{ من هو مراد البوريقي الانسان وراء الأضواء والكاميرات؟ شاب مغربي، أعيش حياة عادية أبحث فيها دائما عن الجديد وتطوير القدرات. وأما «نفسه» أمام الكاميرا. { كيف تقضي عطلتك الصيفية؟ أسافر كثيرا. فهذه هي الفترة التي يتضاعف فيها العمل الموسيقي. لذا أحاول أن أستغلها (العطلة الصيفية) قدر الإمكان، من مشاركتي في المهرجانات والحفلات الغنائية سواء داخل المغرب أو خارجه، لتحسين مدخولي. ومن ثم ف«لا راحة في الصيف». { كيف كانت بداية مشوارك الفني؟ اعتدت منذ الصغر، «ملّي حليت عيني»، على الغناء إلى جانب أسرتي الصغيرة الفنية، التي توارثت الفن من جيل إلى آخر، بمعية أبي (رئيس فرقة الموشحات الموسيقية بمدينة أسفي، وفرقة الموشحات لجهة عبدة دكالة) وباقي أفراد العائلة «خوالي» و«أعمامي». وعلى الرغم من توارث الفن في عائلتي إلا أن الغناء في المغرب صعب و«صعب جدا». { أتتذكر أول ظهور لك؟ كنت في سن مبكرة. للأسف لم أتذكر. فمنذ نعومة أظافري. وأنا أشارك في الأمداح النبوية والموشحات، إلى جانب أسرتي، إلى أن توجهت الآن إلى الموسيقى الكلاسيكية. { بمشاركتك في الموسم الأول من «ذا ڤويس» ، ما الذي أضافته تجربة «ذا ڤويس» لمراد؟ فتح لي «ذا ڤويس» الأبواب، ومن خلاله تمكن الجمهور المغربي والعربي من التعرف على مراد البوريقي، ولولا هذا البرنامج لما تمكنت من فرض اسمي في الساحة الفنية. كما كنت قد شاركت في وقت سابق في برنامج المسابقات الغنائي «استوديو دوزيم» وظهرت بمستوى وطني طيب، لكن لم أتمكن من تحقيق إشعاع أكبر. فوحدهم «العبديين» وفئة أخرى قليلة من عرفوا مراد البوريقي. لذلك أعتبر أن برنامج المسابقات الغنائي «ذا ڤويس» أنصفني وأنصف الجيل الثالث من عائلة «بن ابراهيم» (كما يطلق علينا في مدينة آسفي). { لمن كان الفضل في النجاح الذي حققته في هذه الفترة؟ لله، أولا وللعائلة والأصدقاء وللجمهور المغربي والعربي الذي ساندني. وأيضا لدعم عاصي الحلاني في «ذا ڤويس». فالفن في المغرب، كما سبق وذكرت، صعب جدا وتعترضه لوبيات عديدة. لكن الحمد لله، بجهد جهيد وبنية صافية استطعت أن أفرض اسم مراد البوريقي. وما يحز في نفسي إلى الآن. هو أنك «خاصك تمشي لبّرا باش تنصف». { ما رأيك في الانتاج الوطني؟ لا وجود لإنتاج وطني في المغرب. { تقصد أن مستوى الإنتاج في المغرب متواضع. أليس كذلك؟ لا، منعدم بالرغم من توفرنا في المغرب على كتاب كلمات موهوبين وشعراء في المستوى ومطربين جيدين. والإشكال هو أن شركات الإنتاج الوطنية، نفسها، لا تجرأ على إنتاج أعمال فنية ضخمة وتقتصر، فقط، على المشاريع الصغرى، في حين أنه بالمشرق، تصرف الملايين. وفي النهاية نجد النتيجة منتوج في مستوى قد يضمن العالمية إلى حد كبير ويصل إلى أبعد الحدود. هذا إلى جانب الإعلام المغربي، الذي لا يزال ضعيفا إلى حد ما ولا يشهر الأعمال أو المشاريع الفنية من صورتها الجميلة والإيجابية. { هل أنت تؤيد فكرة أن يظهر الفنان عبر واجهات فنية عديدة؟ هذه الظاهرة، عشناها قبل هذا الزمان. فكبار المغنيين في المشرق، وخاصة في مصر، اتجهوا في مراحل متقدمة إلى التمثيل، تعودوا على التعامل مع الكاميرات.. ، مثل «أم كلثوم»، «فريد الأطرش»، «صباح» وغيرهم. لذا أنا أؤيد فكرة الظهور عبر واجهات فنية عديدة بدافع التجريب والتعلم قبل خوض التجربة. { هل تفكر في التمثيل؟ بصراحة، إلى حد الآن لم أتلق أية عروض بخصوص ذلك. ولكن وإن صار هذا، سأعمل على التعرف على التمثيل بشكل جيد. فهو ليس بالعبث بل تكوين وتعليم صعب جدا. أما في الوقت الراهن، أفضل أن أؤجل كل شيء. لأركز على مشاريعي الفنية وأتمكن من إغناء رصيدي الفني أكثر. فهذا هو ما أتمناه. { كيف كانت أجواء تصوير وتسجيل الملحمة؟ على أحسن ما يرام. دعمنا كفنانين مشاركين في ملحمة «المغرب المشرق» الأمير مولاي اسماعيل، ورحب بنا كما اعتبرنا سفراء داخل وخارج بلدنا المغرب. { ما كان الهدف من مشاركتك؟ لم يكن هدفي من المشاركة في ملحمة «المغرب المشرق» هدف مادي، على الاطلاق بحثا عن مردود مالي. ولم تكن مشاركتي تملقا لجلالة الملك كما قال البعض، بل طاعة في «سيدنا» الذي نسأل الله أن يوفقه في إنجاز مهامه. وارتباطا بتعليقات من انتقدوا ملحمة «المغرب المشرق»، يمكنني التأكيد على أننا لم نتلق أي مقابل نظير مشاركتنا في الملحمة، بل منا من ترك التزاماته الفنية مثلي أنا شخصيا ليساهم في بلورة هذا المشروع الفني وتجسيده. وأود بهذه المناسبة أن أشكر الكاتب مصعب العنزي الذي أبدع أغنية ملحمة «المغرب المشرق» متشبعة بقيم المواطنة والتشبث بوحدة الوطن . فنحن حقا في حاجة إلى النهوض بهذه القيم التي على وشك الانقراض، كما أشكر كل من ساهم في إنجاز هذه الملحمة من بعيد أو من قريب. غير أنني، بكل صراحة، كنت آمل لو كان من اتخذ مبادرة إبداع ملحمة «المغرب المشرق» فنانا مغربيا. { هل أنت راض عن نفسك وعن مسيرتك الغنائية؟ الحمد لله. أنا الآن، أسير بخطى بطيئة رغم كل الصعوبات، بل واثقة وأعمل بكل إصرار على إكمال هذا المشوار، حبا في الجمهور. ومن ثم، فلن أرضى عن نفسي مادمت أسعى لتجسيد المزيد. { ما جديدك؟ أنا الآن بصدد التحضير لأغنية مغربية تحت عنوان «عيّيت نصْبر على بعدو». كلمات مصعب العنيزي وألحان وتوزيع مراد گزماي. كما سأشارك إلى جانب مشاركي النسخة الثانية من «ذا ڤويس» والفنان عاصي الحلاني في ملحمة عربية تعرض للوضع الراهن والمآسي التي يعيشها العالم العربي في الوقت الحالي في ظل ما يطلق عليه «الربيع العربي» بعنوان «رياح البغض» من كلمات نزار فرنسيس، ألحان عاصي الحلاني وتوزيع خليل أبو عبيد.