تم أول أمس الأربعاء بالرباط، افتتاح معرض للصور حول «نفي جلالة المغفور له محمد الخامس بمدغشقر» (1955-1953)، وذلك بالفضاء الوطني للذاكرة التاريخية والمقاومة والتحرير. ويضم هذا المعرض الذي تنظمه المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير تزامنا مع الذكرى ال 18 لعيد العرش، 44 من الصور الكبرى من الأكاديمي تييري مالبير بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة لارينيون الفرنسية. وبحسب المنظمين، فإن هذه الصور سيتم عرضها في معارض متنقلة عبر فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير، المنجزة والمفتوحة عبر التراب الوطني، إلى غاية شهر مارس 2018. وقال رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، في كلمة بالمناسبة، إن هذه الصور تعد رمزا تاريخيا وفرصة للزوار للتعرف على الحياة اليومية للمغفور له الملك محمد الخامس خلال منفاه في مدغشقر وتفاعله مع السكان، مضيفا أن هذا المعرض سيمكن الجمهور من اكتشاف شخصية المغفور له، والذي يتمتع بمكانة خاصة في وجدان المغاربة وكذلك الملغاشيين. من جهته، أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أن هذا المعرض يتناول حقبة تاريخية حاضرة في الأذهان ومنقوشة في الوجدان وزاخرة بطيب الذكريات وأنبل المواقف البطولية والإيحاءات الوطنية والنضالية وقيم التضحية والفداء وهي جديرة بأن يتم توثيقها وتدوينها ونشرها في أوساط الناشئة والشباب والأجيال الجديدة في البلدين الصديقين المملكة المغربية وجمهورية مدغشقر ، باعتبارها رصيدا قيما من الذاكرة التارخية المشتركة. وأشاد الكثيري بالمشروع الذي يشرف عليه الباحث تييري مالبير والمتمثل في إعداد كتاب يتناول ظروف وملابسات إقامة بطل التحرير والاستقلال والمقاوم الأول جلالة المغفور له محمد الخامس في المنفى، مذكرا بأن الباحث سبق أن أصدر كتابا مماثلا عن منفى البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي بجزيرة «لا ريونيون» بالمحيط الهندي. وتميز حفل الافتتاح، الذي شهد تقديم شهادات عن نفي المغفور له محمد الخامس إلى مدغشقر، بتوقيع اتفاقية تعاون وشراكة بين المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وجمعية «لاركانيي» بلارينيون، والتي يرأسها تييري مالبير. وتهم الاتفاقية مجال إخصاب وإنعاش وصيانة وتثمين الذاكرة التاريخية المشتركة .