ضمن فعاليات النسخة الرابعة من «مهرجان تاصميت للسينما والنقد»، التي تنظمها «جمعية مهرجان ثقافات وفنون الجبال» ببني ملال، والتي حملت هذه السنة عنوان « السينما وقيم التمدن «، احتضنت «مؤسسة الإبداع الفني والأدبي» بخنيفرة، يوم 24 نونبر 2017، عددا من الفنانين والنقاد المغاربة، هم الفنان عبد الله فركوس، الفنانة بشرى أهريش والفنانة بديعة الطاهري، إلى جانب الناقدة ثريا التناني، وبحضور أعضاء المكتب المسير للجمعية المنظمة، في مقدمتهم الرئيسة الشاعرة أمينة الصيباري، ونائبها عبد الحق بوزيد، والناقد الفنان المسرحي نور الدين بوريمة. تضمن برنامج هذا اللقاء صبيحة لفائدة أطفال وتلاميذ «مؤسسة الإبداع الفني والأدبي»، تم خلالها عرض فيلم «تكيتة السوليما»، لمخرجه أيوب اليوسفي، وهو من فكرة الممثل سمير السعودي، سيناريو الفرنسي أدريال كغاسكيغ، وتدور قصته حول الطفل حسن، ذو 11 ربيعا يتقدم لإحدى القاعات السينمائية، وكله أمل في مشاهدة فيلم الرجل العنكبوت، كآخر عرض قبل الإغلاق، غير أنه لا يتوفر على فلس واحد، كما أن والدته ترفض ذهابه للسينما، ورغم كل ذلك ، لم تكن تنتاب حسن سوى فكرة واحدة، هي تحقيق رغبته في مشاهدة الفيلم مهما كلفه الحلم، لتجري أحداث الفيلم على مدى نصف ساعة من الإثارة والتشويق، وكان الفيلم قد فاز بالجائزة الكبرى ضمن فعاليات «مهرجان تاصميت للسينما والنقد» الذي نظمته جمعية مهرجان ثقافات وفنون الجبال ببني ملال. وفور نهاية الفيلم، تم عرضه للمناقشة عبر حوار تفاعلي بين الناقدة ثريا التناني، والتلاميذ والتلميذات، قبل أن يفتح المجال للأسئلة التي تمحورت في مجملها على قضايا الفن السابع بالمغرب والإقليم، وحول مختلف المهرجانات التي تعقد بالجهة، وعن دور الفن والسينما في حياة الناشئة، حيث تميز الحوار المفتوح بجدية حميمية وواقعية بالغة، بين تلاميذ مؤسسة الإبداع الفني والأدبي، في ما يجمع بين الفرجوي والتكويني، وبين المشاهدة والاحتفاء بالمبدعين، وقد تم ذلك في حضور مؤطري مؤسسة الإبداع الفني والأدبي الذين أبانوا عن حسن تنظيمي في مستوى الحدث. وبينما شارك في تغطية الصبيحة تلاميذ قسم الصورة والصوت بمؤسسة الإبداع الفني والأدبي وأنديتها، لم يفت منسقة المؤسسة على صعيد أكاديمية بني ملالخنيفرة، أمينة الصيباري، التعبيرعن تقديرها العميق لما بذلته مديرية التعليم بخنيفرة من جهود لإنجاح هذه المحطة الفنية التربوية، وعن امتنانها العميق للمستوى الراقي لناشئة المؤسسة وأطرها، مع الإشارة إلى أن النشاط تم بتنسيق مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، والمديرية الإقليمية لوزارة التربية والوطنية بخنيفرة، تحت إشراف ولاية بني ملالخنيفرة وبشراكة مع مجلس جهة بني ملالخنيفرة والمركزالسينمائي المغربي والجامعة الوطنية للأندية السينمائية، والجماعة الحضرية لبني ملال. وبالمركز الثقافي أبو القاسم الزياني بخنيفرة، في مساء نفس اليوم، كان للتلاميذ والأطفال، وآبائهم وأمهاتهم والمعجبين بالضيوف، لقاء مفتوحا، مع الفنانين عبد الله فركوس، بشرى اهريش وبديعة الطاهري، حيث وجد هؤلاء الأخيرين أنفسهم أمام أسئلة عفوية جاءت على لسان الأطفال، الذين أعطيت لهم الكلمة، وذلك في حوار مفتوح حول حياتهم ومسيرتهم في العمل السينمائي والتلفزيوني، وحول ظروفهم إزاء الاكراهات والتحديات، وطرقهم في الاشتغال ومساهمتهم في الإنتاجات السينمائية والتلفزية الوطنية، وسر شجاعتهم على الوقوف أمام الكاميرا، ومدى تقديرهم للمؤسسة التعليمية التي تشجع على المسرح المدرسي، وغير ذلك من المواضيع التي جاءت الأجوبة عنها بطريقة لم تخل من دعابة فنية حققت التواصل والانسجام مع الأطفال والتلاميذ. وكان «مهرجان تاصميت للسينما والنقد» قد انطلق في نسخته الرابعة من بني ملال، خلال أبريل الماضي، وقد جاء في قصاصة ل «وكالة المغرب العربي للأنباء» أن هذه النسخة تروم دعم وتشجيع السينمائيين الشباب، وإبراز المقومات الثقافية والفنية التقليدية والسياحية التي تزخر بها الجهة، فضلا عن فتح المجال أمام الطاقات الشابة لإبراز مواهبها في مجال السينما وخلق فرصة لتلاقح الأفكار والتجارب بين المهنيين والمبدعين الشباب»، حيث رفعت النسخة الأخيرة ستارها بندوة فكرية حول «السينما وقيم التمدن»، ولقاءات مفتوحة مع المبدعين والنقاد، وتقديم أشرطة سينمائية بحضور مخرجيها، وتكريمات لفعاليات ثقافية محلية وطنية وعربية، وبالموازاة مع فعاليات الدورة تم عرض أفلام بحضور مخرجين وممثلين بالمراكز السوسيو الثقافية بمدن الجهة، بني ملال، أزيلال، الفقيه بن صالح، خريبكةوخنيفرة.