إسرائيل تستهدف قياديا في "حزب الله "    معرض الفرس بالجديدة يواصل جذب الزوار.. و"التبوريدة" تلقى متابعة واسعة    جمارك عبدة تحرق أطنانا من المخدرات    محنة النازحين في عاصمة لبنان واحدة    هل تغيّر سياسة الاغتيالات الإسرائيلية من معادلة الصراع في الشرق الأوسط؟    بايتاس يُشيد بالتحكم في المديونية    انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي و"طرد البوليساريو".. مسارات وتعقيدات    مشفى القرب بدمنات يواجه أزمة حادة    طرائف وحوادث الإحصاء    "النملة الانتحارية".. آلية الدفاع الكيميائية في مواجهة خطر الأعداء    بذل عمل جديدة لعناصر الجمارك "توضح تراتبية القيادة" شبه العسكرية    فاتح شهر ربيع الآخر 1446 ه يوم السبت 5 أكتوبر 2024    بايتاس: الحكومة تتابع عن كثب أوضاع الجالية المغربية المقيمة بلبنان    المياه المعدنية "عين أطلس" لا تحترم معايير الجودة المعمول بها    رسميا: فيفا يعلن عن موعد انطلاق مونديال كرة القدم سيدات تحت 17 في المغرب    الحسيمة.. عائلة من افراد الجالية تتعرض لحادثة سير خطيرة على طريق شقران    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    إسبانيا على وشك خسارة استضافة مونديال 2030 بعد تحذيرات الفيفا    أسعار النفط العالمية ترتفع ب 5 في المائة    الملك يهنئ رئيس الحكومة اليابانية الجديدة    "مجموعة العمل من أجل فلسطين": الحكومة لم تحترم الدستور بهروبها من عريضة "إسقاط التطبيع" ومسيرة الأحد تؤكد الموقف الشعبي    مومن: قائمة المنتخب المغربي منطقية    بايتاس: الحكومة تتابع عن كثب أوضاع الجالية المغربية المقيمة بلبنان        مشروع هام لإعادة تهيئة مركز جماعة "قابوياوا"    "درونات" مزودة بتقنية الذكاء الاصطناعي لمراقبة جودة البناء    الركراكي: الانتظام في الأداء أهم المعايير للتواجد في لائحة المنتخب المغربي    فتح باب الترشيح لجائزة المغرب للكتاب 2024    الركراكي يساند النصيري ويكشف هوية قائد المنتخب    حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية تدخل شهرها الأخير    أخبار الساحة        أعترف بأن هوايَ لبناني: الحديقة الخلفية للشهداء!    مهرجان سيدي عثمان السينمائي يكرم الممثل الشعبي إبراهيم خاي    قراصنة على اليابسة    مقاطع فيديو قديمة تورط جاستن بيبر مع "ديدي" المتهم باعتداءات جنسية    عبد اللطيف حموشي يستقبل المستشار العسكري الرئيسي البريطاني للشرق الأوسط وشمال إفريقيا    استدعاء وزراء المالية والداخلية والتجهيز للبرلمان لمناقشة تأهيل المناطق المتضررة من الفيضانات    "جريمة سياسية" .. مطالب بمحاسبة ميراوي بعد ضياع سنة دراسية بكليات الطب    بسبب الحروب .. هل نشهد "سنة بيضاء" في تاريخ جوائز نوبل 2024؟    