اختتمت مساء الأحد بالرباط، فعاليات الدورة ال 19 لمهرجان جاز شالة، بأمسية استحضرت ذكرى الموسيقي الاسباني الراحل، باكو دي لوثيا، فنان الفلامينكو الشهير وأحد أبرز عازفي القيثارة في العالم. وحل الفرنسي خوان كارمونا نجما في سماء فضاء شالة التاريخي، محتفيا ببصمات لا تمحى للراحل دي لوثيا، قبل أن ينضم اليه ناصر الهواري العازف على آلة العود ورشيد التومي المغني والعازف على الماندولينا في حوار موسيقي، كان الطابع الرئيس لمجمل أمسيات المهرجان. وقبل ذلك، كان جمهور المهرجان على موعد مع عرض للمجموعة البولندية الرباعية "أتوم سترينغ" التي سخرت الآلات الوترية كليا للجاز. عشر مجموعات أوروبية وخمس مجموعات مغربية انخرطت في حوار خلاق بين الإيقاعات المغربية والعربية والافريقية من جهة، وتيارات مختلفة من الجاز الأوروبي من جهة أخرى. فإلى جانب الموسيقيين المغاربة، استقبلت منصة شالة فنانين من هولندا وبلجيكا وفرنسا والمملكة المتحدةوإيطالياوألمانيا وبلغاريا واليونان والدانماركوالسويدورومانيا والبرتغال وإسبانيا وفنلندا وبولندا. وبالفعل، شكل المهرجان عبر دوراته المتوالية مختبرا لتجريب مشاريع مشتركة بين فنانين من مشارب مختلفة، بحيث أثمر مجموعة من الأعمال التي اندرجت في فئة "صنع في شالة". هذا وكان جمهور الدورة 19 ل"جاز شالة"، التي تنظم من 17 إلى 21 شتنبر الجاري، قد انبهر قبل ذلك بالأداء المتميز لفرقة "فرونيزيس"، ولقاء الجاز الأوروبي من خلال "ترانسيلفانيان جاز" مع الموسيقى المغربية والأندلسية. فقد أبدع الأعضاء الثلاثة لفرقة "فرونيزيس" (تأمل) ، التي تتموقع حسب نقاد موسيقيين غربيين على قمة الجاز الأوروبي ، والتي عدتهم مجلة "جاز ماكازين" المتخصصة "أحسن ثلاثي جاز مع البيانو منذ عدة سنوات في هذا الجزء من المحيط ". وتتشكل الفرقة ، التي تأسست في 2005، من جاسبر هولبي (الدانمارك) على الكونترباص، وأنطون هيغير (السويد) على الباتري وإيفو نيمك (بريطانيا) على البيانو. وأنتجت الفرقة ألبومها الأول وهو بعنوان "أورغانيك وايرفاير" في 2007، ثم أنتجت بعد ذلك بسنتين ألبوم "غرين ديلاي" الذي اختارته مجلة "جاز وايز" ضمن أفضل عشرة أقراص موسيقية. وفي 2010، شاركت المجموعة في مهرجانات نورث سي وروتردام وبانليو بلوز وباريس ، قبل أن تطلق في السنة ذاتها أطلقت قرص "ألايف"، الذي اختير ألبوم جاز السنة من منشورات جاز وايز وموجو ثم وولكينغ دارك في 2012 . كما انبهر الجمهور أيضا بفرقة نيكولا سيميون (رومانيا9 التي تسعى للتعريف بالجاز الروماني خارج حدود البلاد. وقد أنتجت الفرقة أزيد من عشرين قرصا، وطبعت في النمساوألمانياوالولاياتالمتحدةورومانياوهنغاريا وبولونيا وبلغاريا وإيطاليا ... من بينها "ترانسيلفانيان دانس"، وتحتفظ موسيقاها بروح الفولكلور الروماني مع إيقاعات من الجاز الأمريكي. وتتشكل الفرقة من نيكولاس سيميون على الساكسوفون، وسوران رومانسكو (رومانيا) على القيثارة ، وريان كارنيو (ألمانيا-الولاياتالمتحدة) على الترومبيت ، وزولتان لانتوس (هنغاريا) على الكمان، وفوستو بيكالوسي (إيطاليا) على الأكورديون، ورالف جيسلر (ألمانيا) على الباتري، وسيباستيان بواسو (فرنسا) على كونترباس. كما لفت انتباه جمهور هذه الدورة من "جاز شالة"، بالخصوص، لقاء تجريبي لفرقة سيميون للجاز مع رباعي سميرة القادري الذي تشكل من الفنانة القادري في غناء مقطوعات أندلسية ، ونبيل أقبيب على الكمان ، ويونس الفخار على العود ، وطارق بنعلي في الإيقاع. يذكر أن مهرجان الجاز بشالة ينظم كل سنة تحت شعار "الجاز الأوروبي والموسيقى المغربية" بمبادرة من الاتحاد الأوروبي وبالشراكة مع وزارة الثقافة وولاية سلا زمور زعير والمعهد الفرنسي وبالتعاون مع سفارات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي المعتمدة في المغرب ومعاهدها الثقافية.