ككل سنة ، تعيش الأحياء الشعبية بمدينة الدارالبيضاء على إيقاع الضجيج والفوضى والتسيب من خلال استعمال مجموعات من الأطفال واليافعين وعدد من الشبان المتهورين، للمفرقعات بشتى أنواعها، وهو ما يسبب إزعاجا كبيرا للسكان والمارة الذين يعانون من هذه الممارسات الشنيعة ،بحيث يصبح المواطن مهددا وفي حالة رعب مستمر تخوفا من إمكانية إصابته بمفرقعات أو شهب اصطناعية قد تلحق الضرر بصحته وتعرضه لعاهة مستديمة، وهو ما وقع في عدة مناسبات سابقة. وقد تساءل عدد من المواطنين حول ظروف دخول هذه المواد الخطيرة المملوءة بالبارود ووصولها إلى أيدي الفئات الصغيرة ، دون اعتراض طريقها بالموانئ من قبل الجهات المختصة ؟ إضافة إلى التراخي وغياب الصرامة في التعاطي مع محلات بيع وترويج هذه المواد الخطيرة بكل من سوق درب عمر وقسارية العطارين بكراج علال – شارع محمد السادس – وقسارية الحفاري وزنقة أيت فيلمان، وبالحي المحمدي وغيرها من الاحياء الشعبية ؟ وضع «التراخي» هذا وغض الطرف ساهم في انتشار مظاهر الفوضى، حيث أصبح المواطن مهددا أثناء تجوله داخل الحي ومحاصرا ومضايقا بشكل يومي ، خصوصا الفتيات والنساء. وفي هذا السياق قام مواطنون متضررون بالاتصال بأمن منطقة الحي المحمدي عين السبع، الخميس الماضي، من أجل الإبلاغ عن الازعاج والحالات المرعبة من أجل التدخل، لكن الوضع ظل على ما هو عليه من فوضى وتسيب ولا مبالاة . ويبقى لافتا أن هذه الممارسات المزعجة وغير المقبولة أخلاقيا ومدنيا ، تعيش على وقعها أساسا الأحياء الشعبية، خلافا لأحياء أخرى» راقية» لا تعرف ساكنتها مفرقعات أو «شعالة» أو دخانا يخنق أنفاس الصغار والكبار ويهدد حياة الرضيع والمريض ؟ وضعية تسائل الآباء والأمهات الذين «يشجعون» أبناءهم على اقتناء هذه المفرقعات التي يتراوح ثمن الواحدة منها بين درهم واحد و 10 دراهم فما وفوق ، هؤلاء الآباء والأمهات الذين يمنحون أبناءهم النقود ، كذلك يتحملون «الوزر» ويساهمون في استفحال مظاهر الفوضى وفي انحراف أبنائهم؟ ومرة أخرى نناشد مختلف المسؤولين المعنيين ، الإسراع بالتدخل العاجل لايقاف هذا النزيف، و العمل على الحفاظ على سلامة المواطن، الذي أصبح الخطر يحدق به من كل جانب نتيجة سلوكات أطفال ويافعين كان من الأجدر ، أن ينشغلوا بمتابعة الدروس واستقبال الموسم الدراسي الجديد بالجد والمثابرة وزرع ما سيحصدونه نهاية السنة الدراسية، عوض الانشغال بما يؤذي الغير .