الاحتقان يخيم من جديد على قطاع الصحة.. وأطباء القطاع العام يلتحقون بالإضراب الوطني    "البيجيدي": دعم استيراد الأبقار والأغنام كلف الميزانية العامة 13 مليار درهم دون أي أثر يذكر    مستشارو فيدرالية اليسار بالرباط ينبهون إلى التدبير الكارثي للنفايات الخضراء و الهامدة بالمدينة    "متفجرات مموهة" تثير استنفارًا أمنيا في بولندا    بدء الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الأميركية    فن اللغا والسجية.. المهرجان الوطني للفيلم/ جوائز المهرجان/ عاشت السينما المغربية (فيديو)    "الأحرار" يثمنون قرار مجلس الأمن    غير بعيد على الناظور.. حادث سير مروع يخلف عشرة جرحى    الأرصاد الجوية تتوقع ارتفاع الحرارة خلال الأيام القادمة في المغرب    بينهم مغربيين.. الشروع في محاكمة المتورطين في قطع رأس أستاذ فرنسي    حقيقة انضمام نعية إلياس إلى الجزء الثالث من "بنات للا منانة        القفطان المغربي يتألق خلال فعاليات الأسبوع العربي الأول في اليونسكو    مندوبية التخطيط : ارتفاع معدل البطالة في المغرب    أولمبيك أسفي يوجه شكاية لمديرية التحكيم ضد كربوبي ويطالب بعدم تعيينها لمبارياته    لهذه الأسباب.. الوداد يتقدم بطلب رسمي لتغيير موعد مباراته ضد اتحاد طنجة        آس الإسبانية تثني على أداء الدولي المغربي آدم أزنو مع بايرن ميوني    إلياس بنصغير: قرار لعبي مع المغرب أثار الكثير من النقاش لكنني لست نادما عليه على الإطلاق    أداء إيجابي يستهل تداولات بورصة الدار البيضاء    الانتخابات الأمريكية.. نحو 83 مليون شخص أدلوا بأصواتهم مبكرا    صاعقة برق تقتل لاعبا وتصيب آخرين أثناء مباراة كرة قدم في البيرو    القضاء يرفض تعليق "اليانصيب الانتخابي" لإيلون ماسك    وزيرة التضامن الجديدة: برنامج عمل الوزارة لسنة 2025 يرتكز على تثمين المكتسبات وتسريع تنفيذ إجراءات البرنامج الحكومي    حملة لتحرير الملك العام من الاستغلال غير المرخص في أكادير    كيوسك الثلاثاء | المغرب يواصل صدارته لدول شمال إفريقيا في حقوق الملكية    المغرب ‬يحقق ‬فائض ‬المكتسبات ‬بالديناميةالإيجابية ‬للدبلوماسية    هلال: تقييم دور الأمم المتحدة في الصحراء المغربية اختصاص حصري للأمين العام ولمجلس الأمن    دقيقة صمت خلال المباريات الأوروبية على ضحايا فيضانات فالنسيا    استقرار أسعار النفط وسط غموض حول الانتخابات الأميركية    استنفار أمني واسع بعد العثور على 38 قذيفة في ورش بناء    احتجاجا على الموقف السلبي للحكومة..نقابيو "سامير" يعتصمون أمام الشركة للمطالبة بإنقاذ المصفاة    ترامب يعد الأمريكيين ب"قمم جديدة"    هاريس تستهدف "الناخبين اللاتينيين"    تصفيات "كان" 2025.. تحكيم مغربي المباراة نيجيريا ورواندا بقيادة سمير الكزاز    الهجوم على الملك والملكة ورئيس الحكومة: اليمين المتطرف يهدد الديمقراطية الإسبانية في منطقة الإعصار    على بعد ثلاثة أيام من المسيرة الخضراء ‮ .. ‬عندما أعلن بوعبيد ‬استعداد ‬الاتحاد ‬لإنشاء ‬جيش ‬التحرير ‬من ‬جديد‮!