جائزة نوبل للسلام.. بين الأونروا وغوتيريس واحتمال الإلغاء    إطلاق مركز للعلاج الجيني في المملكة المتحدة برئاسة أستاذ من الناظور    مؤتمر علمي في طنجة يقارب دور المدن الذكية في تطوير المجتمعات الحضرية    الذكاء الاصطناعي والحركات السياسية .. قضايا حيوية بفعاليات موسم أصيلة    القطب الرقمي للفلاحة.. نحو بروز منظومة فلاحية رقمية فعالة        وقفة أمام البرلمان في الرباط للتضامن مع لبنان وغزة ضد عدوان إسرائيل    مندوبية طنجة تعلن عن منع صيد سمك بوسيف بمياه البحر الأبيض المتوسط    المغرب يشرع في فرض ضريبة "الكاربون" اعتبارا من 2025    مستقبل الصناعات الثقافية والإبداعية يشغل القطاعين العام والخاص بالمغرب    مغربي يقود مركزاً بريطانياً للعلاج الجيني    الرياضة .. ركيزة أساسية لعلاج الاكتئاب    الزاوية الكركرية تواصل مبادراتها الإنسانية تجاه سكان غزة    دراسة: التلوث الضوئي الليلي يزيد من مخاطر الإصابة بالزهايمر    القاضية مليكة العمري.. هل أخطأت عنوان العدالة..؟    "خزائن الأرض"    موسوعة تفكيك خطاب التطرف.. الإيسيسكو والرابطة المحمدية للعلماء تطلقان الجزئين الثاني والثالث    اَلْمُحَايِدُونَ..!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عتاة إسرائيل: من بن غوريون إلى نتنياهو
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 23 - 08 - 2014

صحيح أن إسرائيل، دولة استقوت بالدعم الأمريكي والغربي،ثم خاصة بسبب الضعف العربي المبطن بالخيانة. لكن حقيقة، بغير هذا وذاك، فالمطلع على سير رموزها السياسية، ليس بوسعه غير الانذهال أمام مستويات الذكاء والدهاء والطاقة، التي ميزتهم دون استثناء، على امتداد أجيالهم، ثم سعيهم الصادق بلا تخاذل أو تراجع، في سبيل بناء إسرائيل،وتوظيفهم الفعال لجميع الأساليب، بغية تحقيق الهدف:
بن غوريون : ((لو كنت زعيما عربيا، لن أوقع اتفاقا مع إسرائيل أبدا. إنه أمر طبيعي، لقد أخذنا بلدهم)).
ولد في مدينة بلونسك البولندية عام 1886،وتوفي سنة1973  .يعتبر لدى الإسرائليين، بمثابة الرجل المناسب في الوقت المناسب، لأنه زعيمهم الأول، الذي تمكن من تثبيت أولى لبنات كيانهم.عام 1906، هاجر نحو فلسطين. شارك في العمل المسلح، عندما تعاونت منظمة الهاغانا والأرغون التابعة لمناحيم بيغن. لكن حين الإعلان عن قيام دولة إسرائيل، يوم 14 ماي1948،وصار بن غوريون رئيسا للوزراء وكذا وزيرا للدفاع، سيأمر بحل جميع التنظيمات المسلحة، في أفق تأسيس جيش وطني.خلال مدة توليه، تضاعفت أعداد سكان الدولة، لأنه شجع على الهجرة صوب إسرائيل، وحثه مواطنيه على التوالد، بل خصص جائزة، للمرأة التي تلد عشرة أطفال.من أجل استيعاب القادمين الجدد،دأبت حكومة بن غوريون على بناء تجمعات سكانية، ولتوفير الموارد المادية، فقد اتجه نحو إلزام ألمانيا باتفاقية،تعوض بموجبها اليهود،عن مالحق بهم من أضرار خلال الفترة النازية. وحد المنظومة التعليمية تحت سقف قانون تعليمي قومي، كما يعتبر واضع ملامح البرنامج النووي الإسرائلي، حين أسس سنة 1952لجنة الطاقة الذرية، التي شرعت سنة1959، في تشييد مجمع البحث النووي في صحراء النقب... .
غولدا مائير : ((أتمنى أن أصحو كل صباح، ولا أجد طفلا فلسطينيا واحدا على قيد الحياة)).
