أولى المؤتمر التاسع للاتحاد الاشتراكي أهمية خاصة للجالية المغربية المقيمة في بلاد المهجر, وبادر إلى استقطاب أفراد من الجالية وتأسيس فروع للحزب بعدة دول بأروبا, وإعادة هيكلة بعض الفروع بها, كاسبانيا, في هذا الحوار يحدثنا محمد الادريسي, منسق الاتحاد الاشتراكي بهذا البلد ,عن حضور حزب الاتحاد في اسبانيا, عن أنشطة الفرع وعن المعيقات. كم عدد الفروع التي تأسست و من أشرف عليها من الإخوة الاتحاديين إلى جانبك؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال، أريد أن أشير إلى ملاحظة أساسية، وهي أن المؤتمر الوطني الأخير للاتحاد الاشتراكي أولى اهتماما كبيرا للجالية المغربية المقيمة بالخارج ، ومباشرة بعد ذلك، اتخذت اللجنة الإدارية في اجتماعها الأول، قرارات تهم النهوض بأوضاع الحزب التنظيمية والإشعاعية، والعمل على استقطاب اكبر عدد من أفراد الجالية المقيمة بالخارج ،خاصة باسبانيا وفرنسيا وايطاليا، وباقي دول أوربا، انطلاقا من بناء مشاريع مجتمعية ذات أولوية لدى الجالية . وهذا يعود بالدرجة الأولى، ومن خلال التشخيص الموضوعي، للاعتبارات التالية: - الضعف التنظيمي الذي أصبح عليه الحزب وخفوت إشعاعه - تفاقم مشاكل الجالية وتأزم أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية - فقدان الحزب لموقع الريادة ،والدور الطلائعي في هذا القطاع الحيوي وهكذا وضعنا برنامجا تنظيميا محددا، في الزمان والمكان لهيكلة الحزب في اسبانيا . وقد أعطى انطلاقة هذا البرنامج الطموح ،الكاتب الأول للحزب الأخ إدريس لشكر، بحضور أعضاء من المكتب السياسي ،وعلى رأسهم الأخ عبد المقصود والأخ دريوش عزيز عضو اللجنة الإدارية ، وقد اطروا لقاء جماهيريا ،حضره المناضلون والمناضلات بجهة كطالانيا، وبعدها مباشرة تم تأسيس منسقية حزبية، حملني الإخوان والكاتب الأول مسؤولية منسقها ، وقد لاقت هذه المحطة تجاوبا كبيرا من طرف الجالية المقيمة باسبانيا . وفي ظرف وجيز وباختصار، تم تأسيس مجموعة من الفروع الحزبية بالمنطقة نذكر منها :فرع: ليريدا-فرع طاراكونا - فرع هوسبيتاليت - فرع بانيولثس - فرع سالتكرونا - فرع بلاتجادار- فرع سانت فيلان. بالإضافة إلى مكاتب الشبيبة الاتحادية بالمنطقة. ولتفعيل هذه التنظيمات وتشغيلها، نعقد لقاءات تنظيمية شهرية مع كتاب الفروع والأمناء، لتتبع الوضعية التنظيمية والاطلاع على مشاكل وقضايا الجالية والإنصات إلى همومها ،ورفعها إلى المكتب السياسي من اجل التتبع والمعالجة لدى الجهات المختصة. ما هي التركيبة البشرية للمناضلين الأعضاء؟ فيما يخص هذا السؤال الذي يتعلق بالتركيبة البشرية للأجهزة الحزبية، فقد احترمنا القانون الداخلي للحزب ،الذي ينص على تمثيلية النساء والشباب، بالإضافة إلى حضور مختلف المهن والفعاليات من مختلف الفئات الاجتماعية. ذلك أننا منفتحون على كافة المواطنات والمواطنين بكل ديمقراطية. ما هي الأنشطة التي قمتم بها منذ انتخاب الأجهزة الحزبية؟ هذا السؤال يحيلنا على نظرتنا إلى المستقبل والبرنامج المقترح ، في الحقيقة ما قمنا به ليس إلا خطوة في طريق ألف ميل، وينتظرنا الكثير، ومع ذلك، سنبذل كل ما في وسعنا ليسترجع الحزب عافيته وموقعه الريادي، وفي هذا الإطار قمنا بأنشطة مكثفة ومتنوعة، نذكر منها: - المساهمة في الحملة الانتخابية الاوربية - تهنئة الكاتب العام للحزب الاشتراكي العمالي الاسباني - حضور المؤتمر الاستثنائي للحزب الاشتراكي الكطلاني - القيام بزيارة مجاملة للكاتب العام