‬    افتتاح النسخة الثانية من القافلة السينمائية تحت شعار ''السينما للجميع''    «حوريات» الجزائري كمال داود تقوده الى جائزة الغونكور    نجم الكرة التشيلية فيدال متهم بالاعتداء الجنسي    مجلس النواب يصادق على مشروع القانون المتعلق بالصناعة السينمائية وإعادة تنظيم المركز السينمائي المغربي    نوح خليفة يرصد في مؤلف جديد عراقة العلاقات بين المغرب والبحرين    التساقطات المطرية الأخيرة تبعث الأمل في موسم فلاحي جيد    دراسة: المغرب قد يجني 10 ملايير دولار من تنظيم "مونديال 2030"    دروس وعِبر للمستقبل.. الكراوي يقارب 250 سنة من السلام بين المغرب والبرتغال‬    أخنوش: فقدنا 161 ألف منصب شغل في الفلاحة وإذا جاءت الأمطار سيعود الناس لشغلهم    "المعلم" تتخطى مليار مشاهدة.. وسعد لمجرد يحتفل    رحيل أسطورة الموسيقى كوينسي جونز عن 91 عاماً    أطباء العيون مغاربة يبتكرون تقنية جراحية جديدة    الجينات سبب رئيسي لمرض النقرس (دراسة)        خلال أسبوع واحد.. تسجيل أزيد من 2700 حالة إصابة و34 وفاة بجدري القردة في إفريقيا    إطلاق الحملة الوطنية للمراجعة واستدراك تلقيح الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة بإقليم الجديدة    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    وهي جنازة رجل ...    أسماء بنات من القران    نداء للمحسنين للمساهمة في استكمال بناء مسجد ثاغزوت جماعة إحدادن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع تزايد "جنون" سوق الانتقالات الصيفية .. نيمار دخل تاريخ كرة القدم العالمية… والبرازيلية تنتظر

بات نيمار أغلى لاعب في التاريخ بانضمامه الى باريس سان جرمان الفرنسي، الا ان دخول المهاجم الشاب المكنى "بيليه الجديد" تاريخ كرة القدم البرازيلية الزاخرة بالنجوم، لا يزال ينتظر.
يأمل نيمار (25 عاما) في بلوغ مرحلة جديدة في صفوف سان جرمان بعد انتقاله من برشلونة الاسباني مقابل 222 مليون يورو، ساعيا للخروج من ظل الارجنتيني ليونيل ميسي زميله السابق في برشلونة، ومحاولا ان يصبح اول لاعب برازيلي منذ كاكا عام 2007 يحرز الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية لأفضل لاعب في العالم.
ويقول جواو كارلوس اسونساو الناقد في صحيفة "لانس" البرازيلية الرياضية "يمكن لنيمار في فرنسا ان يكون الشخصية الرئيسية. سيكون الامر امتحانا كبيرا له، وأكبر من الامتحان الذي واجهه عندما ترك البرازيل متوجها الى اوروبا" عام 2013 من سانتوس الى برشلونة.
وتابع "لن يكون في ظل أحد، وهذا التغيير سيسمح له ان يكبر ويصبح مرشحا جديا لاحراز الكرة الذهبية".
لم يلعب نيمار دائما دور القائد على أرض الملعب في صفوف برشلونة، لاسيما في ظل الحضور الطاغي لميسي، الا انه القائد الفعلي في منتخب البرازيل الذي صنع في صفوفه التاريخ عندما قاده الى احراز أول ميدالية ذهبية في مسابقة كرة القدم الاولمبية، وذلك على "أرضه" في مدينة ريو دي جانيرو عام 2016.
وبات نيمار رابع أفضل هداف في تاريخ "السيليساو" مع 52 هدفا في 77 مباراة، ولا يتخلف عن روماريو سوى بثلاثة اهداف، لكنه لا يزال بعيدا عن الرقم القياسي الوطني المسجل باسم الاسطورة بيليه (77 هدفا)، لكنه في المقابل تخطى لاعبين كبار أمثال بيبيتو وجيرزينيو.
وخلافا لهؤلاء، لم يرفع نيمار كأس العالم بعد، واذا قدر له ذلك فانه سيدخل السجلات الخالدة لكبار لاعبي كرة القدم البرازيلية.
في عام 2010، كان نيمار لا يزال في الثامنة عشرة عندما كانت موهبته تسطع في صفوف سانتوس، وعلى رغم مطالبة الرأي العام بضمه الى صفوف المنتخب المشارك في نهائيات كأس العالم في جنوب افريقيا، قرر المدرب آنذاك كارلوس دونغا عدم استدعائه.
