لماذا لا يستطيع التلميذ، والإنسان المغربي عمومًا، أن يتبنّى قيمه الأخلاقية والدينية بمعزل عن الإكراه؟ لِمَ لا يستطيع التعبير عن مواقفه بلا خوف ولا تقية؟ لِمَ لا يستمتع دونما تحفّظ بجمالية الكون، بحلاوة العيش وانفتاح العلاقات؟ تركيبَتُنا القيمية مختلّة، فهل يمكن لمنظومتنا التعليمية التأسيس لقيم جديدة؟ أم أنّ أعطاب هذه المنظومة، هي الأخرى، قد تفتحُنا على حديث ذي شجون؟ فهل نجحت منظومتنا التعليمية في بناء علاقة متوازنة ما بين "الثقافة المدرسية" المرتبطة بالامتحانات والنقط، و"المدرسة الثقافية" المعنية بتأهيل المواطنين وتكوين الأفراد؟ أم أنّ الثقافة طُرِدت تمامًا من المدرسة المغربية بعد انتصار المرجعية البراغماتية الليبرالية التي تعتبر المدرسة ورشًا للتشغيل، لا موطنًا للتكوين الثقافي المعرفي؟ وهل بسبب تراجُع الدور الثقافي، لم تعد المدرسة مؤثّرة كما في السابق، بل صار الشارع هو الذي يخترقها ويُسرِّب إليها عنفه وانحرافه؟ إذن، ما السبيل لإيقاف النزيف؟ وكيف يمكننا التمكين لقيم المواطنة والديمقراطية وحقوق الإنسان داخل المدرسة المغربية وفي المجتمع؟ كيف السبيل إلى ترسيخ الفكر النقدي وتوطين الوعي المدني لدى المتمدرسين؟ وبأيّ مناهج؟ ثم ما دور تدريس الفلسفة في تجذير التربية على المواطنة عمومًا؟ هذا غيضٌ فقط من فيض الشجون التربوية التي ستُشكِّل مدار حلقة "مشارف" هذا الأربعاء مع أستاذ الفلسفة الباحث في شؤون التربية الدكتور عزيز لزرق. موعد المشاهدين مع هذه الحلقة من برنامج "مشارف" مساء يومه الأربعاء 25 أكتوبر على الساعة الحادية عشرة والربع ليلا على شاشة قناة "الأولى".