في إطار تنامي و استفحال ظاهرة السرقة المنظمة داخل ردهات مطار محمد الخامس الدولي بالدارالبيضاء ، تعرض أغلبية ركاب طائرة تابعة للخطوط القطرية في رحلتها ليوم الاثنين 26 مايو 2014 القادمة من أبوظبي إلى انواكشوط ، مرورا بمطار الدارالبيضاء محمد الخامس ، إلى سرقة ممنهجة للأمتعة ، حيث سرقت جميع حقائب المسافرين بنفس الطريقة المنظمة عبر تفتيشها والتلصص عليها و إفراغها من محتوياتها الثمينة . وكان من بين ضحايا سرقة أمتعة الركاب هذه ، الصحفي الموريتاني المقيم بالمغرب السيد عبدالله ولد سيديا ، الذي ناشد جلالة الملك محمد السادس نيابة عن الركاب الضحايا، بالتكرم بتوجيه أوامره السامية للجهات المختصة لإيقاف المتسببين في هذه العمليات المشينة وتقديمهم للقضاء حرصا على سمعة المغرب والمغاربة. واعتبر الصحفي الموريتاني عبدالله ولد سيديا ، أن اتساع ظاهرة سلب أمتعة الركاب واستشراء سرقة حقائب المسافرين في مطار محمد الخامس تدفع إلى الاعتقاد أن هناك " مخططا ممنهجا لضرب السياحة في بلد جميل ومضياف كالمغرب ". وأوضح السيد عبدالله ولد سيديا ، أن المرور عبر مطار محمد الخامس في الطريق من وإلى موريتانيا ، أصبح ومنذ مدة كابوسا مقلقا لكل الركاب، بسبب اتساع عمليات التلصص وسرقة حقائب المسافرين عبر كل الخطوط الجوية وبطريقة ممنهجة تكشف عن وجود مخطط مسبق . ويذكر ، أنه كان من بين ضحايا السرقة الي تعرض لها المسافرون على متن الطائرة القطرية ، إحدى السيدات التي تمتهن التجارة ، والتي خسرت كل تجارتها التي استقدمتها من الإمارات ومن بينها عشرات الساعات الثمينة ومستحضرات التجميل باهظة الثمن.. وحسب شهادة أحد الصحفيين المغاربة ، فإن ظاهرة السرقة الممنهجة لأمتعة الركاب بمطار محمد الخامس ، أصبحت تدفع الكثيرين لتفادي المرور عبر مطار الدارالبيضاء ، وأن مثل هذه الحوادث المتكررة دفعت العديد من الصحافيين العاملين في مؤسسات إعلامية بقطر إلى تقديم طلب رسمي لمؤسسسة الجزيرة بعدم حجز تذاكر سفرهم من الدوحة إلى نواكشوط عبر الدارالبيضاء , كما أن وسائل إعلام أخرى سبق لها أن أثارت تعرض أمتعة أعضاء السلك الدبلوماسي الأفارقة لنفس الحوادث . وبالنسبة لإدارة المطار ، فإن شركة الطيران هي المسؤولة أولا وأخبرا عن أمتعة ركابها ، غير أنه وحسب معطيات سابقة ، فإن ظاهرة سرقة أمتعة الركاب بمطار محمد الخامس ليست بالجديدة ، بل هي ظاهرة قديمة نسبيا وتتميز بالحنكة الإجرامية والدهاء من خلال وجود شبكة تواطآت منظمة بين السلسلة الداخلية المكلفة بأمتعة الركاب والمراقبة وعناصر نشيطة منتمية إلى تلك الشبكة توجد في مختلف نقاط و دوائر المحيط الخارجي للمطار وتتعايش مع بعض المكلفين بالمراقبة.. وعلى امتداد السنوات الماضية ، فقد سبق للعديد من المسافرين المغاربة والأجانب ، أن تعرضوا لسرقة أمتعتهم بمطار محمد الخامس ، لكن الأمور ظلت مكتومة ودون تطرق إعلامي ، وهو ما شجع شبكات عصابات السرقة المنظمة بالمطار على مضاعفة اقتراف جرائمهم القذرة على حساب المسافرين وسمعة المطار وعلى حساب سمعة المغرب ، وهو الأمر الخطير الذي سيكون له بدون شك انعكاس مباشر على الاقتصاد والدولة والمجتمع ، وأصبح الأمر يتطلب من الجهات المعنية أن تطهر المطار من العناصر الاجرامية ، وتخضع أمتعة المسافرين إلى مصلحة كفئة يكون شعارها : " مصلحة أمن أمتعة الركاب أولا وأخيرا " .