بعد أربع سنوات، كانت الانظار مسلطة على نيمار لا سيما ان البرازيل كانت الدولة المضيفة للمونديال، الا ان الاصابة التي تعرض لها في ظهره في الدور ربع النهائي ضد كولومبيا حالت دون تحقيقه حلم الملايين من البرازيليين، بعدما قدم عروضا لافتة مطلع البطولة.
غاب نيمار عن نصف النهائي ضد المانيا حينما تلقت البرازيل خسارة قاسية 1-7. وعلى رغم ان غيابه أثر على أداء المنتخب، الا انه أعفاه في الوقت نفسه من الانتقادات الحادة التي تلقاها اللاعبون.
ونظرا لصغر سنه، يستطيع نيمار خوض نسختين على الاقل من نهائيات كأس العالم ووضع البرازيل على عرش كرة القدم العالمية مجددا، علما انها تحمل العدد الأكبر من بطولات العالم (5 ألقاب).
وسيكون الموعد الأقرب السنة المقبلة في روسيا، حيث يخوض المنتخب البرازيلي المتجدد باشراف مدربه تيتي النهائيات وهو من أبرز المرشحين لإحراز اللقب الذي ستدافع عنه ألمانيا.
ومنذ تولي تيتي مسؤولية الجهاز الفني للمنتخب قبل نحو عام، سجل نيمار خمسة اهداف في ست مباريات، وحقق ست تمريرات حاسمة.
وقد لا تكفي الألقاب أو الاهداف لدخول تاريخ كرة القدم البرازيلية.
وتقول الصحافية ماريليا رويز في صجيفة "او ستادو دي ساو باولو" "لا يملك نيمار الموهبة لامتاع الجمهور خارج الملعب كما يفعل عندما تكون الكرة بحوزته. هو اقوى في التسويق أكثر منه في الكاريزما".
وعلى رغم شعبيته على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يحظ نيمار بعد بالهالة التي تميز بها زميله السابق في المنتخب "الظاهرة" رونالدو.
واذا كان نيمار يستطيع تخطي عدد الاهداف الدولية التي سجلها رونالدو (67)، سيكون من الصعب عليه تخطيه في شعبيته لدى المشجعين البرازيليين. فعودة رونالدو من اصابة خطيرة ليقود البرازيل الى إحراز كأس العالم 2002 وتتويجه أفضل هداف فيها برصيد 8 أهداف، جعله شخصية فريدة في تاريخ كرة القدم البرازيلية.
وسيكون نيمار أمام فرصة كتابة تاريخه الخاص عندما يخلع الرقم 11 الذي ارتداه في برشلونة، ويحمل الرقم 10 في النادي الباريسي، وهو رقم ورثه عن بيليه في صفوف المنتخب.
"جنون" سوق الانتقالات الصيفية
سيكون لانتقال البرازيلي نيمار الى نادي باريس سان جرمان الفرنسي في صفقة قياسية بلغت 222 مليون يورو، تأثير بالغ على سوق الانتقالات الصيفية "المجنونة" أصلا قبل الصفقة الخيالية.
في صيف 2016، أنفقت الأندية في البطولات الأوروبية الخمس الكبرى (إنكلترا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا) 3,3 مليارات يورو، وفقا لشركة "ديلويت" المتخصصة بالشؤون المالية والاقتصادية.
وبما ان باب الانتقالات الصيفية لهذا الموسم سيبقى مفتوحا حتى 31غشت، فذلك يعني ان الأندية ستتجاوز هذا الرقم، لاسيما وانها باتت قريبة جدا منه بحسب الموقع المتخصص بالانتقالات "ترانسفرماركت"، ولا يزال أمامها وقت لإجراء المزيد من التعاقدات.
ويؤكد إقدام سان جرمان المملوك من هيئة قطر للاستثمارات الرياضية، على دفع البند الجزائي لفسخ عقد نيمار (25 عاما) مع برشلونة (222 مليون يورو، 263,5 ملايين دولار)، المنحنى "الجنوني" الذي تسلكه الأندية في سوق الانتقالات.
