يبدو أن فصل شتاء هذه السنة قد جاد بعطائه على مبدعي المغرب المساهمين في المسابقات التلفزيونية الفضائية، فأمطر عليهم بنتائج إيجابية توجت كفاءاتهم العالية. و يتعلق الأمر بالتحديد بالطفل حمزة لبيض المتسابق في «دو فويس كيدس»، ومصمم الأزياء عبد الحنين راوح المشارك في برنامج «دو بروجيكت ران وي الشرق الآوسط» واللذين أثلجا قلوب الجمهور المغربي نهاية الأسبوع الماضي بفوز الأول بجائزة أحسن صوت عربي وتأهل الثاني لنهائيات المنافسة على جائزة أحسن مصمم أزياء. الطفل حمزة لبيض ذو العشر سنوات أثار اهتمام الجميع منذ اختياره في الوهلة الأولى في «مرحلة الصوت»، حيث استدار كل أعضاء لجنة التحكيم، المكونة من كاظم الساهر ونانسي عجرم و تامر حسني، لمجرد استماعهم للنوتة الأولى للأغنية التي أداها وتنافسوا في استقطابه ضمن فريق كل واحد منهم، قبل أن يحسم حمزة الأمر ويختار الفنان العراقي كاظم الساهر كمدرب له. وتابع لبيض رحلة المنافسة على لقب أجمل صوت في الموسم الثاني لبرنامج المواهب المخصص للأطفال، إلى أن تمكن بعد عشرة أسابيع، من الفوز أمام منافسيه وهما المصرية أشرقت أحمد والسعودي لجي المسرحي، بعد أن حاز على أعلى عدد أصوات من خلال المكالمات الهاتفية والرسائل النصية .كما أعجب الجمهور المتتبع للبرنامج، أيضا، بهذا الطفل الذي أشعل المسرح «دو فويس» بأغانيه الطربية. لم يكن كاظم الساهر يتردد في كل مرة يظهر أمامه المتسابق المغربي، الذي حفظ الأغاني منذ سنوات حياته الأولى ورددها مما جعل أهله ينتبهون مع مرور الزمن لتميز صوته، حيث بادرت أخته سلمى لمفاجأته بدعوة للمشاركة في الموسم الثاني للمسابقة، في التأكيد على أن لبيض يعد من الفنانين المحترفين بالرغم من صغر سنه و يثني على موهبته. كيف لا وتميز حمزة جعله يغني المواويل وأغاني أم كلثوم وصباح فخري بمهارة فائقة امتزجت بالتقنيات العالية في الأداء التي تبرز بصمة الملحن والفنان القدير كاظم الساهر، بحيث عرف القيصر كيف يتعامل مع الطفل حمزة كخامة فنية واعدة وعرف حمزة كيف يطبق ويستفيد من نصائح وتجربة مدربه فكان الفوز. فوز سيمكن حمزة من الحصول على جوائز كثيرة أهمها تسجيل أغنية خاصة به ورحلة ألى «ديزني لاند» في باريس حيث سيقوم بتصوير أول فيديو كليب له بالإضافة إلى منحة دراسية بقيمة 200 ألف ريال سعودي. من جهته، فإن عبد الحنين راوح، المدرس في كلية التربية والتصميم لمدة أحدى عشرة سنة، والذي يشارك في الموسم الثاني من «دو بروجيكت رانوي» في نسخته العربية، قد بين بكل هدوء و ابتسام اللذين تتميز بهما شخصيته، عن جدارته، إذ تدرج منذ اليوم الأول للبرنامج في سلم الفوز بالمسابقة ليصل إلى النهائيات بفضل نجاحه في عدة تحديات. كما تألق هذا المصمم الشاب، الذي عرف منذ مراهقته بميله للتصميم فأثراه بالدراسة، في عدة حلقات البرنامج بتصاميمه ذات الجودة العالمية. للإشارة فإن المواهب المغربية سجلت دائماحضورها في المسابقات العربية الفنية على اختلاف أنواعها من قبيل «أراب كوت تايلانت»، «ذوفويس»، «أراب أيدول»، «ستار أكاديمي» و«طوب شيف».. وسواء أكانت موضوعها الغناء أم الطبخ أو غيرهما.. والتي تنتجها و تبثها القنوات الفضائية.. ونذكر على سبيل المثال لا الحصر لمياء الزايدي، مراد البوريقي، الذي حاز سنة 2012 على جائزة أحسن صوت، وجميلة بدوي و غيرهم.. وجلبت العديد من المتتبعين من الجمهور المغربي الذين أصبحوا يضربون معها موعدا وينتظرونها بفارغ الصبر لتتبعها وتشجيع المتنافسين خاصة في المواقع الإجتماعية المختلفة. وقف إذن المغاربة والعرب شاهدا على هاته الكفاءات المغربية التي مثلت بلدها في الخارج وأمام العديد من الجمهور الدولي في منافسات غير هينة أبرزت مهنيتهم وتميزهم وأنهم على مستوى عالي من الاحتراف. ويبقى السؤال المطروح أمام وفرة هاته المهارات و تنوعها، ما إذا كان المسِؤولون المغاربة المهتمون بالشؤون الفنية وبالشباب، بمستوى هؤلاء الكفاءات وتطلعاتهم إذ يمنحونهم ما يكفي من الدعم والفرص اللائقة للتعبير عنها ضمن رؤية استراتيجية متكاملة تخدم ثقافة البلد وتعكس الإيمان بأن الاهتمام بالمهارات الشبابية وبالمجالات الفنية والثقافية هي رافعة للمجتمع والمؤدية لتطوره؟