التزم الاتحاد من أجل المتوسط ومنظمة الصحة العالمية بتوحيد الجهود من أجل تشجيع ودعم الوقاية والكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم وسرطان الثدي، من خلال إطلاقهما لمشروع «حق المرأة في الصحة» أو ما يطلق عليه اسم (وورث). ويروم هذا المشروع، الذي هو جزء من أجندة الاتحاد من أجل المتوسط لتمكين المرأة والذي ينفذه مركز الوقاية من السرطان في بيدمونت (إيطاليا) بصفته المركز المتعاون مع منظمة الصحة العالمية لتشخيص والكشف المبكر عن السرطان، دعم الدول الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط لإعداد الاستراتيجيات الوطنية التي تهدف إلى الرفع من إمكانية الحصول على الخدمات الخاصة بالوقاية من مختلف أنواع السرطان التي تصيب المرأة والتعامل مع حالات الإصابة، خاصة بالنسبة لسرطان عنق الرحم وسرطان الثدي. وحسب بيان للاتحاد من أجل المتوسط فقد شرع كل من المغرب وألبانيا والجبل الأسود (مونتنيغرو) بالفعل في تدشين مشاريعهم التجريبية الوطنية في هذا المجال، ومن المتوقع أن يتم، في هذا الإطار، إجراء الاختبارات على أكثر من 45 ألف امرأة من الفئات الهشة ( تتراوح أعمارهن ما بين 25 و65 سنة ) للكشف عن أسباب إصابتهن بسرطان عنق الرحم وسرطان الثدي وكذا لتوعيتهن بمخاطر المرض وأهمية الوقاية منه، كما سيتم تدريب أكثر من 300 اختصاصي صحي من المشاركين في برامج الكشف والفحص المبكر. ولتحقيق أهداف هذا المشروع التزم الاتحاد من أجل المتوسط ومنظمة الصحة العالمية مع المركز المرجعي لعلم الأوبئة والوقاية من السرطان ووزارة الصحة المغربية بهدف تعزيز الفحص المبكر عن سرطان عنق الرحم، وذلك من خلال فعاليات ورشة العمل الإقليمية التي سيتم تنظيمها شهر أبريل المقبل بمدينة مراكش، في إطار مؤتمر الاتحاد العربي لأبحاث علوم الأورام النسائية. وأشار المصدر ذاته إلى أن هذا الملتقى العلمي سيعرف مشاركة أزيد من 50 ممثلا عن وزارات الصحة في البلدان المتوسطية إلى جانب الخبراء والمتخصصين في مرض السرطان على الصعيد الوطني والجهوي والدولي، مضيفا أن هذا المؤتمر سيشكل مناسبة مثالية لتقوية الشبكات المعنية بالوقاية من داء السرطان بالمنطقة المتوسطية مع تبادل الخبرات والتجارب حول أنجع سبل الوقاية والعلاج من داء السرطان . وأكدت لورانس بايز، نائبة الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط المكلفة بالشؤون المدنية والاجتماعية، أن داء السرطان يؤثر على الجميع، وإن كان بطرق مختلفة، مشيرة إلى أن تضافر الجهود العالمية وتعبئة الشبكات حول مبدأ تقاسم ومشاركة المعارف والخبرات يشكل عنصرا حاسما لمكافحة سرطان عنق الرحم وسرطان الثدي والوقاية منهما. وشددت على أن الاتحاد من أجل المتوسط ملتزم بالعمل على بناء الشراكات الضرورية في مجال تمكين المرأة التي تظل من بين أهم مكوناته إمكانية الحصول على الخدمات الصحية، مؤكدة على أهمية تكريس الحوار والتعاون الإقليمي في هذا المجال مع دعم المشاريع المعنية في المنطقة مثل برنامج (حق المرأة في الصحة). وحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطان انتشارا بين النساء، حيث تصاب به أكثر من 1.5 مليون امرأة سنويا كما يعتبر من الأسباب الرئيسية للوفيات لدى النساء عالميا. وفي بلدان جنوب وشرق حوض المتوسط الأعضاء في الاتحاد يتم تشخيص إصابة ما يزيد عن 19 ألف سيدة بسرطان عنق الرحم سنويا يتوفى منهن 7800 امرأة بينما يتم تشخيص 212 ألفا و 600 حالة إصابة بسرطان الثدي سنويا يتوفى منهن 62 ألفا و 200 امرأة في حين قدر معدل الوفيات بين النساء جراء الإصابة بسرطان عنق الرحم وسرطان الثدي في البلدان 28 للاتحاد الأوربي بحوالي 122 ألف وفاة خلال سنة 2017. وتعتبر تدابير الصحة العامة مثل وضع برامج الوقاية من السرطان والكشف المبكر عن طريق الرفع من نسبة فحص سرطان عنق الرحم وسرطان الثدي إلى جانب البرامج التعليمية التي تعزز أنماط الحياة الصحية وإدخال اختبارات فيروس الورم الحليمي البشري والتطعيم، ذات أهمية بالغة للحد من التفاوتات العالمية في معدلات الإصابة بهذا المرض، لاسيما بين النساء في البلدان المتوسطية.