ولعل أبرز دليل على هذا التوجه هو ما قاله المدرب البرتغالي لمانشستر يونايتد الإنكليزي جوزيه مورينيو "لا أعتقد أن 200 مليون جنيه استرليني مبلغ مرتفع بالنسبة الى لاعب مثل نيمار".
وكان مورينيو حطم العام الماضي الرقم القياسي للانتقالات، بضمه الفرنسي بول بوغبا من يوفنتوس الايطالي مقابل 105 ملايين يورو.
وتابع المدرب البرتغالي "نيمار هو أحد أفضل اللاعبين في العالم، بالتالي هو قوي جدا من الناحية التجارية (اعلانات ومبيعات) لكن المشكلة ليست نيمار، المشكلة هي العواقب".
لم يكبح يوناتد جماحه في سوق الانتقالات هذا الموسم، اذ أنفق نحو 150 مليون جنيه استرليني، بينها 75 مليونا لضم البلجيكي روميلو لوكاكو من ايفرتون في صفقة هي الأغلى بين فريقين إنكليزيين.
وفي حين ان الرقم القياسي العالمي بات في حوزة سان جرمان، الا ان الاندية الانكليزية تتصدر الانفاق هذا الصيف، معتمدة على عائدات ضخمة تنالها بموجبها اتفاق حول حقوق البث التلفزيوني.
ولم يكن يونايتد الفريق الانكليزي الوحيد الناشط في سوق الانتقالات، اذ ان غريمه اللدود وجاره سيتي، المملوك من الاماراتي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، دفع حتى الآن أكثر من 200 مليون جنيه استرليني لتعزيز صفوفه، محطما في طريقه الرقم القياسي لاغلى مدافع في العالم مرتين في غضون أيام، أولا بضم كايل ووكر من توتنهام هوتسبر، ثم الفرنسي بنجامان ميندي من موناكو.
أما بطل الدوري الانكليزي تشلسي، فلم يقف مكتوف اليدين، بل دفع حوالي 150 مليون جنيه لضم لاعبين مثل الإسباني ألفارو موراتا والألماني انطونيو روديغر والفرنسي تييمويه باكايوكو.
وتمضي الفرق الانكليزية نحو تحطيم الرقم القياسي الذي حققته العام الماضي في سوق الانتقالات، والبالغ مليار جنيه استرليني.
ووصلت حمى الانتقالات الى إيطاليا، لاسيما ميلان الساعي مع ادارته الصينية الجديدة الى استعادة امجاده، إذ أنفق الفريق أكثر من 100 مليون يورو حتى الآن لتعزيز صفوفه، بينها 40 مليون يورو للمدافع الدولي ليوناردو بونوتشي من غريمه يوفنتوس.
الا ان أندية أوروبية أخرى تعرف دائما كيف تنفق أموالها دون أن تثقل كاهلها بالديون، وفي مقدمها بايرن ميونيخ بطل المانيا الذي أكد رئيسه أولي هونيس أن فريقه لن يدخل في حرب الصفقات القائمة حاليا، واصفا ما يحصل ب"الجنون".
وقال هونيس لوكالة "سيد" الألمانية الرياضية التابعة لفرانس برس "لا أريد شراء لاعب مقابل 150 أو 200 مليون يورو، لا اريد أن أشارك في هذا الجنون. هذا أمر نرفضه تماما في بايرن".
وأبقى بايرن على تحفظه في سوق الانتقالات هذا الصيف، وضم صانع الألعاب الكولومبي خاميس رودريغيز من ريال مدريد على سبيل الاعارة لعامين، وأنفق 47,5 مليون يورو للتعاقد مع لاعب الوسط الفرنسي كورنتان توليسو (22 عاما) من ليون.
وحذر هونيس من تداعيات الإنفاق المبالغ به، مضيفا "اتساءل إذا كان المشاهدون سيوافقون على هذا الأمر على المدى الطويل، وعلى المدربين ايضا التساؤل إذا كان ما يحصل منطقيا".
أما مدرب نادي أرسنال الانكليزي، الفرنسي أرسين فينغر الذي لطالما انتقده المشجعون بسبب تقشفه في سوق الانتقالات، فرأى أن صفقة نيمار "تتجاوز الحسابات والمنطق"، معتبرا انها من "هي تبعات المالكين (القادمين من خارج أوروبا) الذين غيروا المشهد الكروي بأكمله الأعوام ال15 الأخيرة".
