بعد أن كنا نصبح ونمسي على أخبار تدمي القلب( رصاصات مافيوزية تقتل طبيبا ،تلميذ يعتدي على أستاذه،وحش يغتصب ويقتل طفلة،زلزال سياسي يفضح الفساد ) تهدي كرة القدم لكل المغاربة مساحة فرح، فرحة وسعت كل الوطن. وتوحد كل المغاربة في كل ربوع الوطن بحملهم العلم الوطني،وقمصان المنتخب المغربي لكرة القدم،الذي ربط الصلة بنهائيات كأس العالم بعد أن غاب عنها لمدة عشرين سنة،كان آخرها بفرنسا سنة 1998 . وجاءت البشائر من الكوت ديفوار حيث تمكن الأسود من الفوز على منتخب الفيلة ،بهدفين مقابل لاشيء،وليؤكد الأسود بأن زئيرهم قد وصل إلى روسيا ، حيث ستبدأ صفحة أخرى بعد بياض دام عشرين سنة. وانضافت فرحة المغاربة بتأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم بروسيا إلى فرحتهم بفوز فريق الوداد في لقاء تاريخي على فريق الأهلي المصري،وبالتالي الفوز بكأس عصبة الأبطال الإفريقية،والتي أدخلت المدرب الحسين عموتة تاريخ كرة القدم الوطنية بصفته أول إطار مغربي يحقق هذا الإنجاز. وأبعد التأهل إلى نهائيات كأس العالم، تلك الغصة التي كانت في حلق رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم حيث كان دائما يردد بأن كل البرامج التي استفادت منها كرة القدم المغربية في التكوين وتطوير البنيات التحتية،وهيكلة الأندية لن يكون لها أي صدى إذا لم يتأهل الفريق الوطني المغربي إلى نهائيان كأس العالم. وشدد فوزي لقجع على ذلك والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم توقع العقد مع المدرب «هيرفي رونار»الذي حدد سقف الأهداف في المرور إلى الدور الثاني من نهائيات كأس إفريقيا وتحقق ذلك في نسخة الغابون،وبعدها بلغ رونار الهدف الثاني بتحقيق التأهل أمام فريق «الكوت ديفوار» بملعب هوفييت بواني مساء أمس الأول السبت. ولم يكتف رونار بالحد الأدنى، والمتمثل في التعادل الذي يضمن التاهل بل تعداه إلى إنتصار بهدفين مقابل لاشيء،كما أنه أنهى مسار الإقصاءيات من دون أن تستقبل شباك الحارس المحمدي أي هدف،الشيء الذي يؤكد على أن دفاع المنتخب المغربي كان سدا منيعا أمما مهاجمي منتخبات الغابون،مالي ،والكوت ديفوار،وأكد كل من نبيل درار،والمهدي بنعطية بأنهما قادرين على هزم دفاعات المنتخبات الأخرى. وكذب هيرفي رونار بتأهيل المنتخب المغربي إلى نهائيات روسيا، كل الإنتقادات التي وجهت له من طرف بعض وسائل الإعلام المغربية والتي لامته في أكثر من مرة على إختياراته ،خاصة لما أبعد حكيم زياش،وأسماء أخرى ،وكان دائما هيرفي رونار يؤكد بأنه إختياراته لا تعتمد على موهبة اللاعب فقط ،ولكن على مدى انسجام اللاعب مع باقي زملائه،وانضباطه ،واحترامه لقراراته بصفته المسؤول الأول والأخير عن المنتخب الوطني المغربي. ولم يكن رئيس الجامعة الملكية المغربية فوزي لقجع بعيدا عن كل ما يجري داخل المنتخب المغربي،بل كان يتدخل بصرامته المعهودة،وتمكن من إنهاء الخلاف بين هيرفي رونار واللاعب حكيم زياش،كما مد الجسور بين الناخب الوطني والصحافة الرياضية بعد أن بدأت بعض التصدعات تصيبها بسبب مواقف الصحافة الرياضية المغربية من بعض تصريحات هيرفي رونار. وكان لتدخلات الرئيس فوزي لقجع،تأثيرها على توفير جو الإنسجام والإنضباط داخل المنتخب الوطني المغربي ،وهو ما مكن المنتخب الوطني المغربي من التأهل للمرة الخامسة إلى نهائيات كأس العالم.