مع حلول الموسم الدراسي، تعرف الأسواق حركة نشاط دائب في عرض المستلزمات الدراسية للعام الدراسي الجديد، حيث بدأت المحلات التجارية والمكتبات بعرض كميات كبيرة من الأدوات الدراسية المختلفة استعدادا للدخول المدرسي الذي من المفترض أن يبدأ رسميا يوم الأربعاء 10 من شهر شتنبر الجاري والذي يتميز بعملية توزيع مليون محفظة على التلاميذ بمختلف المؤسسات الابتدائية بالإقليم و الإعدادية المتواجدة بالعالم القروي . ويعد الدخول الدراسي لهذه السنة بالنسبة للتلاميذ وأولياء أمورهم من أهم المناسبات والمواسم التي تدخل البهجة على الأطفال حيث يعتبر الطفل بداية العام الدراسي بمثابة عيد سنوي يتهيأ له بالملابس والأدوات الجديدة التي سيتسلمها من إدارة المؤسسة في إطار عملية مليون محفظة الأمر الذي يعتبر بالنسبة لأولياء الأمور متنفسا و فرصة تخفف عنهم ولو نسبيا ما يعانونه من لهيب ارتفاع مصاريف الحياة المعيشية علما أن الدخول المدرسي سيليه بعد أسابيع قليلة عيد الأضحى وما يتطلبه من مصاريف وهو ما يمكن أن يؤدي إلى إثقال كاهل أولياء الأمور بمزيد من المصروفات والنفقات، غير أنه بالرغم من كل هذه المعاناة نجد الآباء و الأمهات حريصون على مشاركة أبنائهم هذه الفرحة باستقبال العام الدراسي الجديد فتجدهم يجتهدون ويجهدون أنفسهم في توفير كل ما يطلبه الأبناء كل حسب قدراته المادية. لذلك فإن الكثيرين يصفون شهر شتنبر بشهر الأزمات المالية المتعاقبة و شهر المناسبات السعيدة في ذات الوقت. ومن أجل نقل صورة وحركة السوق عن قرب قامت الجريدة بجولة في الأسواق والمحلات التجارية والمكتبات بسيدي بنور تبين من خلالها استقرار أثمنة الأدوات المدرسية على اختلاف أنواعها دون أية زيادة تذكر مقارنة مع السنة الفارطة وفي هذا الصدد قال أحد الباعة : « الأدوات المدرسية موجودة وبوفرة ، وهي في متناول الجميع غير أن المناسبات التي سبقت الدخول المدرسي بحلول شهر الغفران شهر رمضان وما يتطلبه ذلك من مصاريف للأسرة المغربية بصفة عامة تبعته فرحة عيد الفطر و كذا العطلة الصيفية ، يجعل المواطن يشعر بنوع من الضيق والأزمات المالية ، ولعل توفير الأدوات المدرسية للأطفال قد يلعب دورا أساسيا في تخفيف العبء عن الأسر ... « وعن أهم المستلزمات التي يحرص الآباء على شرائها في بداية الموسم الدراسي الجديد يضيف رشيد:» أن أكثر الأشياء التي تباع في بداية الموسم الدراسي هي المحفظات المدرسية حيث يفضل الأطفال الظهور بمحافظ جديدة ثم الدفاتر بكافة أنواعها مع الأدوات الهندسية من أقلام ومسطرة ...» تختلف أسعار بيع المحفظات حسب الشكل والنوع وكذا الحجم لذلك نجدها تتراوح مابين 60 درهما و 200 درهما بينما يقدر ثمن الوزرة ما بين 30 درها و 40 درهما حسب نوع الثوب والشكل وهو ما يجعل فئة من الحرفيين تنشط خلال هذه الفترة خصوصا منهم محترفي الخياطة الذين يكثر عليهم الطلب في صنع ملابس الدخول المدرسي حسب ذوق الزبناء و كذا إعداد كسوة العيد . يقول عبد الرحيم الذي صادفناه داخل السوق والذي يبلغ من العمر حوالي 53 سنة : « لدي أربعة أطفال كلهم متمدرسون ، وعلي أن أوفق بينهم في شراء الملابس أولا ، وكما يبدو لك من حالتي هذه ، فإنني لست سوى فلاح ضعيف ، أتمنى أن يستفيدوا جميعا من الأدوات المدرسية ، فالطفل الواحد يلزمني مابين 500 درهم و 700 درهم في كسوته ناهيك عن متطلبات أخرى مما يصعب علي توفيره ، والحالة كما ترى ، و نحن بعد الدخول المدرسي مباشرة سيبدأ تفكيرنا في أضحية العيد ، الحياة المعيشية أضحت صعبة جدا ، الله يرحمنا « دون أن يضيف شيئا ، غادرنا الرجل و الهم في تدبير الأمور يتمالكه وسار يخطو بخطوات متثاقلة وسط السوق يجر نعله الذي يبدو في حالة جد سيئة ليختفي وسط الخيام المنصوبة.