عبر العديد من رؤساء كبريات المقاولات الإفريقية والأمريكية المجتمعين بنيويورك في إطار الدورة ال11 لمنتدى (فرونتيي 100) للمبادرة العالمية للتنمية، عن رغبتهم في إقامة شراكات مع المغرب، البلد الإفريقي الذي ينعم ب"الاستقرار السياسي" والذي يتوفر على رؤية سديدة للتعاون جنوب-جنوب، وخبرة نادرة بالقارة في مجال الصناعات الغذائية والطاقات المتجددة. في هذا الصدد، أكد ميما نيديلكوفيتش، رئيس المنظمة غير الحكومية الأمريكية "المبادرة العالمية للتنمية"، أن المغرب يعتبر "مرجعا في إفريقيا في قطاع الصناعات الغذائية والطاقات المتجددة والبناء". وأضاف ميما نيديلكوفيتش، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المغرب يتوفر على مكانة متميزة في إفريقيا من خلال نظامه المصرفي والتأمينات والنقل، كما له "خبرة متقدمة" في قطاع الصناعة الغذائية والطاقات المتجددة والبناء. وتابع أنه يجب أولا إزالة "الحاجز النفسي" بين شمال إفريقيا وباقي المناطق الإفريقية الأخرى، وهو ما أثبته المغرب بكونه "البلد الشمالي الإفريقي الأكثر حضورا في القارة". وكان السيد نيديلكوفيتش يتحدث على هامش الدورة ال11 لمنتدى (فرونتيي 100) للمبادرة العالمية للتنمية، التي تنعقد بنيويورك يومي 22 و23 أكتوبر الجاري. وتضم المبادرة العالمية للتنمية، التي تم إنشاؤها من طرف وزيري خارجية الولاياتالمتحدة الأسبقين مادلين أولبرايت وكولن باول، شبكة من قادة المقاولات العالمية الرائدة في القطاعات الهامة بهدف محاربة الفقر من خلال تعزيز النمو الاستراتيجي والاستثمار في البلدان النامية، ولا سيما في إفريقيا. ويمثل المغرب في هذا الحدث، الذي ضم أكثر من 50 من رؤساء المقاولات الرائدة في إفريقيا والولاياتالمتحدة، رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، مريم بنصالح شقرون. وأشار نيديلكوفيتش إلى أن إفريقيا، التي يصل عدد سكانها إلى مليار نسمة، 50 في المئة منهم سيعيشون في الوسط الحضري خلال 25 سنة المقبلة، تتوفر على إمكانات هائلة في مجال السكن، مبرزا أن المملكة المغربية مؤهلة لÜ"مواكبة هذا النمو من خلال قطاع للبناء يشهد دينامية هامة." وأوضح أنه "خلال الÜ25 سنة المقبلة، ستعرف المدن الإفريقية نموا كبيرا مما يتطلب توفير السكن للجيل القادم، وضمان أمنه الغذائي، وتمكينه من الولوج إلى الطاقة". ومن جانبه، قال الشيخ عمر سيلا، الرئيس التنفيذي لفرع شركة "كونتور غلوبال" بإفريقيا، المتخصصة في إنتاج الطاقة والتي يوجد مقرها بنيويورك، .. "يمكننا إقامة شراكات في العديد من المجالات". وأضاف أن مجموعته تود "التقرب من المغرب لإقامة شراكات محتملة معه" بعدما كانت جل "أنشطتنا إلى حدود اليوم موجهة أساسا نحو إفريقيا جنوب الصحراء". وأوضح "نحن لم ننتبه إلى إمكانية إقامة شراكات مع دول مثل المغرب، البلد الأكثر استقرارا في المنطقة، والأكثر ابتكارا في مجال الطاقات المتجددة". وأوضح أنه لهذه الأسباب، تعتزم "إفريقيا كونتورغلوبال" لومي، اتخاذ خطوات لإقامة شراكات مع "مجموعات مغربية كبرى والنظر إلى أي حد يمكن نقل التجربة المغربية في قطاع الطاقة الريحية إلى بلدان إفريقية أخرى"، مؤكدا "إنها دعوة للشراكة" أطلقها من منتدى (فرونتيي 100). ومن جهته، قال يينكا أوينلولا، الرئيس التنفيذي ل(نيجيريا ليدرشيب إينيسياتيف)، إنه "يؤمن بالعلاقات ما بين بلدان الجنوب، وخاصة بين البلدان الإفريقية ككل"، مشيرا إلى أن "الإرادة السياسية للمغرب تظل أمرا مشجعا للغاية ". وأضاف "أننا في (نيجيريا ليدرشيب إينيسياتيف)، وهي جمعية تضم رؤساء شركات القطاع الخاص بنيجيريا وتهدف إلى النهوض بالمقاولة المواطنة من خلال تعزيز القيم الأخلاقية والمعنوية، نتشجع برؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس" بخصوص التعاون جنوب-جنوب، مضيفا أن الإرادة السياسية تمت ترجمتها إلى واقع ملموس من خلال "المشاركة الكبيرة لوفد من رجال الأعمال المغاربة" الذي حضروا إلى منتدى الاستثمار الذي تم تنظيمه في شهر ماي الماضي بأبوجا. وذكر بأن "مصلحتنا توجد في بناء شراكات في القارة"، والمغرب هو البلد "الأكثر جاذبية" لأنه "يجمع بين الاستقرار السياسي والرؤية السديدة للتعاون جنوب-جنوب، علاوة على توفره على قطاع خاص "حيوي وحاضر" في إفريقيا.