شهادات جد مؤثرة وكلمات تحمل أكثر من دلالة، تلك التي أدلى بها عدد من أبناء قرى الجمعية المغربية «قرى الأطفال SOS» خلال الحفل الذي أقيم بمدينة الدارالبيضاء أول أمس الأربعاء بمناسبة تجديد هذه الجمعية عقد شراكتها مع شركة كوكاكولا. شهادات أطفال وجدوا في الجمعية المغربية «قرى الأطفال SOS» الصدر الرحب الذي احتضنهم وأعمارهم لم تتجاوز السنة حينها والآن أصبحوا شبابا متفوقين كل بحسب ميولاته واهتماماته. جميع الشهادات أجمعت على أن الجمعية وبالرغم من الإكراهات المادية التي تعيشها تتجند دائما لمرافقتهم خلال مشوارهم الدراسي ، حيث أكدت الشهادات أن هذا المشوار ليس مفروشا بالورد وأن مشاكل عديدة اعترضتهم عند كل مرحلة دراسية خاصة مايتعلق بالتنقلات والسكنى. ولعل أبرز شهادة أثارت انتباه الحضور تلك التي قدمتها طفلة كفيفة فقدت بصرها بعد التحاقها بالمؤسسة وهي رضيعة، سردت علينا معاناتها ولكن أيضا إصرارها على تحقيق طموحاتها ، فلولا هذه المؤسسة، تقول الطفلة « لكنت في عداد المنتحرين لما عشته من معاناة» موجهة الدعوة إلى دعم الجمعية لأجل هؤلاء الأطفال. الحفل عقد في إطار شراكة شركة كوكاكولا الدائمة مع الجمعية المغربية «قرى الأطفال SOS» منذ سنة 2009، حيث جددت الشركة التزامها بتشجيع تعليم الأطفال، من خلال مرافقة الجمعية المغربية قرى الأطفال SOS في برنامجها لدعم تعليم الأطفال المحرومين في المغرب وتوفير الإمكانيات لهم من أجل مواصلة وتحقيق أحلامهم. وفي تصريح لمدير العلاقات العامة والتواصل لدى كوكاكولا المغرب ، اعتبر أن شراكة كوكاكولا وجمعية قرى الأطفال SOS هي التزام دائم من أجل تعليم الأطفال بالمغرب. انطلقت هذه الشراكة منذ خمس سنوات من أجل دعم مبادرات قرى الأطفال SOS ومحاربة الهدر المدرسي. أطفال اليوم هم مستقبل الغد ولهذا تعمل كوكاكولا على دعم التعليم للجميع، من خلال منح فرص لمتابعة الدراسة بتوفير الإمكانيات اللازمة. بتوزيعنا للوازم المدرسية لأطفال المدارس، نسعى إلى ضمان دخول مدرسي في ظروف جيدة ، حيث تمكن العديد من التلاميذ من تحقيق أحلامهم، كالشاب عزيز مثلا الذي تمكن من الالتحاق بالثانوية العسكرية العالية المستوى بمدينة القنيطرة، والشابة سناء التي تمكنت بدورها من اجتياز مباريات ولوج الثانوية العسكرية بنجاح والتي ستتابع بها دراستها هذه السنة بمدينة إفران». وصرحت الشابة سناء قائلة : « عندما كنت أصغر سنا، كان الأطفال الذين يكبرونني سنا، والذين أتيحت لهم فرصة الدراسة بالثانوية العسكرية، يتحدثون بكل فخر عن مستوى التعليم بها. منذ ذلك الحين أصبح لدي طموح واحد وهو متابعة دراستي بالثانوية العسكرية بإفران. وعملت بجد من أجل تحقيق هذا الحلم ». وصرحت السيدة بياتريس بالوباد، المديرة الوطنية لقرى الأطفال SOS : «بفضل دعم قرى الأطفال SOS والتبرعات المادية للمحتضنين أمثال ماكدونالدز وكوكاكولا المغرب، تمكنت سناء من مواصلة تعليمها في ظروف مثالية، وذلك بحصولها كل سنة على اللوازم المدرسية». يذكر أن قرى الأطفال SOS بالمغرب تعمل منذ أزيد من تسع وعشرين سنة لدعم قضية الأطفال الذين يفتقدون الدعم الأسري. ويتجلى دور الجمعية في توفير استقرار ودفء عائلي لهؤلاء الأطفال عبر محورين أساسيين: من جهة، تقدم الجمعية أسرة جديدة للأطفال الذين حرموا من الدعم الأسري. يتم استقبال هؤلاء الأطفال القادمين من دور أيتام ومستشفيات المملكة، في المراكز الخمسة لقرى الأطفال SOS بالمغرب. فقد تم إنشاء أول مركز للجمعية سنة 1985 بمدينة آيت أورير، بنواحي مراكش. بعد ذلك، افتتحت أربعة مراكز أخرى بكل من إمزورن، دار بوعزة، الجديدة وأكادير. وتتم تربية الأطفال من قبل أمهاتSOS ، تحت إشراف فريق متعدد الاختصاصات. ويحصلون على كل الاهتمام والمودة التي يحتاجونها ليستمتعوا بحياتهم اليومية ويتكفل بهم إلى أن يصبحوا مستقلين. لهذا يعد التعليم من أهم ركائز قرى الأطفال SOS . وتبذل كل الجهود ليصبح الأطفال سعداء، مسؤولين ومندمجين في الحياة النشيطة.