احتضن مقر جهة الدارالبيضاءسطات أمس الجمعة، ندوة صحفية للإعلان عن برنامج الدورة 24 للمعرض الدولي للكتاب والنشر بالدارالبيضاء، والتي تم خلالها بسط الخطوط العريضة لبرنامج متنوع وغني باللقاءات والتظاهرات الثقافية التي ستؤثث فضاء المعرض الذي يفتتح رسميا في 8 من فبراير الجاري ويستمر الى غاية 18 منه. الدورة 24 من المعرض الدولي للكتاب والنشر، وكما أعلن عن ذلك محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال خلال كلمته بالندوة ، تتميز باستقبال مصر ضيف شرف المعرض، ما يفتح أمام القارئ والفاعل الثقافي المغربي فرصة التعرف على جديد الإنتاج الأدبي المصري والتفاعل المباشر مع المثقفين والكتاب المصريين في إطار اللقاءات التي ستنظم بالموازاة مع فعاليات المعرض. وأضاف وزير الثقافة أن الدورة التي يشارك فيها 709 عارضين من داخل المغرب وخارجه (305 عارضين مباشرين و404 غير مباشرين)، يتجاوز عدد العناوين المعروضة بفضائها 125 ألف عنوان بأكثر من 3 ملايين نسخة تغطي جميع أصناف المعرفة، تمثل فيها الاصدارات باللغة العربية نصيب الاسد ب 64 بالمائة، 32 بالمائة بالفرنسية فيما تتوزع 4 بالمائة على اللغات الأخرى. كما تعرف تنظيم 14 نشاطا ثقافيا في اليوم يؤطرها 350 من الباحثين مغاربة وأجانب، بالإضافة الى 40 منشطا ضمن برنامج موجه للأطفال. ولم يفت الوزير التأكيد على انفتاح الوزارة على العمل مع كافة الشركاء المهنيين والثقافيين والمؤسساتيين والجمعويين من أجل تكريس الإشعاع الذي يحظى به معرض الدارالبيضاء للكتاب ضمن قائمة المعارض الدولية. من جهته ثمن رئيس الجهة مصطفى الباكوري اختيار الوزارة عقد ندوتها للإعلان عن المعرض، بمقر الجهة، معتبرا إياها دليلا على انخراط الجهة في دعم الفعل الثقافي، ومشيرا الى أن هذا الانخراط أملاه الوعي بدور الثقافة في الإقلاع بالتنمية وكونها جزءا لا يتجزأ من مفهوم التنمية، وهو ما سعت الجهة منذ سنتين إلى العمل على تكريسه وتضمينه ضمن مخططها التنموي للجهة وخاصة العمل على صيانة الموروث الثقافي، بالنظر – يضيف الباكوري – الى أن هذه الجهة تضم معظم الفاعلين الثقافيين ما دفعها لعقد شراكات ولقاءات مع الوزارة للتأسيس لتجربة متفردة ومتقدمة تجمع بين الجهوي والحكومي في أفق خلق تنمية ثقافية حقيقة بالجهة. وتحضر مصر ضيف شرف المعرض ب64 مؤسسة حكومية وغير حكومية، حسبما أعلن عن ذلك وزير الثقافة المصري أشرف ابراهيم الذي أكد أن أختيار مصر ضيف شرف الدورة يعكسه عمق العلاقات التاريخية التي تربط البلدين كما أنه يأتي بعد المشاركة النوعية والمكثفة للكتاب المغاربة في فعاليات الدورة 48 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب السنة الماضية والتي وصلت الى 60 مشاركا، ما اعتبره رقما قياسا في تاريخ المشاركات الأجنبية في المعرض، مضيفا أن وزارة الثقافة المصرية أعدت برنامجا ثقافيا متنوعا، يتضمن من بين فقراته تاريخ العلاقات المصرية المغربية، أسئلة الثقافة وقراءات شعرية وفقرات من الفلكلور المصري، كما تشارك بنخبة من مثقفيها ومفكريها ضمن لقاءات وندوات كمحمد عفيفي، منى سليمان، محمود الغيطاني، سعيد كفراوي… المعرض الذي يستضيف 45 دولة هذه السنة و400 تظاهرة عدا تظاهرات الناشرين وتوقيعات الكتاب، لم يتمكن من تلبية جميع طلبات العرض، ما يدفع – كما جاء على لسان عزيز علمي كرفطي مدير معارض الدارالبيضاء – الى التفكير في توسيع الفضاء ليستوعب عارضين أكثر في السنوات القادمة، معتبرا تزايد الطلب على العرض ضمن فضاء المعرض دليلا على نجاح الشراكة الممتدة ل23 دورة وعلى نضج القائمين عليها، مشيدا بالمعرض الذي يعتبر أفضل معرض كتاب على الصعيد الإفريقي كما أنه يساهم في الرواج الاقتصادي للجهة. وبعد أن اعتاد القائمون على تنظيم المعرض، تسمية قاعات الندوات بأسماء الكتاب والمثقفين، ستحمل القاعات هذه السنة أسماء مدن لم يكن اختيارها اعتباطيا بل للإحالة على الانشغال بامتداد المغرب الثقافي عربيا وقوميا، حيث ستحمل أسماء: القاهرة ، وجدة، القدس كما جاء في العرض البصري الذي قدم خطوطه العريضة حسن الوزاني مدير مديرية الكتاب بالوزارة الذي عرض بعجالة برنامج المعرض وفضاءاته وأروقة العرض، مشيرا الى أن 52 بالمائة من مجمل العناوين التي ستعرض، تعود للنتاج الأدبي خلال الثلاث سنوات الاخيرة. وأضاف الوزاني أنه سيتم تنظيم العديد من الندوات الموضوعاتية التي ستتمحور حول «الأدب والسينما» و»الأدب والتشكيل» و»الأدب والفوتوغرافيا»، و»الأدب والدراما التلفزية»، إضافة إلى لقاءات احتفائية ببعض الأسماء الإبداعية المتوجة في السنة الماضية والتي حصلت على جوائز عربية ودولية.