كانت الهزيمة أمام الكوكب المراكشي، في مؤجل الجولة الحادية عشر من الدوري الاحترافي، النقطة التي أفاضت كأس الخلاف بين المدرب الحسين عموتة والمكتب المسير لفريق الوداد البيضاوي، حيث أعلن رسميا مساء أول أمس الثلاثاء عن فك الارتباط بين الفريق الأحمر وكافة عناصر طاقمه التقني والطبي. وبدا أن مسؤولي الوداد كانوا ينتظرون تعثر عموتة لإنهاء العلاقة التعاقدية معه، حيث أنه مباشرة بعد انتهاء المباراة، عقد لقاء بين البرناكي، أحد أعضاء المكتب المسير، وعموتة، تم فيه تشريح الوضع بالتفصيل، حيث اقتنع الطرفان بأن حبل الود انقطع، وأنه القطار بلغ خط نهايته، ليعقد اجتماع ثاني بين أعضاء المكتب المسير، تم فيه وبالإجماع الاتفاق على ضرورة الانفصال عن ابن الخميسات، تلاه اجتماع الحسم بين المدرب والرئيس سعيد الناصري، أعلن فيه، وبشكل رسمي، عن الانفصال، التي حرر في شأنه بلاغ مطول تم تعميمه على الموقع الرسمي للفريق، الذي عاد للاشتغال بعد سبات طويل. وحسب مصدر مطلع، فإن فك الارتباط مع الحسين عموتة سيكلف الوداد حوالي 168 مليون سنتيم هي مجموع الرواتب الشهرية، المستحقة للمدرب إلى غاية نهاية شهر يونيو، حيث ينتهي العقد. كما سيكون الفريق الأحمر مجبرا على سداد مستحقات باقي عناصر الطاقم التقني وكذا أعضاء الفريق الطبي، تضاف إليها منح التتويج بمسابقة دوري أبطال أبطال إفريقيا، وكذا مستحقات بعض المباريات، التي يدون بها عموتة وفريقه التقني لمكتب الوداد. وكان فريق الوداد قد عبر في بلاغ الإقالة عن شكره «الجزيل للإطار الوطني، الحسين عموتة، على مسيرته الموفقة خلال فترة استثنائية قاد خلالها، رفقة طاقمه، نادي الوداد الرياضي إلى التتويج بلقب البطولة التاسع عشر في تاريخ النادي وكأس عصبة الأبطال الأفريقية 2017 وكذلك المشاركة في كأس العالم للأندية 2017». وأشار البلاغ ذاته إلى أن المكتب المسير عقد اجتماعا طارئا برئاسة سعيد الناصري، تم فيه «التأكيد على التقدير الكبير، الذي تكنه جميع مكونات النادي لعموتة وجميع أعضاء الطاقم التقني والطبي المرافق له»، مشيرا إلى أنه، وبعد نقاش مستفيض، تم اتخاذ قرار بإنهاء مهمة كل من المدرب الحسين عموتة والمدرب المساعد رشيد بنمحمود والمعد البدني عبد اللطيف لفتوح ومدرب الحارس عبد العزيز أمدوي وطبيب الفريق علاء الدين الرحالي وأخصائي الترويض والعلاج الطبي محمد مساعد ومدلك الفريق السيد التجاني مكاكي. وأكد البلاغ على أن الرئيس «تعهد بالإشراف شخصيا على تسوية الملفات الإدارية والمالية الخاصة بفك الارتباط». يذكر أن عموتة كان قد دخل في حرب تصريحات مع أحد أعضاء المكتب المسير، على خلفية تصريح لأحد المنابر الإعلامية المصرية، أبدى فيه المدرب الودادي إعجابه بالنادي الأهلي، وهو التصريح الذي اعتبره المسؤول الودادي تحقيرا لفريقه، الذي ظفر بعصبة الأبطال على حساب نادي القرن. وعموما يمكن القول إن عموتة أدى ضريبة تساهله في بعض الأمور التقنية، خاصة تلك المتعلقة بالتعاقدات، حيث أنه قبل بلاعبين دون مستوى العناصر التي غادرت، الأمر الذي أثر على الاستقرار التقني للفريق، وتسبب في عياء وإصابة العناصر المؤثرة داخل المجموعة الحمراء، ما حد من اختياراته التقنية، فكان من نتائجه الحتمية تواضع المردود التقني وتوالي الهزائم. ومباشرة بعد إعلان الانفصال عن عموتة، بدأت الطلبات تتقاطر على إدارة الوداد، حيث أشار مصدرنا على تواجد أسماء كبيرة من جنسيات عربية وأوروبية، في انتظار فتح باب التفاوض الرسمي، وهو الأمر الذي سيكون على مهل، طالما أن الدوري الوطني في حالة توقف.