للحزب الاشتراكي الكطلاني - عقد لقاءات مع البرلمانيين الاشتراكيين الاسبان - أما على المستوى الاجتماعي، سأذكر ببعض الأنشطة فقط ، فقد نظمنا بمناسبة رمضان الكريم إفطارا جماعيا بتنسيق مع جمعية طلبة كطالانيا في مدينة تيريسا سان بوا، ولا أخفيك ما لهذه العملية من أهمية في حياة المهاجر، لما تخلقه من تواصل حميمي، وما تحييه من نوسطالجيا، وذكريات وكلها عوامل تقاوم الغربة وتربط المهاجر بجذوره كما أننا نعقد لقاءات دورية مع المكتب السياسي في اسبانيا او في المغرب ، لتقديم تقرير دوري عن الوضعية، ورسم خارطة طريق للمستقبل، والاطلاع على المستجدات السياسية، وكل ما يهم الجالية. وبالمناسبة ،فإننا نعتزم ،بعد عودتنا من حضور حفلة الولاء بمناسبة عيد العرش ، وحضور اللقاء الذي ينظمه الحزب بالبرلمان حول الهجرة بمناسبة يوم المهاجر يوم 11غشت2014 ،تنظيم ندوة سياسية حول الهجرة بحضور أعضاء من المكتب السياسي واطر مهتمة .دون أن ننسى أنشطة أخرى لايسمح المجال بذكرها حدثنا عن علاقاتك الشخصية مع الرفاق الاشتراكيين الإسبان؟ سؤال مهم جدا، لأنه أثار كثيرا من الكلام الزائد، ذلك أن الأوجه المشتركة بين حزبي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والحزب الاشتراكي الاسباني ، كثيرة ومتنوعة ومتطابقة ، لأن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، تجمعنا وحدة الفكر والهدف، مناهضة الفوارق الاجتماعية والاستغلال، والدفاع عن حقوق الإنسان، والعمل على القضاء على الميز العنصري. ما هي أوجه العلاقات المشتركة مع الاشتراكيين في المناطق التي يوجد بها الحزب؟ بناء على ما سبق، فإننا ، وجوابا عن سؤالك ، نتحرك في اسبانيا بكل حرية وبدعم لوجستيكي هام من طرف إخواننا في الحزب الاشتراكي الاسباني، إذ أنهم لايتوانون ولو لحظة واحدة في تقديم الدعم المطلوب، وبالمناسبة ومن خلال هذا المنبر المحترم، أتقدم لإخواننا في الحزب الاشتراكي بالشكر والامتنان على ما يقدمونه من خدمات وتسهيلات فلهم منا ألف شكر. كيف تتحركون في الفضاء السياسي الاسباني وفي الاوساط المغربية المهاجرة؟ هذا السؤال مهم جدا, لأنه يسعى لوضع اليد على أنواع المشاكل المطروحة في هذا المجال. لا أخفيك سرا، بأن الطريق خاصة في المجال السياسي ليست مفروشة بالورود، خاصة في وضع تنظيمي مهزوز ويكاد يكون مشلولا من جهة،وصعوبة البناء بطبيعتها من جهة أخرى، لأنه كما يقول المثل «من السهل أن نهدم ومن الصعوبة أن نبني»وفي هذا الإطار لا بد أن نذكر انه، إذا كان هناك مناضلون مخلصون لمشروع الحزب ولأهدافه النبيلة ويرتبطون بمصلحة الحزب ، فإن هناك اشخاصا لا تهمهم الا مصلحتهم الشخصية ومن هذا الموقع فإنهم يعملون جاهدين لعرقلة اي نشاط او حركة تكشف نواياهم ومدى توظيفهم للحزب لأغراضهم الخاصة.ومع ذلك ندعو الجميع إلى الانخراط بكل جدية في هذا المشروع والقطع مع الممارسات السابقة لما فيه مصلحة الحزب والجالية المغربية. ما هي العقبات والمشاكل التي تصادفكم في عملكم الحزبي وكيف تحضر الأحزاب المغربية الأخرى والفصائل السياسية غير الرسمية ؟ لقد أشرت، إلى إن الأحزاب السياسية لم تبذل مجهودا لتأطير الجالية لأسباب معروفة، تاريخيا ، ولم تكن لها سياسة واضحة إلا سياسة البندير، فباستثناء الأحزاب التقدمية التي كان لها السبق في التواجد في هذا القطاع ،فإنها هي الأخرى، تخلت عنه وتراجعت ، وانقطع حبل التواصل، لذا فعلى الأحزاب السياسية أن تولي هذا القطاع ما يستحقه من عناية.