اعتقلت مصالح أمن ولاية طنجة صباح يوم الاثنين، شخصين ينتميان لجماعة دينية متشددة، كانت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر في الأحياء الهامشية لمنطقة بني مكادة، وتعترض سبيل الشبان المرافقين للفتيات. ويتم طرح مجموعة من الأسئلة عليهم من قبيل ما نوعية العلاقة التي تجمع بينهما، وفي حالة ما إذا رفض الشبان توجيهات الجماعة، والتي مفادها التوبة والابتعاد عن الموبقات والمحرمات تكون النتيجة الضرب والرفس ، وتطبيق مبادئ الشريعة، حسب مبادئ هذه الجماعة التي ظهرت مؤخرا بأحياء طنجة. كما يتم اعتراض سبيل كل السكارى بالمنطقة، ويتم استفسارهم عن سبب شرب الكحول المحرم، فإذا تاب السكير الذي يصادفونه على يد أفراد هذه الجماعة الدينية المتشددة، يتم العفو عنه بعد التأكد من عدم عودته لشرب الخمر من طرف أحد أعضاء الجماعة الذي يقطن بالقرب من مسكنه. ومساء يوم الأحد المنصرم، استقبل قسم المستعجلات لمستشفى محمد الخامس بطنجة شابا يبلغ من العمر 30 سنة ، من أجل تلقي العلاجات الأولية على إثر تعرضه للضرب والرفس من قبل عناصر هذه الجامعة المتشددة بمنطقة "المرس أشناد" التابعة لمقاطعة بني مكادة . فتم إخبار الشرطة التي صرح لها بأنه كان مساء أمس الأول حاضرا في عرس أحد معارفه حيث سهر رفقة أصدقائه وشاركهم شرب الخمر.. وفي نهاية حفل الزفاف ، عاد إلى منزله الواقع بنفس المنطقة ، مشيا، ليفاجأ بمجموعة من الأشخاص الذين أوقفوه فتكلف أحدهم بشمه أولا ليتكشف بأن الضحية تنبعث منه رائحة الخمر فبدأت جلسة النصح والتذكير بنصوص الشريعة في الشارع العام ليلا التي تتنافى وشرب الخمر، لكن يبدو أن الضحية رفض نصحهم وتشبث بوضعه وحرية تصرفاته، الشيء الذي استفز عناصر الجماعة، فانهالوا عليه بالضرب والرفس بواسطة سكين في جميع أنحاء جسمه . فبدأ يصرخ. ويقول شاهد عيان من نفس المنطقة للجريدة إنه لولا تدخل حارس السيارات الذي كان قريبا من موقع الحادث، لقتل الضحية على يد هذه الجماعة المتشددة، والذي استدعى سيارة الإسعاف لنقل الضحية إلى المستشفى على وجه السرعة حيث أصيب الضحية بكسر في يده اليمنى وجروح في جميع أنحاء جسمه، خاصة في ظهره ، وجرح غائر في مقدمة رأسه وهي الضربة التي أفقدته وعيه حين سقط على الأرض . الشرطة دخلت على خط بمجرد استماعها إلى الضحية من داخل مستشفى محمد الخامس بطنجة، لتنطلق الأبحاث بالاستماع إلى الشبان الذين كانوا يتواجدون بضواحي مكان الحادث ، وليتم تحديد هوية معظم أفراد هذه الجماعة الدينية. فهاجمت الشرطة منزل معظمهم، لتسفر هذه الحملة عن اعتقال شابين لا يتجاوز عمرهما 28 سنة، أحدهما يعمل نجارا والثاني بائعا للعطور في أبواب مساجد طنجة من سكان منطقة بني مكادة، حجزت في منزليهما وثائق تتحدث عن حكم الشريعة في حق الكفار ومزايا الجهاد في سوريا والدول الإسلامية وفتاوى لفقهاء متشددين معروفين على صعيد العالم الإسلامي. كما حجزت الشرطة لدى أحدهما فتوى تكفر من يسئ إلى كل من بن لادن وابو قتادة، وهو المحتوى الذي واجه به أحد عناصر هذه الجماعة من الضباط الذين كانوا يحققون معه .ويقول مصدر مسؤول بأنه أثناء استنطاق العنصرين من جماعة "الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر " من طرف المحققين ، كانا يتلوان تعاويذ سريا. فسأله أحدهم عن مغزى هذه القراءة فقال أحدهما بأنها تؤثر على المحققين لكي لا يفضوا بأسماء رفقائهم من أعضاء الجماعة. المتهمان تم تسليمهما إلى مصالح الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء من باب الاختصاص، ولإجراء الأبحاث الكافية في كيفية اشتغال هذه الجماعة علانية في بني مكادة، والبحث عن باقي أفرادها. كما تعرفت الشرطة على عدد كبير من ضحايا هده الجماعة، ممن تم اعتراض سبيلهم في مناطق خالية .فمنهم من كان رفقة صديقته، فتم اعتراض سبيله ، ليتم إخلاء سبيله بعد ادعائه التوبة أمام عناصر هذه الجماعة، ومنهم من كان سكرانا فأشبع ضربا واعتداء على يد أفراد الجماعة، وهي أحداث تقدر بالعشرات. ويقول أصحابها بأنهم لم يبلغوا الشرطة عنها مخافة من الانتقام، خاصة وأن جل أعضاء هذه الجماعة معروفون بعنفهم وبطشهم تجاه من يلتقون معه وينصحونه بالتوبة. وتجدر الإشارة إلى أن شرطة طنجة أحالت مؤخرا أربعة ممن يشتبه بانتمائهم لتيارات سلفية، تحمل فكرا متشددا من منطقة بني مكادة غالبيتهم كانوا من المبحوث عنهم في قضية حومة «مبروكة».