بدعوة من المنظمة الوطنية للمجاهدين، توجه إلى الجزائر العاصمة وفد يضم المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، الدكتور مصطفى الكتيري ورئيس المجلس الوطني لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، محمد أجار سعيد بونعيلات والعقيد المتقاعد صالح بنعسو، عضو المجلس الوطني لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير و المقاوم محمد بنحمو كاملي، عضو اللجنة العلمية الاستشارية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وذلك للحضور والمشاركة في احتفاليات اليوم الوطني للمجاهد, الذي يقترن مع الذكرى 59 المزدوجة: انتفاضة 20 غشت 1955 بمدينة سكيكدة و بالشمال القسطنطيني، تضامنا مع الملك المجاهد، جلالة المغفور له محمد الخامس في الذكرى الثانية لمنفاه وحدث مؤتمر الصومال في 20 غشت 1956. وقد حظي الحضور المغربي غير المسبوق في هذه المناسبة التي يحتفي بها الشعب الجزائري برصيده النضالي، باهتمام واسع وبالغ في الأوساط السياسية والإعلامية وفي صفوف المجاهدين الجزائريين وأبناء وذوي حقوق الشهداء والمتوفين منهم. وخلال المهرجان الخطابي الحاشد الذي التأم بقصر الثقافة بمدينة سكيكدة، بحضور مستشار رئيس الجمهورية ووزير المجاهدين ووالي سكيكدة وأعضاء الأمانة العامة للمنظمة الوطنية للمجاهدين، ألقيت كلمات وشهادات تضمنت رسائل وإشارات قوية للنضال المغاربي المشترك إبان فترة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال، ودعوة إلى إعادة الروح للتضامن المغاربي والتعاون البيني والعمل المشترك لبناء وإعلاء صروح اتحاد المغرب العربي الكبير. ومن الجدير بالذكر، أن الكلمة التي ألقاها المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير باسم الوفد المغربي، خلفت أصداء حسنة وارتسامات وانطباعات جد إيجابية تناقلتها وسائل الإعلام من قنوات تلفزية رسمية وخاصة وصحافة مكتوبة بما حملته الكلمة من نبض وفيض مشاعر جيل المقاومة والنضال الذي ميزته وحدة المصير والطموحات والتطلعات المشروعة للشعوب المغاربية للاستقلال والسيادة الوطنية والوحدة الترابية المقدسة. ولم يفت الوفد المغربي في كلمته أن يوجه النداء الحار للأشقاء الجزائريين لرد الاعتبار والإنصاف للذاكرة التاريخية المشتركة والمتقاسمة بين الأقطار المغاربية عربون وفاء وبرور بجيل المجاهدين للعمل الوطني والمقاومين، وذلك بالانكباب على كتابة وتوثيق التاريخ النضالي المشترك وإجراء عمليات توأمة الفضاءات المتحفية والتواصلية مع الذاكرة التاريخية الوطنية والمغاربية وفتح أوراش عمل للاستثمار في الرأسمال اللامادي التاريخي والحضاري والثقافي بما يخدم أهداف تربية الأجيال الجديدة والناشئة على قيم الوطنية والمواطنة. هذا، وقد أشاد كل من الوزير الأول عبد المالك سلال ووزير المجاهدين الطيب الزيتوني بهذا التوجه الجاد والمسؤول والهادف إلى لم شمل العائلة المغاربية ورص صفوفها لخدمة القواسم المشتركة، وذلك في المقابلة الخاصة التي خص بها كل منهما أعضاء الوفد المغربي الزائر صباح وظهر يوم الخميس 21 غشت 2014. ودعا الوزير الأول الجزائري إلى تفعيل المقترح المغربي بتوأمة الفضاء التربوي والتثقيفي والمتحفي للمقاومة وجيش التحرير بمدينة وادي زم مع معرض الذاكرة الجزائريةبسكيكدة وكذا توأمة المتحف الوطني للمقاومة وجيش التحرير بالعاصمة الرباط مع مثيله بالجزائر العاصمة. كما أعلن سيادته عن احتضان الجزائر لمناظرة وطنية حول التراث النضالي والذاكرة التاريخية المشتركة المغربية الجزائرية في مطلع سنة 2015، معربا عن عزم وحرص بلاده على إيلاء المشترك التاريخي والنضالي ما هو جدير به من عناية لتقريب الرؤى والتوجهات بما» يؤثر على قرارات السياسيين ومتخذي القرار» على حد قوله.