شارك الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في المؤتمر السنوي للحزب الاشتراكي الديمقراطي الدنماركي يومي 20و21 شتنبر. وكانت هذه المشاركة بدعوة رسمية من هذا الحزب لفتح آفاق التعاون بين الحزبين . وقد كانت فرصتنا للاطلاع على أهم السياسات العمومية التي يقودها هذا الحزب والذي يحكم البلاد منذ ثلاث سنوات . ما ميز أشغال المؤتمر هو ورشة كانت مفتوحة للأحزاب التي تمت دعوتها وكذا للسفراء المعتمدين في الدنمارك وكانت المفاجأة غير المنتظرة هي غياب السفيرة المغربية في وقت تعرف فيه مواقف أحزاب اليسار في الدول الإسكندنافية تراجعا خطيرا بالنسبة لقضية المغرب الاولى. لا نريد أن نخسر المعركة التي حققنا فيها تقدما بإفشالنا لمقترح الاعتراف بالجمهورية الوهمية قبل هذا الصيف في البرلمان الدنماركي .إن هذا الغياب غير المبرر يشكل إحباطا لنا كجمعيات المجتمع المدني والتي انخرطت للدفاع عن قضايا المغرب بصفة عامة ليس فقط قضية الصحراء، وإنما الدفاع كذلك عن مسلسل الإصلاحات وعلى المجهود المبذول في مجال حقوق الإنسان وهذا التقدم الذي نوهت به منظمات دولية . إن غياب المغرب الرسمي من مختلف التظاهرات المقامة في دول شمال أروبا والتحولات التي عرفتها مواقف الأحزاب، يفرض على المغرب وبالخصوص وزارة الخارجية مراجعة التمثيلية الدبلوماسية الفاشلة غير القادرة على مواكبة انتظارات بلادنا في ما يخص القضية الوطنية. لا نريد أن نخسر المعركة كمنظمات المجتمع المدني وكمناضلين سياسيين .إن الضرورة تفرض أن تكون ممثلة المغرب في الدنمارك حاضرة لتدافع عن سياسة الدولة مثلما حضر السفراء المعتمدون في الدنمارك في مؤتمر الحزب الاشتراكي ورفعوا تقارير لبلدانهم وانفتحوا على رجال الإعلام. إن دور السفارة مهم وأساسي للمطالبة بتكوين الأجيال المزدادة هنا لكي يقودوا المبادرة ويكونوا هم الداعم الأساسي كدبلوماسية موازية للدبلوماسية الرسمية. إن الخطاب الذي التقطناه من فعاليات سياسية من الحزب الاشتراكي الدنماركي الحاكم وأحزاب سويدية ونرويجية تدعو للقلق ، وتلزم الدبلوماسية بأن تكون نشيطة وفعالة وحاضرة في كل التظاهرات المقامة ، وتفرض كذلك على حزب الاتحاد الاشتراكي أن ينفتح أكثر على أحزاب اليسار في دول الشمال بصفة عامة لتجاوز التقصير الحاصل من الديبلوماسية الرسمية. تجدر الإشارة الى أن مشاركة الاتحاد الاشتراكي في مؤتمر الحزب الاشتراكي الديمقراطي كانت فرصة استغلها الممثلان للحديث مع مسؤولين في الحكومة وأبدوا فيها نية الحزب في تطوير العلاقات في المستقبل من خلال تبادل الزيارات التي تمكن من معرفة واقع القضايا الساخنة في مختلف المناطق. كوبنهاكن