فاز فيلم "بطاقة بريدية" للمخرجة محاسن الحشادي، مساء السبت الماضي ، بالجائزة الكبرى لمهرجان الرباط للفيلم القصير المغربي، الذي شارك في دورته هاته 80 فيلماً قصيراً، اختير 20 منها للمشاركة في المنافسة الرسمية. ويحكي الشريط المتوج قصة الطفلة أمينة التي تقطن إحدى قرى جبال الأطلس النائية، حيث يجري تنظيم زواج جماعي للفتيات بشكل سنوي، ما إن تظهر عليهن علامات البلوغ. تتحايل أمينة على عائلتها بإخفاء آثار العادة الشهرية لكي تتفادى هذا الزواج القسري. ويُظهِر الفيلم كيف يعبر السياح الأجانب تلك القرية مبهورين بفولكلور الزواج الجماعي والمناظر الخلابة من دون أن ينتبهوا لمعاناة أولئك الفتيات القاصرات. وأفاد بلاغ لإدارة المهرجان، بأن جائزة لجنة التحكيم عادت لكل من الفيلمين "ليلهم" للمخرجة ناريمان يامنة فقير، و"كانس" للمخرج مصطفى رضا. كما كان للجمهور رأيه في الأفلام العشرين المشاركة في المهرجان، حيث حصل على جائزتي الجمهور، التي حملت اسم الراحل حميدو بنمسعود، على التوالي، فيلم "5 دقائق" لمخرجه الخضر الغوتي، و"ليلهم" للمخرجة ناريمان يامنة فقير. وضمت لجنة تحكيم الدورة، التي ترأستها المخرجة نرجس النجار، كلا من الصحفي والكاتب حسن نرايس، والممثلة حنان بلحسين، والكاتبة والصحفية أميرة خلف الله، والموظب ومدير التصوير جوليان فوري. وتم خلال حفل اختتام المهرجان، المنظم من طرف جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة من 9 إلى 13 شتنبر الجاري، تكريم الممثل الراحل حميدو بنمسعود، الذي أغنى الساحتين السينمائيتين الوطنية الدولية بموهبته الفذة، حيث تم عرض فيلم "مكان في الشمس" لمخرجه رشيد بوتونس، والذي أدى فيه الفنان الراحل دور البطولة. ونقل البلاغ عن مدير المهرجان، عادل الفاضيلي، قوله "إن الأفلام المشاركة، التي تحمل توقيع مخرجين شباب، تعكس رؤية متجددة للسينما"، مضيفا أن المهرجان يتميز بتبنيه لنظام تقييم جديد يفسح المجال أمام كل من لجنة التحكيم والجمهور في الإدلاء برأيهم في الأفلام. وكان المهرجان كرم، خلال حفل افتتاحه، المخرج نور الدين لخماري، الذي أكد حضوره في المشهد السينمائي المغربي. وشهدت هذه الدورة من المهرجان حضور عدد لافت من السينمائيين المغاربة والأجانب للاطلاع على جديد المواهب المغربية الشابة. كما شهدت تنظيم ورشتين حول التقنيات السينمائية، أشرف على الأولى الكاتب حسن نرايس وخصصها لموضوع السيناريو و"كيفية استعمال الكاميرا واللقطات والسرد البصري والإضاءة في خدمة السيناريو". أما الورشة الثانية، فأشرف عليها المخرج كمال كمال وخصصها للموسيقى ودورها في البناء الدرامي للأفلام القصيرة. ما ميز الدورة الجديدة لهذا المهرجان هواعتماده على الجمهور في اختيار الأفلام الفائزة؛ إذ قام الحاضرون باختيار 8 أفلام من أصل ال20 المشاركة، وذلك بعد العروض مباشرة. ثم تولت لجنة التحكيم اختيار 3 منها للتتويج. كما أن الجمهور هو من صوت، أيضاً، لترشيح فيلمين لجائزة لجنة التحكيم التي حسمت في النهاية واختارت واحداً من بينهما للجائزة.