سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في ختام أشغال ملتقى «الأبعاد الأخلاقية والروحية للرأسمال اللامادي» الدعوة إلى إدراج المقاربات العلمية للرأسمال اللامادي في مناهج الدراسات والتكوينات الجامعية المختصة
أوصى مشاركون في لقاء دراسي، نظم نهاية الأسبوع الماضي بمداغ (إقليمبركان)، بإدراج المقاربات العلمية للرأسمال اللامادي في مناهج الدراسات والتكوينات الجامعية المختصة. ودعا المشاركون في ختام أشغال هذا اللقاء العلمي، الذي نظمته الجامعة الصيفية للطريقة القادرية البودشيشية بمقر الزاوية حول «الأبعاد الأخلاقية والروحية للرأسمال اللامادي»، بمشاركة باحثين وأكاديميين، إلى توسيع الاهتمام بالمعالم التاريخية للمملكة باعتبارها مكونا أساسيا للرأسمال اللامادي، ووضع قاعدة بيانات جامعة للتراث الروحي والأخلاقي للمغرب، والعمل على إنتاج موسوعات ومعاجم للقيم الأخلاقية والروحية بما له صلة بالرأسمال اللامادي. وشددوا على ضرورة إنجاز خرائط وأطالس للتراث الصوفي باعتباره منتوجا ثقافيا يساهم في الإشعاع الحضاري للمغرب، والعمل على وضع خطة للعمل المشترك يضم كل الفاعلين في مجال الاقتصاد والتنمية والإعلام والتربية والتعليم والثقافة والتأطير الديني، بالإضافة إلى تعميق النظر في مفهوم الرأسمال اللامادي، وذلك بربطه برؤية الصوفي والاستفادة من تجارب وخبرات الطريقة القادرية البودشيشية. وأكد منير القادري بودشيش، أستاذ بجامعة دوفين باريس وعضو المجلس العلمي الأوروبي بروكسيل، في كلمة تأطيرية، على الأهمية القصوى لاختيار موضوع هذا اللقاء في الظرف الراهن من أجل تدارسه واستيعاب أبعاده من خلال التوجهات الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس كما جاء في خطاب العرش الأخير، والذي ركز فيه على مفهوم الرأسمال الغير المادي كمفهوم جديد ينضاف إلى مفاهيم مستجدة سبقته. وأضاف أن هذا المفهوم المعاصر والقوي والدينامي، سوف يمكن من جرد الثروات الاجمالية للمغرب والنهوض بها وتحقيق الاستراتيجيات الاصلاحية التنموية المستقبلية والتي تعيد الاعتبار للعنصر البشري كرأسمال غير مادي باعتباره الفاعل الأساسي لإنجاح أي مشروع تنموي وإصلاحي مادي أو معنوي حالي أو مستقبلي. ويروم هذا اللقاء، الذي يأتي تفاعلا مع الدينامية الجديدة التي يعرفها المغرب، إطلاق التفكير في الرأسمال اللامادي في سياقات النظام العولمي، وذلك من خلال تسليط الضوء على مفهوم الرأسمال المادي.. الأرصدة التاريخية والثقافية والقيمية، والرأسمال البشري والاجتماعي في إطار مقاربات التنمية التي درجت على اعتماد مؤشراته ومعاييره (الرساميل البشرية والاجتماعية والمؤسساتية والانتاجية والطبيعية). ويهدف هذا اللقاء أيضا إلى تعميق النظر في هذا المفهوم وربطه بالرؤية الصوفية باعتبارها منظومة شاملة وإطارا حاصنا وسلما قيميا ضابطا وموجها ييسر إمكانات لملاحظة وقياس المعنى والجدوى للمعيش الإنساني، وكذا تقديم سبل تقويمية وعلاجية. كما توخى المنظمون أيضا من هذا اليوم الدراسي الاسهام في التماس إجابات لأسئلة الواقع بملابساته وإشكالاته، ورصد مكامن الخصاص والخلل والتماس المخارج الفضلى لمعضلات هذا الواقع، والاستنارة بالفكر الصوفي وبأدبيات الطريقة القادرية البودشيشية في موضوعات ذات صلة بالرأسمال اللامادي.