ما هي أنواع السمنة ؟ السمنة نوعان، فهناك السمنة العامة وهي عندما يكون الوزن زائدا بشكل عام مقارنة مع الطول، ثم هناك السمنة الوسطية، وهي حين تتركز السمنة في منطقة البطن، وهذه هي أخطر أنواعها. كيف يمكن للشخص أن يتأكد بأنه مصاب بأحد النوعين ؟ بالنسبة للسمنة العامة، فإن الطبيب يعتمد على مؤشر (BMI (Body Masse Index ، الذي يحسب على الشكل التالي : الوزن بالكيلوغرام مقسوم على الطول مربع. فإذا كان الناتج هو أقل من 25 كيلوغراما فإننا نكون أمام نسبة عادية، وبالتالي لا توجد هناك أية سمنة، أما إذا حصلنا على نتيجة تتراوح ما بين 25 و 30 كيلوغراما فإننا نكون في هاته الحالة أمام سمنة طفيفة، وإذا ما كان الناتج مرتفعا عن ذلك، أي يتراوح ما بين 30 و 40، فإن ذلك يعني بأننا أمام حالة للسمنة المتوسطة، لكن إذا ما تجاوز الرقم 40 كيلوغراما ، فهذا يعني أن الأمر يتعلق بسمنة مفرطة. وللاستدلال أسوق مثالا، إذا ما كنا أمام شخص يزن 60 كلغ وطوله هو 1.70، فإن الناتج يكون هو 20.70 ، أي أننا أمام حالة عادية. أما بالنسبة للسمنة الوسطية أو المركزية، فيكفي حساب محيط البطن، وذلك باستخدام شريط للحساب «مثل الذي يستخدمه الخياط»، وفي هاته الحالة فإن محيط بطن الرجل يجب أن يكون أقل من 105 سنتمرات، أما بالنسبة للمرأة فيجب أن يكون أقل من 85 سنتمترا. كيف تؤثر السمنة على صحة القلب والشرايين؟ تساهم السمنة في تسريع ظهور مرض تصلب الشرايين Athérosclérose، بشكل مباشر عبر التهاب الأوعية الدموية وزيادة الدهون، وكذلك بشكل غير مباشر من خلال الرفع من نسب خطر الإصابة بمرض السكري ومرض ارتفاع الضغط الدموي. كل هذه المضاعفات تؤدي في آخر المطاف إلى انسداد شرايين القلب، معرضة المريض إلى حالة من قصور عضلة القلب. بالإضافة إلى ذلك، فإنه من الممكن أن تتعرض شرايين أخرى في الجسم لنفس الخطر الذي ذكرناه، و خاصة الشرايين التي تغذي الدماغ، إذ أن الانسداد حين يحصل على هذا المستوى، يؤدي إلى حدوث جلطة دماغية غالبا ما يترتب عنها شلل نصفي. وإذا كانت هذه العواقب السالف ذكرها خاصة بجهاز القلب والشرايين، فإن هناك مضاعفات أخرى للسمنة خارج هذا النطاق، و نذكر على سبيل المثال لا الحصر أمراض الجلد والتعفنات، الأمراض الرئوية وصعوبات التنفس، أمراض المفاصل ... ماهي الإجراءات الواجب اتخاذها لتفادي أي مرض إذا كان الإنسان بدينا؟ النصيحة الأساسية التي يمكن أن نسديها لمن هو في حالة سمنة، هي بدء إجراءات الحمية والتغذية المتوازنة، إضافة إلى ممارسة نشاط رياضي بشكل قار، إذ ينصح أن يخصص الإنسان ثلاث حصص أسبوعية كل واحدة منها تمتد لنصف ساعة على الأقل، ويمكن للشخص أن يستعين باختصاصي في الحمية والتغذية في هذا الصدد. إضافة إلى ما سبق، فإن ظهور أية أعراض لها علاقة بجهاز القلب والشرايين، والجهاز التنفسي، يجب أن تدفع المريض إلى مراجعة طبيب اختصاصي للكشف عن حالته في وقت مبكر تفاديا لأية مضاعفات وخيمة. وأخيرا، فإن حالات السمنة المفرطة تستوجب رعاية صحية خاصة، وذلك من خلال العمل على استشارة طبيب اختصاصي في أمراض الغدد، وضرورة القيام بمراقبة دورية لبعض العناصر البيولوجية، خاصة على مستوى السكر والدهنيات في الدم، وكذا مستوى الضغط. ما هي الخطوات الوقائية التي ينصح باتباعها؟ الكل يعرف وعلى إلمام بمضمون مقولة «أن تنفق درهما في الوقاية، خير من أن تنفق ألفا في العلاج». وارتباطا بموضوع حوارنا لهذا الأسبوع والذي يهمّ مرض السمنة، فإن الوقاية لا تحتاج من الإنسان حتى ذلك الدرهم، بل هي من ستدر عليه دراهم لن يكون في حاجة إلى هدرها في مواد غذائية عالية الثمن، كثيرة الضرر. وكي نكون عمليين، إليكم نصائح مركزة لمن أراد أن يتجنب السمنة وعواقبها: - تجنب الوجبات السريعة خارج البيت. - تجنب كل المواد المصنعة، خاصة منها الحلويات، البسكويت، المشروبات الغازية. - اتباع وجبات منظمة، قليلة الدهون، كثيرة الألياف، مع تجنب اللحوم الحمراء والتقليل من مشتقات الحليب. - استحباب السمك كمصدر للبروتينات، و تناول زيت الزيتون بشكل يومي. - ممارسة الرياضة بشكل دوري بمعدل 3 حصص أسبوعية على الأقل، كيفما كان نوع النشاط، سواء تعلق الأمر بالجري، المشي، السباحة، أو استعمال الدراجة الهوائية ... كل هذه الإجراءات الصحية، لا تتطلب مالا ولا جهدا كبيرين، بل فقط وعيا كاملا بأن هذا الجسد الذي وهبنا الله إياه هو أمانة، وجب الحفاظ عليها ورعايتها.