ولدت عام 1898في روسيا،وتوفيت سنة 1978 عن سن الثمانين.هاجرت إلى أمريكا عام 1906 . انضمت، هناك إلى إحدى الجماعات الصهيونية، وتزوجت من موريس ميرسون، أحد أعضاء التنظيم البارزين، فاستطاعت بفضل شخصيتها الصلبة، إقناعه كي يغادر إلى فلسطين. وصفها بن غوريون، بكونها الرجل الوحيد، ضمن أعضاء الحكومة. أيضا، حازت على لقبي «أم إسرائيل الحديثة» و«المرأة الرجل». تولت وزارة الخارجية بعد حرب 1948، ثم رئاسة الوزراء خلال الحقبة الممتدة مابين (1969- 1974). للإطلاع على بعض أسرار حرب أكتوبر، يمكن قراءة مذكراتها المترجمة إلى العربية، تحت عنوان : حياتي. من بين الأسرار التي أفضت بها الصحفية الإسرائلية «نوعما لينسكي»،أن غولدا مائير، كادت تقدم على الانتحار بسبب هزيمة حرب أكتوبر. العجوز، التي تعاني مرض سرطان الدم،لم يمنعها ذلك، من تدخين90 سيجارة يوميا مصحوبة بعشرات أكواب القهوة السوداء، مع النوم لساعات قليلة فقط....
مناحيم بيغن :((الفلسطينيون، وحوش تمشي على قدمين)).
ولد في روسيا البيضاء سنة 1913 ، وتوفي سنة 1992. تعرف على العمل الصهيوني،عبر منظمة «بيتار» اليهودية البولندية التي سيترأسها عام 1939. قُتل، جميع أفراد أسرته في المحرقة النازية.كان من مؤسسي منظمة الأرغون الإرهابية التي حولت حياة الفلسطينيين إلى جحيم حقيقي، وارتكبت في حقهم أبشع المذابح، لعل أشهرها مذبحة دير ياسين.عندما قامت إسرائيل،توجه بيغن إلى العمل السياسي، فانتخب عضوا في الكنيست سنة .1949ترأس حزب الليكود سنة 1973،ثم رئيس للوزراء سنوات( 1977- 1983) ، فكان عرّاب اتفاقية كامب ديفيد مع المصريين .سنة 1981، أعطى أوامره بضرب المفاعل النووي العراقي. سنة 1982، غزو لبنان. آمن بيغن، بأن عبرة المحرقة النازية، تجبر الشعب اليهودي للدفاع عن نفسه، كي يحصن وجوده ضد أي تهديد جديد... .
موشي ديان :((العرب لايقرأون، وإذا قرؤوا لايفهمون،وإذا فهموا لايفعلون)).
ولد في مستوطنة ديجانيا بفلسطين، سنة1915، لأبوين يهودين قدما من أوكرانيا. بدأ حياته عضوا في منظمة هاغانا الإجرامية،وسرعان ماأصبح نائبا لقائد «فصائل الميدان»،التي تخصصت في الهجوم المفاجئ على الفلسطينيين. ابتدع ديان آنذاك طريقة سماها ب (البرج والسور)، بحيث تستولي مجموعته على قطعة من الأرض ليلا،وينشئ فوقها برجا للمراقبة ثم تنصب بعض الخيام وتحفر حولها الخنادق. شارك في معظم الحروب العربية الإسرائلية،لكنه ذاع صيته أكثر لحظة حرب 1967، وقد كان وقتها وزيرا للدفاع. اشتهر لدى العامة، بصاحب العصابة السوداء، الموضوعة فوق عينه اليسرى التي فقدها في خضم إحدى عملياته العسكرية داخل لبنان سنة1941، صورة تذكرهم بزعيم من زعماء القراصنة. لم يفوت أي فرصة، كي يدلي بتصريحات ساخرة من العرب، جازما بأنهم يعيشون في كنف عالم زاخر بالأوهام :((يميل العرب إلى خداع أنفسهم وغيرهم،وهم يقومون بذلك عن غير عمد.إنهم يعيشون في عالم من الأوهام كالذي يتعاطى الحشيش ليوهم نفسه بأنه يعيش في الفردوس.يميل العرب إلى التحدث عن أمجاد الأجداد مثل صلاح الدين ومعارك حطين واليرموك..وحينما يفعلون ذلك فإننا نبتسم لأنهم يرون أنفسهم في مرآة الماضي، أما نحن فإننا نراهم في مرآة الحاضر)). جراء، هزيمة حرب رمضان،استقال ديان من الحكومة إلى جانب مائير، رئيسة الوزراء. لكنه، سيرتقي ثانية هرم الدولة، حينما اختاره مناحيم بيغن عام1977 ،كي يشرف على الدبلوماسية، فحقق لبلده انتصارا ثانيا، من نفس حجم حرب الستة أيام،لأنه من موقعه الجديد كوزير للخارجية، قاد مفاوضات كامب ديفيد. أصيب ديان بسرطان القولون، وتوفي سنة1981، عن عمر يناهز الرابعة والسبعين.
