إقبال كبير للجمهور على الفيلم المغربي يكسر الصورة النمطية: «الجمهور غادر القاعات السينمائية بلا رجعة» يوم مشهود سيبقى راسخ في الأدهان، أذهان السينمائيين والمهتمين والمختصين المغاربة والأجانب..، وموشوم كذلك في سجل تاريخ دورات مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، إن اليوم الأول للدورة الثانية والعشرين، حيث عرفت سينما « النهضة « أحد فضاءات العرض لأفلام المهرجان، الحدث المتميز بكل المقاييس. فبعد الإقبال الكبير الذي عرفه عرس الافتتاح للمهرجان في دورته الثانية والعشرين يوم الجمعة الماضي بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، توافدت جماهير حاشدة من الشابات والشباب صوب سينما « النهضة «، من أجل متابعة أول فيلم مغربي في البرنامج الفني . إقبال كبير أرغم منظمي مهرجان الرباط، لإخبار بقية الجمهور، الذي بقي خارج القاعة التي امتلأت عن آخرها، أنه سيتم برمجة الفيلم للمخرج نور الدين لخماري «بيرن اوت» في نفس اليوم السبت على الساعة الخامسة، كي يستجيب لهذا الطلب الملح لجمهور المهرجان. لقد كانت هذه اللحظة مثيرة للغاية، وغريبة في نفس الوقت، حيث لم تشهدها القاعات السينمائية من قبل، ما جعل النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي «ا لفايسبوك « المغاربة والأجانب يتداولون مشهد هذه الموجة البشرية من الجمهور التواق والمتعطش للسينما بصفة عامة، والسينما المغربية على الخصوص، في صور على شبكات التواصل الاجتماعي.. ، فعلقوا على هذا المشهد الرائع الذي خلخل الصورة النمطية الراسخة في الأذهان أن الجمهور قد هاجر القاعات السينمائية دون رجعة، حيث قال أحد في تعليق على ذلك: «إنها السينما، وهذه هي السينما». بل الأدهى من ذلك، هناك من جاءوا يسألون في اليوم المولي، بعد عرضين على هذا الفيلم المغربي، وهل سيتم برمجته في يوم آخر، وهذا دليل واقعي على أن الفيلم المغربي له مكانته وحضوره المتميز لدى الجمهور المغربي، ثم هذه إشارة قوية إلى أن إدارة المهرجان استطاعت أن تحسن الاختيار للأفلام المبرمجة. كما يبدو أن البرنامج الفني للمهرجان لهذه الدورة والدعاية والتواصل الذي سلكته إدارة المهرجان، جعل الجمهور الرباطي متعطشا لمتابعة أفلام هذه الدورة بحشود كبيرة، وتجلى ذلك في اليومين الأولين للدورة. وللإشارة، فالفيلم المغربي «بورن أوت» للمخرج نور الدين الخماري، يسلط الضوء على مدينة الدارالبيضاء بطريقة مختلفة، عن ما قدمه المخرج ذاته في أفلامه السابقة من قبيل « كازا نيكرا» و« الزيرو»، وذلك من خلال طريقة التصوير التي تعتمد على التعريف بالمدينة من الأعلى، وكشف الفرق الاجتماعي الذي يعيشه الغني والفقير، وعلاقة الكره التي تجمعهما. ولعب الممثل أنس الباز دور شاب ورث ثروة مهمة عن والده، والطفل إلياس، الذي سيكون إحدى الشخصيات الرئيسية في العمل، وهو ماسح أحذية يتمنى عيش حياة الأغنياء، ومحمد الخياري وهو رئيس مجموعة متكونة من عدة أطفال متسولين، يقوم بتوزيعهم على عدة مناطق من المدينة، للحصول على لقمة عيشه عن طريقهم. ويذكر أن الدورة الثانية و العشرين تعرف عرض 66 فيلما و 13 فيلما يمثلون 27 دولة يتبارون على الجائزة الكبرى للمهرجان، جائزة الحسن الثاني.