استضافت العاصمة المالية باماكو،السبت الماضي، ثلة من الخبراء والفاعلين الجمعويين، يمثلون قطاعات وزارية من مختلف البلدان من أجل المشاركة في تظاهرة «وومانز انرجي داي» (يوم الطاقة النسوي) التي تنعقد في إطار المنتدى الإفريقي للطاقات المتجددة. وشكل تسهيل ولوج المرأة الافريقية وخاصة في المناطق القروية، إلى الطاقة، وتأثير الاستثمار في الطاقات المتجددة على تمكين المرأة الإفريقية، أبرز المواضيع التي نوقشت خلال هذا اللقاء وذلك تحت شعار «الطاقات المتجددة محرك لتمكين المرأة الأفريقية». و تعد النساء الأفريقيات، بالتأكيد، المعنيات بشكل أكبر بالمشاريع الطاقية، لأنهن أكثر انخراطا في الأعمال المنزلية التي تتطلب إمدادات مستمرة من مصادر للطاقة، الأمر الذي يحد ويقلل من فرصهن في تحقيق التكامل بين الأنشطة التعليمية أو الانخراط في أنشطة مدرة للدخل. وفي مداخلتها ، توقفت خديجة بوجنوي، رئيسة لجنة «المناصفة والتنوع»بالقناة الثانية المغربية ، عند دور المرأة في التنمية المستدامة، والعقبات الرئيسة أمام تمكين المرأة الأفريقية، ودور التشبيك في تمكين المرأة. وابرزت بوجنوي التي تشغل أيضا منصب المديرة المالية ومراقبة والتدبير، في هذا الصدد، الدور الحاسم للمرأة في الإنتاج والتدبير والحفاظ على الموارد (الإنتاج الاقتصادي والفلاحي، واستغلال الغابات والولوج الى الماء …)، مشيرة إلى أن المرأة تمتلك معارف وخبرات لها صلة وطيدة بمعيشها اليومي وتقاليدها ومحيطها. وأضافت أن المرأة توجد على رأس أكثر من 60 في المائة من الأسر في بعض المناطق بإفريقيا، وتؤمن 90 في المائة من الاحتياجات المنزلية من المياه والوقود»، مؤكدة أن المرأة تضطلع بدور حاسم في إقلاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني الذي يشكل رافعة هامة للتنمية المستدامة في أفريقيا. واستنادا لتقرير للبنك الدولي ، قالت بوجنوي إنه «في حال تم القضاء على جميع أشكال التمييز ضد العاملات والأطر النسائية ، يمكن أن ترتفع إنتاجية العمال بنسبة 40 في المائة». وأكدت أيضا أنه يتعين على وسائل الإعلام العمل على تشجيع النقاش حول المساواة بين الجنسين، والتصدي للصور النمطية التي تعيق تطور المرأة في المجتمع، وإشراك النساء النشيطات في النقاشات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وإسماع صوت النساء في وضعية صعبة واللائي يعانين من الهشاشة. من جانبها ، قالت خديجة جناتي الإدريسي، رئيسة القمة الافريقية للتجارة والاستثمار، والتي تتولى الرئاسة المشتركة للمنتدى الاقتصادي للمرأة (منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا)، إن النساء أكثر تأثرا بعدم الولوج إلى الطاقة من الرجال. وعبرت عن أسفها لكون 60 في المائة من السكان بافريقيا يتمركزون في المناطق القروية التي تعاني من مشاكل الولوج إلى الكهرباء والتلقيح بسبب غياب أجهزة التبريد علاوة على ارتفاع معدلات الوفيات أثناء عملية الولادة». وأشارت المتدخلة إلى أنه «وعلى الرغم من مؤهلاتها وثرواتها، إلا أن أفريقيا لا تستفيد بشكل كامل من هذه الموارد، والتي يتم في معظم الحالات تصديرها كمواد خام، علما بأن عملية استغلالها وجمعها غالبا ما تقوم بها النساء». وبحسب المنظمين، يشكل ملتقى (وومانز انرجي داي) مناسبة لجمع نساء افريقيات منخرطات في قضية تنمية القارة من أجل إشراكهن في وضع تصور وتنفيذ مشاريع الطاقة. ويشكل المنتدى محطة لإدماج مقاربة النوع الاجتماعي في إشكالية الاستثمار في الطاقات المتجددة بأفريقيا، وتوحيد النساء الأفريقيات العاملات في مجال التنمية في القارة حول مسألة الطاقة المتجددة، والعمل على إقامة «تجمع النساء الافريقيات من أجل الطاقة». وحضر المغرب كضيف شرف المنتدى الأفريقي للطاقات المتجددة، الذي عقد مؤتمره الثاني ببماكو ما بين 28 و30 شتنبر 2017 ، وذلك تحت شعار «الثورة الخضراء في أفريقيا».