بجروح في وقائع جرت بالشرق الأوسط والادعاء أنها لأعمال عنف مارستها القوات العمومية بإقليمجرادة. وأوضحت وزارة الداخلية في بلاغ لها اليوم الخميس، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، أن بعض الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، عمدت إلى ترويج صور لأشخاص مصابين بجروح في أحداث إجرامية مختلفة وأخرى توثق لوقائع جرت ببعض مناطق الشرق الأوسط والادعاء كذبا أنها تتعلق بأعمال عنف ممارسة من قبل القوات العمومية بإقليمجرادة. "ونظرا لخطورة هذه الأفعال والادعاءات المغرضة التي من شأنها تضليل الرأي العام والتأثير سلبا على الإحساس بالأمن وإثارة الفزع بين المواطنين"، يضيف البلاغ، "تم إبلاغ السلطات القضائية المختصة قصد فتح بحث في الموضوع لتحديد هويات الأشخاص المتورطين في الترويج لهذه الافتراءات والمزاعم وترتيب المسؤوليات القانونية عن ذلك". وكانت عمالة جرادة، قد أعلنت عن تسجيل بعض الإصابات في صفوف القوات الأمنية، بعضها بليغة، نقلوا على إثرها للمركز الاستشفائي الجامعي بوجدة، وذلك في المواجهات التي اندلعت أمس الأربعاء، بين المحتجين والأمن، في حين كشفت مصادر محلية أن مجموعة من المتظاهرين أصيبوا خلال المواجهات. وأوضح بلاغ للعمالة أمس الأربعاء، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، أن قوات الأمن اعتقلت 9 أشخاص على خلفية هذه الأحداث، سيتم تقديمهم أمام العدالة، متهمة المتظاهرين إحراق 5 سيارات تابعة للقوات العمومية وإلحاق أضرار مادية جسيمة بمجموعة من العربات والمعدات المستخدمة من قبل هذه القوات. بالمقابل، أفاد نشطاء بمدينة جرادة، بأن القوات العمومية تدخلت ب"قوة"، صباح أمس الأربعاء، لفض اعتصام تخوضه الساكنة داخل آبار الفحم "الساندريات"، حيث أدت عمليات الكر والفر بين عناصر الأمن والمعتصمين إلى سقوط أشخاص داخل الآبار بينهم امرأة، وإصابات آخرين بجروح مختلفة. وأوضح نشطاء بالمدينة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن اعتصام الساكنة داخل "الساندريات" جاء ردا على البلاغ الأخير لوزارة الداخلية الذي أعلنت فيه عن منع التظاهر "غير القانوني" بالشارع العام وهددت ب"التعامل بكل حزم مع التصرفات والسلوكات غير المسؤولة". وطالب المعتصمون بإيفاد لجنة للتأكد فعلا إن كانت هناك مشاريع قد تم تنفيذها على أرض الواقع بإقليمجرادة، بدل إغراق المدينة بمختلف الأجهزة الأمنية، مؤكدين أنهم لن يتراجعوا على مطالبهم المشروعة والتي على رأسها إطلاق سراح المعتقلين، ومحاسبة المسؤولين وبديل اقتصادي حقيقي، بالرغم من كل التهديدات التي تضمنها بلاغ وزارة الداخلية. يأتي ذلك بعدما أعلنت وزارة الداخلية، أمس الأربعاء، عن منع التظاهر "غير القانوني" بالشارع العام في إقليمجرادة، مهددة ب"التعامل بكل حزم مع التصرفات والسلوكات غير المسؤولة، وذلك حفاظا على استتباب الأمن وضمان السير العادي للحياة العامة وحماية لمصالح المواطنات والمواطنين"، مشيرة إلى أن هذا القرار جاء "انطلاقا من صلاحياتها القانونية وأحقيتها في إعمال القانون".