إسحاق رابين :((كسروا عظام المتظاهرين الفلسطينيين)).
ولد في القدس عام 1922،لأبوين هاجرا من روسيا صوب الولايات المتحدة الأمريكية. اغتيل يوم 4 نوفمبر 1995، لما أطلق عليه إسرائلي آخر أكثر تطرفا منه، يدعى إيجال أمير،الرصاص أثناء مهرجان خطابي مؤيد للسلام وسط مدينة تل أبيب. تقول، أحاديث في هذا الإطار، أن أجهزة الموساد كانت على دراية بمخطط الاغتيال؟سنة 1941،انضم إلى عصابة الهاغانا، وصار من كبار قادتها.خلال حرب 1967،تقلد منصب رئيس الأركان،ثم تقاعد في السنة الموالية من الخدمة العسكرية،كي يتحول نحو الوجهة العسكرية فشغل منصب سفير إسرائيل في واشنطن. تقلد، مسؤولية رئيس للوزراء مابين (1974-1977) ،ثم مرة ثانية سنة 1992. هو، الداعي الأصلي لفكرة الجدار العازل، بصيحته :((أخرجوا غزة من تل أبيب)).
شيمون بيريز: ((دولة إسرائيل الديمقراطية القائمة وسط كيانات تحكمها نظم ديكتاتورية،الغنية وسط جيران من الجهلة، المتقدمة تقنيا وسط مجموعة من أهل الكهف)).
ولد في بولندا عام 1923، ثم رحل إلى فلسطين في سن الحادية عشر، صحبة عائلته.يعتبر، حاليا قيدوم السياسيين الإسرائليين، الممثل الوحيد لإرث جيل الآباء، لكن الرأي العام هناك يجمع، على أن بيريز يتمتع بالحيوية والنشاط رغم شيخوخته.يقال بأن بن غوريون، أعجب كثيرا بشخصيتي بيريز وشارون. الأول، بسبب نظرته السياسية الثاقبة. أما الثاني، فنظرا لما يملكه من مواهب أمنية وما يتصف به من قوة الشخصية. عام 1943، انتخب سكرتيرا لحركة الشبيبة التابعة لتيار الصهيونية العمالية. أواخر الأربعينات، انضم إلى صفوف عصابة الهاغانا، فتولى مسؤولية تطوير الطاقات البشرية والأسلحة،ثم قائدا للقوات البحرية، إبان حرب1948 سنوات الخمسينات والستينات، عمل بيريس دبلوماسيا في وزارة الدفاع، فاتجهت مهمته نحو جمع السلاح اللازم لدولة إسرائيل الحديثة.هكذا، نجح بشكل جلي في الحصول على المقاتلة (ميراج3) من الحكومة الفرنسية، وكذلك بناء مفاعل ديمومة النووي. تعاونه العسكري مع باريس، شكل تمهيدا للهجوم على مصر في إطار ماعرف تاريخيا بالعدوان الثلاثي. عقب هزيمة حرب 1973، لعب بيريس دورا حاسما بخصوص إعادة تفعيل قواعد الأمن الإسرائلي، ثم عندما أشرف على الدفاع،سعى كذلك إلى إحياء الجيش وتعزيز قوته. تولى أمور وزارات الخارجية والإعلام والمواصلات والاندماج ثم بالطبع رئاسة الوزراء مابين (1984-1986) ،التي سيعود إليها ثانية عقب اغتيال رابين. يوم 13 يونيو 2007،انتخبه الكنيست، كي يصبح الرئيس التاسع في تاريخ دولة إسرائيل. أيضا، خبر بيريز كواليس العمل المخابراتي، فقد كان ضابطا في الموساد، مكلفا بتدريب الجاسوس المصري أحمد الهوان المشهور ب «جمعة الشوان» طيلة سنوات(1976-1977). أما من الناحية العلمية، فله اهتمام خاص بالإليكترونيات الدقيقة... .
