التكريم يكون عادة احتفاء بمنجز متميز ، نحت كلام تجاه شخصية قدمت شكلا فارقا يسجل بمداد خاص .. في النضال التقدمي والسياسي وداخل حزب اسمه الاتحاد الاشتراكي تكون لحظات التكريم عصية عن الوصف ، ضاغطة للدمع في المآقي، ومستحضرة للعمق الإنساني الذي يؤثث شخصية المناضل . في ثنايا المؤتمر كانت اللحظة استثناء ، لحظة استعادة وجوه بصمت تاريخ الاتحاديين في آسفي .. من جيل التأسيس وسنوات الرصاص إلى جيل استراتيجية النضال الديمقراطي والتماهي مع الأسئلة التقدمية في بلاد المغرب الأقصى .. لحظة اقتطعت من زمن المؤتمر كانت و لابد منها .. حضر سي محمد الشعبي الذي يحاول عميل المخابرات اليوم جرجرة تاريخه على صفحات صحافة الأجندات .. سي محمد الذي خبر معتقلات درب مولاي الشريف والكوربيس ودار المقري و بولمهارز وانتمى للقصة التاريخية المشوقة التي تسمى بخلية شيخ العرب .. والاختيار الثوري يومها .. جاء هو الآخر لا ليقبض ثمن نضاله وكرفسته ولكن ليأخذ باقة ورد عربون وفاء للذاكرة الاتحادية . معه كُرِّم محماد ساري الرجل الذي سلخ عمره هو الآخر في الاعتقالات والتعذيب وبالكاد حمل وردة بين يديه المرتعشتين اللتين ما تزال تحمل آثار التعذيب وتداعياته.. هذا هو الجيل الذي لم نعد نستحقه ربما ...؟ تم تكريم سي احمد الخزامي الكاتب الإقليمي الأسبق زمن الشمة بقطع الأنف، عائلة الشهيد لحسن تغجيجت الذي لا يعرف مصيره لحدود اليوم ، عبد الرحمان دبوح الكاتب الإقليمي السابق والاتحادي الصلب ، امبارك الحياني .. وأخيرا ، الأستاذ فاروق بن الشيخ الكاتب الإقليمي الذي تحمل مسؤولية قيادة الحزب في ظروف صعبة لحدود المؤتمر السادس المنعقد نهاية الأسبوع بآسفي .. هذا الرجل الذي يمكن وصفه بدماثة الأخلاق و المرونة ، فاروق رجل من طينة خاصة لا تتكرر أبدا .. على العموم لحظة مضغوطة عاطفيا وإنسانيا ..