أوضح أباء بعض التلاميذ من الذين حالفهم الحظ، بالتمكن من الوصول إلى المعلومة، والولوج إلى مسلك البكالورية الدولية خيار الفرنسية، أنهم قد توجهوا مؤخرا إلى مؤسسة الشريف الإدريسي بتازة قصد تسجيل فلذة أكبادهم، وعددهم عشرة، ليكتشفوا أن الوافدين من خارج من مدينة تازة ينتظرهم مصير مجهول، حيث المنح لم يتم الحسم فيها بعد، والمؤسسة المستقبلة لهم تشرف على الأقسام التحضيرية، وطلبتها يتوفرون على عدة امتيازات من قبيل قيمة المنحة المرتفعة والجناح المخصص للإيواء والمرافق الملحقة به ممتازة، إضافة إلى كبار سنهم، في حين تلاميذ مسلك البكالورية الدولية الذين يرغبون في ولوج داخلية المؤسسة خصص لهم جناح يصفه الآباء بالشبيه بمعتقل تازمامرت بجدرانه الداخلية المتآكلة، وكونه مهجور رغم وجوده داخل أسوار المؤسسة حيث تسكنه الفئران من مختلف الأنواع، وافتقاره لأبسط مقومات العيش الكريم، ومنحتهم لا تزيد عن 12 درهما، بل الأكثر من ذلك أن إدارة المؤسسة تقدم نصائحها لفائدة الوافدين من جرسيف بسحب تسجليهم بدل ولوج مؤسسة تمتاز بالمفارقات الغريبة. وفي رد على إقصاء إقليمجرسيف من إحداث هذا المسلك، سارع الفريق الاشتراكي بمجلس النواب إلى تقديم سؤال كتابي إلى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني حول التوجيه إلى المسالك الدولية للبكالورية المغربية بإقليمجرسيف، موضحا أن النيابة الإقليميةلجرسيف تتوفر على طاقم تربوي مؤهل للقيام بتدريس هذا المسلك، وهم على أتم الاستعداد للقيام بهذه المهمة، وأن تبرير النيابة لهذا الإقصاء بعدم التوفر على الموارد البشرية الكافية يبقى تبريرا غير مطابق للواقع من حيث كم ونوع الكفاءات التي يزخر بها الإقليم، وحتى عدم وجود مفتش للغة الفرنسية ليس بالتبرير المقبول لأن الأمر لا يتعلق بمادة واحدة فقط، بل أن سوء التدبير الذي يعتبر السمة الأساسية للنيابة الإقليميةلجرسيف هو المحدد الأساسي في حرمان التلاميذ من ولوج هذا المسلك وإحداثه محليا، والدليل على ذلك السرية التي طبعت هذه المذكرة وعدم إعلام التلاميذ بها، وعدم الإجابة عن الطلبات الواردة من طرفهم لا بالقبول ولا بالرفض، والتصريح المتكرر للنائب الإقليمي لمجموعة من الآباء بأنه لا فائدة من هذا المسلك الدولي، كما أكد من خلال نفس السؤال أن مدينة تازة تبعد عن مدينة جرسيف بأزيد من 65 كلم، وأن النيابات الإقليمية المجاورة لهذا الإقليم استفادت من إحداث مسلك البكالورية الدولية باستثناء النيابة الإقليميةلجرسيف، وهو ما دفع مجموعة من الآباء إلى تقديم طلباتهم لمختلف الجهات مطالبين بإحداث قسم لهذا المسلك بجرسيف، ارتباطا بالصعوبات والإكراهات التي ستواجه أبناءهم، وكذا إمكانية توسيع العرض التربوي. وأوضح سعيد بعزيز النائب البرلماني عن المنطقة أنه بالنسبة للموسم الجاري، بالنيابة الإقليميةلجرسيف كان من المنتظر أن تحظى بإحداث قسم واحد للجدع المشترك العلمي وقسم آخر للآداب والعلوم الإنسانية، على أن يقوم تلاميذ مستوى السنة الثالثة من التعليم الثانوي الإعدادي بشكل قبلي بتعبئة بطاقة الترشيح الموضوعة رهن إشارتهم بمؤسساتهم الأصلية، قبل 25 يونيو المنصرم، إلا أنه للأسف، تزامنت هذه المذكرة مع نهاية الموسم الدراسي، وارتباطا بالطابع القروي للإقليم، لم تؤد دورها الأساسي المتمثل في توسيع العرض التربوي، مما جعلها تندرج في سياق المذكرات ذات الطابع السري، ورغم تمديد هذا العرض إلى غاية 10 شتنبر المنصرم، لأن التلاميذ المستهدفين لم يتم إشعارهم ولو عن طريق الإعلان فقط من طرف المؤسسات التعليمية الأصلية، بل بقي ذلك في كواليس النيابة الإقليمية، مما أثار غضب التلاميذ وآبائهم وطالبوا بإعادة فتح إمكانية التوجيه إلى المسالك الدولية للبكالورية المغربية على مستوى المؤسسات التعليمية التابعة للإقليمجرسيف، وهو ما دفع بالفريق الاشتراكي إلى تقديم سؤال في الموضوع إلى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، إضافة إلى ملتمس استعجالي يرمي إلى إحداث المسالك الدولية للبكالورية المغربية بإقليمجرسيف، والذي توصل به يوم أمس عن طريق ديوانه. وقد ذكر الفريق الاشتراكي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني بمقتضيات الفصول 31 و32 و33 من الدستور، وبالتزامات الحكومة في البرنامج الحكومي خصوصا الشق المتعلق بإعادة الثقة في المدرسة، إضافة إلى بلاغ سابق للوزارة نفسها بشأن تفعيل هذه المقتضيات فيما يتعلق بالبكالورية الدولية، والذي جاء فيه أن الاتفاقية المتعلقة بهذا الملف تهدف إلى الاستفادة من الدعم التقني الفرنسي والخبرة الفرنسية في مجالات الهندسة البيداغوجية وتكوين الأساتذة والتقويم والإشهاد، لدعم البكالورية الدولية، شعبة فرنسية، التي تم إحداثها ابتداء من الموسم الدراسي 2013 / 2014 بست مؤسسات تعليمية بالسلك الثانوي التأهيلي في أفق تعميمها على مجموع النيابات الإقليمية ابتداء من الموسم الدراسي 2014 / 2015 . وتساءل الفريق الاشتراكي عن أسباب حرمان تلاميذ النيابة الإقليميةلجرسيف من أقسام المسالك الدولية للبكالورية المغربية، وعن عدم إعلامهم من طرف مؤسساتهم التعليمية الأصلية بمحتوى المذكرة وآجال تعبئة بطاقة الترشيح، وكذا الدوافع الكامنة وراء قيام النائب الإقليمي بالسلوكات المشار إليها بصلب السؤال، وعن الإجراءات التي قامت بها النيابة الإقليمية لتتأكد من استحالة فتح هذا المسلك بجرسيف، ودورها في إيلاء المقتضيات الواردة بالمذكرة بالعناية اللازمة، مختتما إياه بالتساؤل عن برنامج الوزارة لتصحيح الوضع في أقرب وقت ممكن، والآجال الزمنية لذلك حتى يتمكن تلاميذ إقليمجرسيف من متابعة الدراسة بهذا المسلك بإحدى المؤسسات التعليمية التابعة للنيابة الإقليميةلجرسيف، مضيفا ما ذنب تلاميذ إقليمجرسيف وآبائهم دون غيرهم من المغاربة حتى يتم حرمانهم من ولوج هذا المسلك ببلدتهم؟