أرييل شارون: ((لاأعرف شيئا اسمه مبادئ دولية. أتعهد بأن أحرق كل طفل فلسطيني، يولد في المنطقة، المرأة الفلسطينية والطفل،أخطر من وجود الرجل،لأن وجود الطفل الفلسطيني، يعني أن أجيالا منهم ستستمر)).
الشخص الذي بقيت الصحف من داخل إسرائيل، قبل غيرها،تنعته بأوصاف من قبيل البلدوزر والذئب الجائع أو دراكولا، ثم خاطبه بن غوريون وقد تشكلت بالكاد خطوات مساره السياسي، بالعبارة التالية: ((لاتقرأ يا أرييل،فأنت لاتصلح إلا للقتل، ونحن نريد قتلة أكثر من مثقفين)). أقول، بأن شارون، ولد سنة 1928 في قرية كفار ملال بفلسطين، من أب بولندي وأم روسية. سنة 1942، انخرط في تنظيم الهاغانا وعمره لم يتجاوز الرابعة عشر. جرائم شارون كثيرة لاتحصى،لكن إن أردنا المرور على بعض المحطات البارزة، يمكن ذكر مايلي: مجزرة قبية (1953)، تعذيب وقتل الأسرى المصريين (1967) ،اجتياح بيروت(1982) ،مجزرة صبرا وشاتيلا(1982)، مذبحة جنين(2002)، اغتياله لكثير من القادة الفلسطينيين.شارك، شارون في جل الحروب الإسرائلية،فتصاعد صيته العسكري، مع كل مواجهة. سن مبدأ مراكمة عنصر الردع ضد الفلسطينيين، محكوم بوازع واحد نعته شارون ب «بدون عواطف». في هذا السياق، يعتبر في طليعة سياسيي الدولة العبرية ولعا باستفزاز الشعب الفلسطيني، بحيث أسرع سنة1994،إلى استئجار منزل يتواجد في البلدة القديمة من القدس الشرقية والسكن فيه، فقط عنادا.تحكي شهادة الصحفي «أوري دان» صديق شارون الشخصي ومستشاره،بأنه كان يتقزز لدى رؤيته الزعماء العرب على التلفاز، لكنه سرعان مايتراجع مبتسما، لأنه اقتنع دائما بأن بقاء الديكتاتوريات العسكرية والملكيات المطلقة على امتداد الجغرافية العربية، مهم لاستمرار إسرائيل.
نتنياهو : ((العرب لايفهمون سوى لغة القوة)).