ورأى رئيس نادي توتنهام هوتسبر الإنكليزي دانايل ليفي ان مستويات الانفاق الحالية "غير مستدامة".
لكن في مشهد كروي تعاني فيه البطولات الأوروبية الأخرى للتنافس مع الأموال الهائلة التي تحصل عليها وتنفقها أندية الدوري الممتاز، قد يعد انتقال نيمار دفعا كبيرا لكرة القدم الفرنسية.
وقال رئيس نادي ليون جان-ميشال اولاس الذي لطالما انتقد باريس سان جرمان ومالكيه القطريين، انه "على رغم أن قدوم نيمار يطرح تساؤلات بشأن التكلفة الحقيقية، نحن جميعا نهنىء ناصر (الخليفي رئيس سان جرمان) وباريس سان جرمان".
أضاف ان انضمام نيمار "أمر هائل بالنسبة لشهرة الدوري الفرنسي".
وفي حالات الاندية التي تحظى بدعم "دول"، تتعدى غايات صفقات الانتقال الضخمة، كرة القدم او حسابات الربح والخسارة الصرفة.
ويقول الخبير الاقتصادي الرياضي جان-فرونسوا بروكار "من خلال استقطاب كبار اللاعبين، ستتمكن الأندية من الفوز بالألقاب وتعزيز شهرتها، لكن هذه الانتقالات لن تكون مربحة على صعيد مبيعات التذاكر أو السلع".
هدف اعلامي-سياسي في مرمى
خصوم قطر
يحمل الانتقال الرسمي للاعب كرة القدم البرازيلي نيمار من نادي برشلونة الاسباني الى نادي باريس سان جرمان الفرنسي المملوك من الدوحة، لمدة خمس سنوات، رسالة تحد قطرية للدول العربية المقاطعة لقطر في مواجهة محاولة عزلها سياسيا واقتصاديا، وحتى رياضيا.
وتحاول قطر التي يتهمها خصومها بالارهاب منذ قطع المملكة السعودية والامارات العربية المتحدة والبحرين ومصر العلاقات معها، نفي هذا الاتهام، عبر عقد صفقات اقتصادية وعسكرية مع دول كبرى وشركات عالمية.
وتشكل صفقة انتقال النجم البرازيلي الى صفوف الفريق الفرنسي محطة رئيسية ضمن هذا السعي نظرا الى الشهرة الكبيرة التي يتمتع بها نيمار، احد ابرز لاعبي كرة القدم في العالم حاليا، والقيمة المالية الضخمة للعقد الذي يرافقها.
ويقول الخبير في السياسة العربية في باريس ماتيو غيدار لوكالة فرانس برس ان "انتقال نيمار الى باريس سان جرمان تقرر على اعلى المستويات في قطر، ليسهم، في الوقت الراهن، (…) في التغطية على الجدل القائم حيال مسائل اخرى، وخصوصا الاتهام بدعم الارهاب".
ويرى ان الصفقة "تدفع لتركيز الاهتمام على موضوع اقل جدلا: الرياضة".
ومنذ الخامس من يونيو، تحاول السعودية والامارات والبحرين ومصر تضييق الخناق على قطر اقتصاديا وسياسيا بعد قطع العلاقات معها وفرض عقوبات عليها، بينها اغلاق المجالات الجوية امام طائراتها.
كذلك، تسعى هذه الدول الى إلصاق تهمة دعم الارهاب بقطر التي تملك شبكة إخبارية رياضية هي الاضخم في المنطقة وتستعد لاستضافة بطولة كأس العالم في كرة القدم عام 2022، عبر حملة اعلامية تقودها قنوات فضائية مؤيدة للدول المقاطعة للدوحة.
ووفقا لاندرياس كريغ من قسم دراسات الدفاع في كلية كنغز كوليدج في لندن، فان انتقال نيمار "يوجه رسالة قوية الى العالم الرياضي" ويشكل "خطوة تحد" في مواجهة السعودية والامارات خصوصا.
وتلعب قطر، الامارة الغنية بالغاز والتي يسكنها نحو 2,6 مليون شخص، منذ منتصف التسعينات دورا محوريا في عدد من النزاعات الاقليمية والملفات الشائكة في العالم العربي ومنطقة الشرق الاوسط.
