«العنف ليس دائما ظالما ولكنه مؤذ «بهذه الرسالة القوية ختمت طبيبة الصحة المدرسية الدكتورة صباح باكوري مداخلتها في فعالية انطلاق أسبوع مناهضة العنف بوسط مدارس إقليموزان ، الذي أشرفت على تنظيمه المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بوزان ، خلال الفترة الممتدة من 2 أكتوبر إلى 9 من نفس الشهر ، بتعاون ودعم من طيف من المتدخلين والشركاء. حفل انطلاق النسخة الثالثة لمناهضة العنف بالوسط المدرسي الذي أطره شعار «من أجل مدارس آمنة «احتضنت فقراته المتنوعة ، ثانوية علال الفاسي الواقعة بجماعة بريكشة ، وذلك صباح يوم الاثنين 2 أكتوبر الجاري . في كلمته الافتتاحية بالمناسبة ، شدد المدير الإقليمي للتعليم فؤاد أرواضي ، على ضرورة انخراط كل الفاعلين الرسميين والمدنيين في برنامج تنقية وسط المؤسسات التعليمية ومحيطها من مختلف مظاهر العنف ، والعمل من أجل الارتقاء بفضاءات المدارس إلى مشتل للتربية على المواطنة ، وترسيخ ثقافة الحق في الإختلاف وقبول الآخر . ولم يفته التوقف عند الآثار الإيجابية الملموسة التي ستتركها عمليات تأهيل المؤسسات التعليمية على تجويد العرض التربوي، ذكر منها تحجيم ظاهرة العنف بالوسط المدرسي . رئيسة المركز الإقليمي لرصد العنف بالوسط المدرسي خديجة بنعبد السلام ، ذكرت في مداخلتها بانشغال الوزارة بالظاهرة التي بدأت تتغلغل في وسط المدارس ، لهذا وضعت لها جملة من الآليات لرصدها . وفي حديثها عن الوضعية المسجلة بمدارس إقليموزان ، أكدت بأن نسبة العنف جد متدنية مقارنة بباقي مديريات التربية الوطنية بجهة طنجةتطوانالحسيمة . من جهته تناول محمد حمضي عضو اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بالشمال الموضوع من الزاوية الحقوقية . فبعد إشارته السريعة للفصل 161 لدستور المملكة الذي حدد اختصاصات المجلس الوطني لحقوق الإنسان في حماية حقوق الإنسان والنهوض بها ، وبعد استعراضه لما جاءت به اتفاقية شراكة التي تجمع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين باللجنة الجهوية لحقوق الانسان ، انصرف للقيام بمسح لما جاء في الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل ودستور 2011 من حقوق يتمتع بها الطفل وتجعله في منأى عن أي عنف مهما كان مصدره . ولتحجيم الظاهرة دعا ممثل المؤسسة الحقوقية الأطر التربوية والإدارية والتلاميذ إلى ترجيح كفة الحوار والانصات ، ودمقرطة الحياة المدرسية . طبيبة الصحة المدرسية في مداخلتها الغنية بالمعلومات ، سافرت بالحضور فوق تضاريس العنف ، تعريفا ، وتاريخا ، وظاهرة ، وأرقاما وطنية ، وأسبابا ، ونتائج ، وتداعيات ….وشددت على أنه إذا استمر المحيط عنيفا فإن المدرسة لن تكون إلا عنيفة ، لذلك انتصرت في ورقتها لمواجهة الظاهرة بما فيها من تحديات ، إلى المقاربة المندمجة . الستار أسدل على حفل افتتاح الأسبوع الإقليمي لمناهضة العنف بوسط مدارس وزان بمتابعة الحضور لمسرحيتين تناولتا تعنيف التلاميذ للأطر التربوية، وتعنيف هؤلاء للتلاميذ ، كما تم توزيع شهادات تقديرية على ثلة من الأطر التعليمية التي كان لها الفضل في إنجاح ورش تأهيل ثانوية علال الفاسي . يذكر بأن الحفل الذي نسق فقراته وأشرف على اخراجه عبد الله الرياحي مدير الثانوية ، تابعه ثلة من الأطر التربوية والإدارية ، وأطر المراقبة التربوية والتوجيه ، وأعضاء بالجماعة الترابية بريكشة ، ورئيس وأعضاء بجمعية أمهات وآباء تلاميذ المؤسسة التعليمية ، وفاعلون مدنيون .