حين الوصول بالحديث إلى بنيامين نتنياهو، فإننا سنروم نحو جيل ثان من قادة إسرائيل.حتما،ليس هناك من قطيعة بين الحمائم والصقور، مثلما تتوخى الدعاية الترويج لذلك، وإنما الوفاء لنفس منظومة الجيل المؤسس. نتنياهو، يستعيد نفس لغة شارون أو مائير، مهووس بذات الشوفينية العنصرية، حيث إسرائيل هي المطلق،وغيرها لايرتقي حتى لمرتبة العدم. نتنياهو، المعروف بتعاليه وكبريائه، يعتبر أصغر رئيس حكومة في تاريخ إسرائيل،ولد سنة 1949، في تل أبيب من أب بولندي وأم أمريكية.حين حصل على شهادة في المعمار وأخرى في إدارة الأعمال، من معهد ماساتشوستس، فكر بداية كي يتوجه إلى عالم رجال الأعمال،لكن جراء موت أخيه الأكبر أثناء عملية تحرير ركاب طائرة من أيدي فدائيين فلسطينيين، سيعود إلى إسرائيل، وبالضبط صوب وحدات الكوماندوز العسكرية تحت إمرة يهود باراك. بعد توليه رئاسة حزب الليكود عام 1993، انتخب لمنصب رئيس الوزراء خلال الفترة مابين (1996-1999). قبل ذلك، كان مندوبا لبلده في الأمم المتحدة(1984-1988)، وعضوا ضمن الوفد الإسرائلي لمؤتمر مدريد سنة(1991). فاوض ياسر عرفات في لقاءات «واي ريفير»، وهو مشبع بالرؤية الصهيونية الجازمة بأحقية اليهود المطلقة في «أرض إسرائيل التاريخية»، دون توقفه عن ترديد بأن إسرائيل انتصرت بمناسبة كل حروبها ضد العرب. من جهتهم، يستمر أعضاء اليسار الإسرائلي، والمؤسسة الليبرالية، في تحويل نتنياهو إلى موضوع لنكتهم وسخرياتهم: المراوغ المحتال، يتجه بإسرائيل غاية الكارثة، هو ليس برئيس وزراء حقيقي، إنما يشبه رئيس الوزراء أو يكاد يكون...
تسيفي ليفني: ((نعم قَتلتُ ومارست الجنس من أجل إسرائيل)).
حسناء الموساد، أو غولدا مائير أخرى،الشقراء التي تتباهى بأنها قدمت جسدها غير مامرة، ليس لمتعة عابرة، ولكن لأهداف قومية تخدم دولة إسرائيل، بعد أن زكت الوسيلة،فتوى أصدرها أحد أكبر الحاخامات : نعم، ممارسة الجنس مع الأعداء،مقابل الظفر بمعلومات ثمينة. أكدت في إحدى حواراتها الصحفية، بأن أغلب زبنائها، كانوا من المسؤولين العرب، وأنها استدرجت قيادات فلسطينية إلى فراشها،كي تعمل على ابتزازهم سياسيا.تنحدر ليفني، من أسرة تمتهن القتل،والدها هو «إيتيان ليفني» أحد عتاة مذبحة دير ياسين، والقائد السابق لشعبة العمليات في المنظمة الإرهابية «أتسل»، التي كان يقودها مناحيم بيغن. أما والدتها «سارة»، فقد عملت مع عصابة للسطو المسلح، أشرفت على خلية لمنظمة الأرغون المتطرفة بزعامة بيغن دائما. ولدت ليفني سنة 1958، والتحقت بالخدمة العسكرية الإلزامية في معهد لتأهيل الضابطات،وحصلت على رتبة ملازم أول. اشتغلت، لصالح الموساد في أوروبا، لاسيما فرنسا،سنوات(1980-1984)، وتركزت مهمتها على السعي إلى اغتيال مجموعة من القادة الفلسطينيين. وظيفة، طبعتها السرية المطلقة. تقول :((لقد نجحت في إخفاء الأمر حتى عن أفراد أسرتي، إذ لم أستطع إخبار والدي بالأمر عندما جاء لزيارتي في باريس، وتساءل حينها عن سبب تبذيري للوقت دون عمل في أوروبا)). تمكنت بالفعل، من إنجاز مهمتها،في إطار وحدة النخبة، بطرق أقرب إلى أدوار سينمائية. بجانب الإغراء الجسدي، تقمصت خادمة في البيوت تحت أسماء مستعارة، هكذا استطاعت اغتيال عالم ذرة عراقي داخل منزله في باريس، بأن ناولته طعاما مسموما.... أكملت ليفني دراساتها القانونية وامتهنت المحاماة. سترتقي، بسرعة مدارج الحياة السياسية والحزبية، رغم تأخرها في الولوج إلى الميدان. وضع، فسره المراقبون بالثقة التي حظيت بها من طرف شارون. انتخبت أول مرة للكنيست عام 1999،ثم وزيرة التعاون الإقليمي والزراعة سنة2001،ثم وزيرة للخارجية في عهد رئيس الوزراء شارون عام 2005 ... .