وبهدف تعزيز هذا الدور، استثمرت قطر اموالا ضخمة في دول كبرى وخصوصا في قطاع العقارات والفنادق والتجارة والنقل الجوي، وكذلك الاعلام والرياضة.
وتمثل قناة "الجزيرة" الفضائية، وشبكة "بي ان سبورت" الرياضية، ابرز رموز هذه "القوة الناعمة"، الى جانب الخطوط الجوية القطرية التي نجحت في وضع شعارها على قمصان لاعبي نادي برشلونة الاسباني لسنوات.
وفي خطاب ألقاه في 21 يوليو، اكد امير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني على ضرورة تعزيز هذه الاستراتيجية عبر "تطوير مؤسساتنا التعليمية والبحثية والإعلامية ومصادر قوتنا الناعمة كافة على المستوى الدولي، وفي تفاعل مع أفضل الخبرات القطرية والعربية والأجنبي".
ويرى خبراء ان وصول نيمار الى النادي الفرنسي "ضربة اعلامية".
ويقول غيدار "في الوقت الراهن، يشعر خصوم قطر بالعجز في مواجهة استراتيجية الالتفاف (القطرية)، إذ ان أيا من هؤلاء الخصوم لا يملك اداة تواصل مماثلة في قطاع الرياضة على المستوى الدولي".
ويضيف "منذ ايام، لم يعد احد يتحدث عن الصورة السلبية، بل فقط عن انتقال نيمار (…) ومن الواضح ان الرياضة هنا تسهم في كسر الحصار السياسي على قطر".
ويرى كريغ ان قطر سعت الى شراء خدمات نيمار "باي ثمن"، وانها ستقوم بدفع نحو 222 مليون يورو لتمويل الصفقة، وهو مبلغ قياسي في الانتقالات في عالم كرة القدم، معتبرا ان اللاعب البرازيلي يمثل اداة رئيسية للدوحة لاظهار انها تتصدى فعليا لمحاولات عزلها.
توقع أن تصل قيمة نيمار الى "الضعف على أقل تقدير" في غصون عامين قد يكون التعاقد مع النجم البرازيلي نيمار من برشلونة الإسباني الأغلى في العالم، لكن الرئيس القطري لباريس سان جرمان الفرنسي ناصر الخليفي يتوقع أن يجني ناديه الكثير من الأموال جراء هذه الصفقة التي كلفته 222 مليون يورو.
صحيح أن نيمار (25 عاما) يعتبر أحد أفضل اللاعبين في العالم الى جانب زميله السابق في برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي وخصمه في ريال مدريد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، لكن آراء الخبراء كانت متباينة بشأن الجدوى الاقتصادية لصفقة من هذا النوع، لاسيما أن اللاعب البرازيلي سيتقاضى راتبا سنويا صافيا قدره 30 مليون يورو بحسب التقديرات.
لكن الخليفي قال السبت "لا أعتقد أنها (الصفقة) مكلفة، أنا مقتنع بأننا سنكسب المزيد من الاموال معه. إنه مشروع بعلامتين تجاريتين: نحن نربط العلامة التجارية لنيمار بالعلامة التجارية لباريس سان جرمان".
وكانت النتائج التجارية الأولية لهذه الشراكة بين النادي الباريسي ولاعب سانتوس السابق الذي قدم السبت لجماهير فريقه الجديد، ملفتة جدا إذ تهافت الجمهور منذ اليوم الأول الى متاجر سان جرمان في جادة الشانزيليزيه من أجل شراء قميص اللاعب البرازيلي.
وجمع النادي الباريسي في اليوم الأول لطرحه قميص نيمار في الأسواق حوالي مليون يورو بعدما باع 10 آلاف قميص، ومن المتوقع أن تبلغ مبيعات القميص في اليوم الثاني، اي السبت، حوالي 15 ألف قميص اضافي، لاسيما أن النادي قدم اللاعب قبيل مباراته الأولى في الدوري لهذا الموسم ضد الوافد الجديد اميان.
