اندلعت يوم الأحد28 شتنبر 2014 بمدينة الداخلة حاضرة وادي الذهب، مواجهات دامية بين القوات العمومية ومجموعة من الشباب الغاضبين والمحتجين على ما وصفوه بالتقصير في حق السجين حسنا الوالي البالغ من العمر( 43 سنة )الذي كان يقضي عقوبته بالسجن المحلي بالداخلة، والذي دخل في إضراب مفتوح عن الطعام، وبعدما تدهورت وضعيته الصحية نقل على الفور إلى المستشفى العسكري لتلقي العلاج. وفي ليلة الأحد توفي نتيجة ارتفاع نسبة السكري الناجم عن إضرابه عن الطعام حسب التقرير الطبي . هذا الحادث المأساوي تحول إلى مواجهات عنيفة بين القوات العمومية وعدد من الشباب خاصة بحي أم التونسي وحي الكسيكيسات وكذا حي 64 وشارع محمد الخامس و المسجد وحي الأمل، حيث تم تخريب بعض المنشآت الإدارية العامة وتكسير واجهة ممتلكات خاصة، الشيء الذي دفع بقوات مكافحة الشغب إلى تطويق أماكن التوتر . المواجهات التي عرفتها الداخلة استعملت فيها الحجارة وأحرقت العجلات المطاطية في محاولة عزل بعض الأحياء عن المدينة، كما عرفت أيضا سقوط جرحى في صفوف الطرفين خاصة المحتجين كما أصيب سبعة عناصر من قوات حفظ الأمن. وحسب مصادر خاصة بجريدة «الاتحاد الاشتراكي» أكدت أن عدد المصابين اغلبهم رفض التوجه إلى المستشفى خوفا من الملاحقة والاعتقال، حيث فضلت بعض العائلات إخضاع أبنائها للعلاج بالبيوت .وعلى إثر هذه الأحداث تعرف ولاية الداخلة سلسلة من الاجتماعات لاحتواء الأزمة، وفرض الأمن بالمدينة. ومن جانب آخر استدعيت فرق وتعزيزات أمنية من ولاية العيون قاطعة مسافة 550 كم قصد حماية المواطنين وممتلكاتهم من مثل هذه الأعمال التخريبية، وكذا فرض الأمن والاستقرار. وكانت السلطات المحلية لولاية جهة وادي الذهب لكويرة أعلنت أنه تم اعتقال خمسة أشخاص من العناصر المشاغبة، فيما لاتزال الأبحاث جارية لإلقاء القبض على باقي المتورطين في أعمال الشغب . وأوضح المصدر ذاته أنه، وبمجرد شيوع خبر وفاة المعتقل، «قامت كعادتها مجموعة من العناصر المتبنية للطرح الانفصالي بمحاولة الركوب على هذا الحادث واستغلاله سياسيا، وذلك بترويج مجموعة من الشائعات حول ملابسات وفاة المعني بالأمر، من قبيل أن السلطات الطبية والإدارية لم توله العناية الطبية اللازمة، بل حاول هؤلاء ترويج فكرة أنه توفي في ظروف غامضة.» من جهتها أوضحت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، أن السجين المسمى قيد حياته الوالي حسنة، المزداد سنة 1972 والمحكوم بثلاث سنوات سجنا نافذا، قد فارق الحياة مساء يوم الأحد حوالي الساعة العاشرة والنصف ليلا. وذكر المصدر ذاته أنه قد «سبق نقل المعني بالأمر إلى مستشفى الحسن الثاني بالداخلة، بسبب معاناته من آلام على مستوى المعدة، حيث أمر الطبيب المعالج بالمستشفى بالاحتفاظ به لإجراء كشف بالمنظار صباح يوم الخميس المنصرم، وهو ما تم بالفعل، إلا أنه دخل يوم الجمعة في غيبوبة مفاجئة، وهو ما تطلب نقله بصفة استعجالية إلى المستشفى العسكري للمدينة، حيث أودع هناك بمصلحة الانعاش تحت العناية المركزة، قبل أن توافيه المنية«.