يهود باراك : ((متخصص في الكوماندوز الخارجي)).
شهر ماي 2000،أصدر أوامره كي ينسحب الجيش الإسرائلي من جنوب لبنان. قرار، فسره الجميع بمثابة إعلان عن الهزيمة أمام ضربات المقاومة. المفارقة، أن صاحب التوقيع باعتباره المسؤول، وقتها عن وزارة الدفاع، لم يكن سوى يهود باراك المتوج بأكبر عدد من أوسمة الجيش تثمينا لشجاعته وتفوقه الميداني.باراك، الذي ولد سنة 1942، انضم إلى صفوف الجيش سنة1959، شارك في حروب1956، 1967و1973، ثم توج سيرته العسكرية بالحصول على درجة عميد، وهي أعلى مرتبة، داخل المؤسسة العسكرية الإسرائلية. اشتهر بمشاركته في قتل المناضلة الفلسطينية دلال المغربي والتنكيل بجثتها، لكن ذاع صيته أكثر،بداية سنوات السبعينات، نتيجة قيادته لمجموعات عمليات كوماندوز خارج إسرائيل،في طليعتها تصفيته الجسدية للرجل الثاني في حركة فتح، أبو جهاد، فوق الأراضي التونسية... .
ليبرمان: ((في حالة نشوب حرب بين مصر وإسرائيل،على إسرائيل أن تفجر السد العالي وتغرق بالمياه، بحيرة ناصر)).
تشير آخر مستجدات الحقل السياسي الإسرائلي، أن ليبرمان وزير الخارجية، أنهى تحالفه مع نتنياهو،بسبب عدم نجاعة الأخير، في ردعه لحماس وفصائل المقاومة المتمركزة داخل غزة. جاء إعلان ليبرمان،بعد أيام من الخلافات الحادة مع نتنياهو. إذ يتوخى الأول،عملية عسكرية واسعة النطاق تدمر تماما البنية التحتية، بل وإعادة احتلال القطاع.بينما،تمثل هدف نتنياهو في توجيه ضربات محدودة. تبادلا الشتائم، بحيث طالب نتنياهو من ليبرمان، كي يلتزم الصمت نهائيا لأن قضية غزة لاتهمه، فرد عليه الثاني، بأنه جبان وصاحب كلمات وخطب لاأفعال.إذن،حيثيات غزة، دفعت ليبرمان زعيم حزب»إسرائيل بيتنا»كي يعلن إنهاء تحالفه مع الليكود بزعامة نتنياهو،بعدما ظل متحالفين تحت اسم «الليكود بيتنا» وخاضا الانتخابات الأخيرة.ولد ليبرمان،يوم 5نونبر1958 في مولدافيا إحدى جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا.قدم، إلى إسرائيل سنة 1978، تعلم العبرية وخدم في الجيش لعدة أشهر. سنة1988،بدأت أولى علاقاته السياسية مع نتنياهو، حيث نجح في أن يصير عضوا بالكنيست تحت قائمة الليكود. سنة1996، بعد اختيار نتنياهو رئيسا للحكومة،سيعين ليبرمان مديرا عاما لديوانه. 3يناير1999،دعا إلى مؤتمر صحفي معلنا عن تأسيسه لحزب «إسرائيل بيتنا»،يتطلع بقوة، كي يكون رئيس الوزراء المقبل....


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.