على امتداد رحلة جوية تجاوزت 16 ألف كلمتر ذهابا وإيابا، مرورا بثلاثة مطارات دولية، لم أسجل كمسافر مغربي العبث الحاصل والاستهتار والتبخيس الذي تحظى به أمتعة المسافر مثلما هو عليه الحال بمطار محمد الخامس بمملكتنا السعيدة. ما حصل بعد زوال يوم الاثنين 11 غشت بالحزام المتحرك لتسلم الأمتعة بالمطار يندى له الجبين، حيث تم العبث بأمتعة المسافرين القادمين عبر الرحلة k617 من الدوحة عبر اسطمبول بعد انزلاقها عن الحزام ، وتساقطت هنا وهناك، فيما أصيب الركاب والمسافرون بخيبة أمل كبرى أمام ما يقع، وهم المتعبون والمرهقون بسبب ساعات السفر الطويلة، الأنكى من ذلك أن أمتعة المسافرين لم تجد أحدا من الأعوان المكلفين بإعادتها الى مكانها، حتى يسهل استيلامها من قبل أصحابها، وهم المنتشرون في المكان، كما لو كانوا متفرجين في سيرك شعبي، لتظل الحيرة والارتباك سيدة الموقف، وحينما احتج أحد المواطنين المسافرين مطالبا بتصحيح الوضع، انبرى له أحد المسؤولين الذي ظل يتبجح بالطالكي والكي» أنا ما تهضرش معايا»طيب ، ومع من سيتحدث المواطن ياترى؟ لم أكن الوحيد الذي تسلمت حقيبة أمتعتي التي تم كسر قفلها، وتهشيم قاعدتها، وتمزيق حزامها الخارجي، بل عشرات المسافرين أيضا حيث تقول سيدة مغربية» أنا متأكدة أن الآلاف من المغاربة عانوا ويعانون الأمرين طيلة سنوات قادمة في ظل هذا الاستهتار الكبير للخدمات بمطار محمد الخامس، لكن أحدا لم يجرؤ على فتح هذا الجرح وتشخيص أسبابه والانكباب على علاجه بمنتهى الجدية والصرامة اللازمة، وتضيف في غصة» فلمن نلتجئ يا اصحاب الطولكي ولكي؟ اذا كُنْتُمْ أنتم الذين من تم توكيلكم على أمن سلامة المسافرين عابثون ومستهترون». ويضيف مسافر آخر»لو حصل مثل هذا الاستهتار في أحد المطارات الأوربية، لترك جميع المسافرين حقائبهم تحوم في مكانها، حتى تتكدس وتتوقف الخدمة لأمتعة الطائرات القادمة، حينئذ، سيعالج المشكل بالطرق القانونية الجاري بها العمل في الدول التي تحترم نفسها» في المغرب، لا نعتقد أن الأمر يمكن أن يصل إلى هذه الدرجة، ليظل الشعور بالتبخيس والعبث والاستهتار سيد الموقف، رغم أن موظفي المطار يتقاضون أجورهم من المسافرين الدافعين للضرائب». ويسجل تخريب لأمتعة الركاب الشخصية بداخل الحقائب... أما عن قلة الأدب وسوء المعاملة فقد رأينا منه ألوانا وأشكالا. ورغم أن حقيبة سفري لم تتعرض لسرقة حقيقة، فإن التخريب والعبث طال محتوياتها، بشكل يبعث على القلق، ثمة عبث لا يطاق، كسر تهشيم وتبخيس للأمتعة، كما لو كنا بمحطة تابعة لأحد الأسواق النائية وليس بمطار دولي. وعلق مسافر آخر «لاباس اللي مسرقوش ليك شي باليزة، هههه، واحد المرة فمطار محمد الخامس، حطيت ما يوجد بجيبي للمرور بالمراقبة، وهو أمر طبيعي جدا، فتم سرقة «يوسبي» شريحة رقمية «وبينما ابحث عنها، اخبرني الشرطي بأن الشخص الواقف بالمقهى المجاورة، هو من أخذها. عندما طلبت منه «اليوسبي» USB أعطاني إياه» وأخبرني بأنه سرق له العديد من الأشياء بدوره... تفاجأت من المشهد، و لم أنطق ببنت شفة» بمطار محمد الخامس إذن ، بات الوضع لا يطاق فعلا، المطلوب اليوم خلخلة للمسؤولين عن خدماته الآن وليس غدا؟؟؟؟ ويروي مسافر مغربي عاين الواقعة « عاش نفس التجربة عند مغادرته المغرب عبر مطار محمد الخامس في اتجاه روسياالبيضاء مرورا باستنبول، ولكن للأسف يقول «عند وصولي العاصمة البيلاروسية منسك، اكتشفت، أن حقيبتي مكسرة، وهذا حدث عمدا في المغرب، وذلك من أجل تفتيش الحقيبة، لأنها كانت مقفلة، لكن، هذا لا يسمح لهم بتكسيرها، للأسف مطار محمد الخامس من أسوء المطارات على وجه الكرة الأرضية» لكن أحد الاصدقاء بدا جادا في التصدي لهذا العبث مقترحا« لابد من الانتفاضة ضد هذه الرداءة في الخدمة المقدمة بالمطارات المغربية، لابد من وقفة للتصدي والكشف عن زيف الادعاءات، لم يعد مسموحا التغني بوصلات إشهار مجانية التي تصل خدماتها للمستويات الدنيا بمطاراتنا ويؤكد العديدون من اكتووا بنار بسوء الخدمات المقدمة بالمطار أن « ما خفي كان أعظم خاصة طريقة معاملة شرطة المطار مع الوافدين وطريقة التفتيش، وطريقة التعامل كما لو كان الركاب مجرد لاجئين «لكن مسافرا مجربا أرجع سوء الخدمة إلى عدم التنسيق بين الجهات حيث اشار إلى أن «هناك صراع غير خفي بين الجهات الامنية المكلفة بمراقبة المطار ما يساهم في عدم تحديد المسؤوليات . ولعل العديد من المسافرين يرون أن الامتعة توضع على الحزام المتحرك دون ان تحظى بالرعاية الامنية كيف يمكن لأي شخص أن يأخذ أمتعة غيره، ولا حسيب ولا رقيب ، لمتابعة امر تسلم الامتعة، علما انه مطار دولي وحركة الطيران به قوية، كثرة الوافدين والمغادرين ، اتكلم هذا الكلام لأنني حديث العبور من هذا المطار الى الديار التونسية. نتمنى من المسؤولين ان يعيروا هذه النقطة عناية خاصة. فالمسافر بامتعته وعند وصوله الى مطار الدارالبيضاء ، يجد نفسه بدونها عبارة عن معاناة» ويقترح أحد المسافرين تثبيت كاميرات تراقب أحزمة المتحركة لأمتعة المسافرين، لتجاوز العديد من المشاكل، خاصة وأن العديد من المسافرين الذين يكونون ضحية لسرقات وعبث، لا يسجلون محاضر ولا يودعون شكايات لأمن المطار، تفاديا لبيروقراطية المساطر وتعقيدها، بل يكتفون بنوبات غضب مرفوقة بشتم وسب ثم يغادرون إلى حال سبيلهم. ولأن لا «حياء» لمن تنادي ، فأنا لست الاول ولن أكون الأخير. فموضوع السرقة والاستهتار يقول مسافر شاب قادم من تركيا «باتوا ثقافة تشبع بها القائمون على الخدمات بالمطار بكل أسف. قبل أن يضيف «إنها قمة الوقاحة، وكل يوم صوت من أصوات مغاربة المهجر يندد ويصيح، ولكن لا «حياء» لمن تنادي. فالسرقة والاستهتار أصبحا تجريان في عروق المسؤولين عن هذا الانحراف كالدم «حيث يعاني المسافر في صمت من هذا الوضع مرارا وتكرارا ،لقد سرقت أمتعتي، بالمطار ذاته، وتعرضت للتلف حقيبتي كذا مرة... الخدمة بالمطار المغربي، إنه الوجه السيء لبلادنا.. خدماته في الجزء الأكبر منها ليست في المستوى المطلوب، ولا يرتقي استقبال المسافر أي كان إلى درجة يتم فيها احترام «إنسانية المسافر... «إلى متى تظل الأمتعة بمطار محمد الخامس أحد أقوى نقاط ضعف الخدمات وغلى متى سيستمر هذا الوضع السيء لبلد حمولة سياسته التنموية تعتمد أساسا على الوافدين من السياح العرب والأجانب؟