وتبدو الشراكة بين هاتين العلامتين التجاريتين واعدة جدا على صعيد المردود المالي، وقد أكد نائب المدير العام في النادي الباريسي فيرديريك لونغوبيه لوكالة فرانس برس أن قيمة سان جرمان تقدر بمليار يورو ولديه "200 مليون مشجع في جميع انحاء العالم".
أما بالنسبة الى علامة نيمار التجارية، فإن اللاعب لديه 30 مليون متابع على تويتر، 60 مليونا على فيسبوك و78 مليونا على انستاغرام – ولا يتفوق عليه في هذا المجال سوى نجم ريال كريستيانو رونالدو.
واعتبر استاذ الاقتصاد في جامعة لومان جان باسكال غايان أنه "مع نيمار، سيبيع باريس سان جرمان الكثير من القمصان وسيحظى بشتى أنواع الشراكات التجارية في فرنسا وحول العالم، لكن من الصعب قياس الكمية (الشراكات)".
ويرى غايان أنه، رغم "المخاطرة" في صفقة من هذا النوع، فأن بإمكان النادي إعادة التفاوض بسرعة بشأن العقود التجارية وعقود الرعاية للاستفادة من تأثير نيمار.
أما بالنسبة للخليفي ف"ليس هناك إثنان من نيمار في العالم. أحب أن نجتمع بعد عامين لنرى كيف ستكون قيمته في حينها مقارنة مع اليوم. الضعف على أقل تقدير".
يرى بعض المراقبين في انكلترا أن ما دفع ادارة سان جرمان الى دفع هذا المبلغ الخيالي، هو ايمانها بأن قيمة هذا اللاعب سترتفع بشكل كبير، وهذا هو رأي لويك رافينيل، الباحث في مرصد كرة القدم، لكن للأخير حساباته الخاصة.
ويؤكد رافينيل أن "شيئا لا يفاجئني بعد اليوم، لكن 400 مليون (يورو) ستكون كافية (لشراء نيمار مستقبلا). من الناحية الرياضية، إنه الآن في ذروة قيمته على الصعيد البدني، بحسب حسابتنا الخاصة لقيمة اللاعب. العمر الأمثل هو حوالي 26 أو 27 عاما (نيمار يبلغ 25 عاما)".
وتابع "على مدى السنوات الخمس المقبلة، سترتفع قيمته لكن ربما ليس الى هذه الحدود"، اي ضعف المبلغ الذي دفعه سان جرمان، مخالفا الى حد ما تقييم الخليفي لقيمة اللاعب في المستقبل.
وقدر مرصد كرة القدم "فوتبول اوبسيرفاتوري" قيمة نيمار ب210,7 مليون يورو، مستخدما معادلات حسابية خاصة به يمكن تطبيقها على أي لاعب كرة قدم في أوروبا.
من ناحيته، اعتبر المدرب الأرجنتيني الجديد لنادي ليل مارسيلو بييلسا أن نيمار يستحق الأموال التي دفعت من أجله، مضيفا "إذا أخذنا بعين الاعتبار ما يجلبه أو ينتجه، لا شيء مما أنفق عليه فيه مبالغة. استنادا الى هذا المنطق، نيمار ليس مكلفا".
واشاد نائب رئيس برشلونة السابق مارك اينغلا الذي يشغل حاليا منصب المدير العام لنادي ليل، بالتعاقد مع نيمار لأن هذه الخطوة تشكل فجرا جديدا للدوري الفرنسي، مضيفا "إنه أمر مثير. إنه خبر جيد جدا لكرة القدم الفرنسية".
وواصل "لدي ايمان كبير بالدوري الفرنسي لكرة القدم وقدرته على إنتاج مواهب عظيمة. بالنسبة لي، فرنسا مثل برازيل أوروبا. نيمار سيلعب دور مسرع صورة الدوري الفرنسي وبإمكانه أن بجذب اليه جمهورا تلفزيونيا أكبر".
على أرضية الملعب، يأمل سان جرمان أن يقوده نيمار لاستعادة لقب الدوري المحلي من موناكو ومحاولة الفوز بلقب دوري ابطال اوروبا للمرة الأولى في تاريخه، علما بأنه كان وفريقه السابق برشلونة خلف خروج النادي الباريسي من الدور الثاني الموسم الماضي باكتساحه 6-1 ايابا بعد الخسارة أمامه برباعية نظيفة ذهابا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.