مراد بوريقي، الفنان المغربي، نجم «ذو فويس»، الذي سيفتتح حفلات الدورة المقبلة من موازين، يتحدث في هذا الحوار عما سيقدمه خلال حفله، وعن مشاريعه المستقبلية، وضمنها الأغنية المغربية التي يتحدث أيضا عن رؤيته لواقعها الحالي علمنا أنك تستعد لتسجيل أغنية مغربية جديدة، حدثنا عن تفاصيلها؟ سأدخل بعد غد السبت إلى الأستوديو لتسجيل أغنية جديدة، مغربية لهجة وإيقاعا، مع الشاعر الكويتي مصعب العنيزي، وتلحينا وتوزيعا مع مراد الكزناي، لم أحدد لها بعد العنوان. هل ستكون أغنية وطنية؟ لا، ستكون ذات طابع عاطفي، وأرجو أن تنال إعجاب جمهوري المغربي، الذي أطمح إلى نيل رضاه. هل تفكر في تصوير فيديو كليب للأغنية؟ سأحاول أخذ الموافقة من الشركة لتصويرها، لأن الفيديو كليب صار من العناصر الأساسية لتسويق الأغنية وجعلها تنتشر أكثر. مجموعة من الفنانين الشباب اتجهوا، في الآونة الأخيرة، نحو أداء أغان وطنية، ألا تفكر أيضا في ذلك؟ أداء الأغاني الوطنية ضروري لأن الفن رسالة، ولأننا لن نخرج عن قاعدة أسس لها الفنانون المغاربة الكبار القدماء. وأداء أغانٍ وطنية من قبل الفنانين الشباب هو ظاهرة صحية، لأن ذلك يزيد من تقوية الإحساس والشعور الوطني بشكل أكبر. هل لديك مشروع في هذا السياق؟ هناك مشروع ملحمة وطنية، ستجمع مجموعة من الفنانين المغاربة من الجيل السابق وجيل الشباب من الفنانين، سيكتب كلماتها الشاعر الكويتي مصعب العنيزي. طرحت، قبلا، ألبومك «مبروك على الإحساس»، ألم ترَ أن الأمر كان مغامرة في الظروف الحالية؟ أعرف أنه من الصعب المخاطرة بطرح ألبوم في الوقت الراهن، في ظل الظروف التي يعرفها العالم العربي، كما أن شركات الإنتاج لا تستطيع المخاطرة، رغم ذلك فإن ألبومي الذي غامرت به لقي نجاحا كبيرا في الشرق الأوسط، وحصل على أعلى نسبة مبيعات في المنطقة. لكن في المرحلة القادمة سأنهج طرح أغانٍ منفردة، وسأجمعها فيما بعد في ألبوم إن لقيت نجاحا، لأن المخاطرة بأغنية ليست هي المخاطرة بألبوم كامل في النهاية. في سهراتك التي تحييها خارج المغرب، هل تغني باللهجة المغربية؟ أجل. وماذا عما يشاع عن كونها لهجة صعبة الفهم؟ لم يعد هذا حاجزا أمام الأغنية المغربية، فقد استطاعت أن تفرض نفسها في العالم العربي بشكل عام. وألاحظ في السهرات التي أحييها، في البلدان العربية، أن الجمهور العربي يحفظ الأغاني المغربية القديمة والمشهورة، كأغنية «مرسول الحب»، ويرددها معي. ستحيي سهرة افتتاح مهرجان «موازين.. إيقاعات العالم»، ماذا ستغني لجمهورك خلالها؟ سأقدم أغاني من ألبومي الجديد، بالإضافة إلى أغانٍ من التراث المغربي، وطبعا سأقدم بعضا من الأغاني التي برزت عبرها في «ذو فويس». بعد «ذو فويس» والشهرة التي لحقته، ماذا تغير اليوم في حياة مراد البوريقي؟ ما تغير هو أني حصلت على حب الناس الذين عرفوا مستواي الفني. والهدف الذي كنت أطمح إليه هو إيصال فني، ولم أكن أبحث عن الشهرة، بقدر ما كنت أبحث عن إيصال فني إلى الناس، وهو ما أتاحه لي «ذو فويس». رغم ما تحقق لك، ألا ترى أن الشباب الذي يتخرج من مثل تلك البرامج مستغَلٌ أكثر من كونه مستفيدا؟ رغم الانتقادات التي توجه إلى هذه البرامج، فإن الاستفادة متبادلة بين الطرفين. أعتقد أنه كلما زاد عدد المسابقات إلا وبرزت مواهب جديدة لأن هذه الأخيرة في حاجة إلى مثل هذه المنافسات لكي تظهر وتعبر عن نفسها، أنا مع برامج اكتشاف المواهب في شتى المجالات الفنية، بما فيها الشعر والتلحين والتمثيل، لأن الجيل السابق لم يجد مثل هذه الفرص، وهو ما يؤكده جيل الرواد لنا. قبل «ذو فويس»، كانت هناك تجربة أستوديو دوزيم، ما بقي لديك منها اليوم؟ كما يقال: "الضربة اللي ما كتقسمش الظهر كتقويه"، فتجربة أستوديو دوزيم كانت مفيدة جدا بالنسبة لي، وقد تعلمت منها. أفادتني في تجربة «ذو فويس»، وتعلمت أشياء كثيرة من الموسيقيين الذين كانوا معنا، والفنانين الذين كانوا يحلون على ضيوفا على البرنامج. والميدان الفني يتطلب نوعا من الصبر المرفق بالعمل، لذلك بعد أستوديو دوزيم اشتغلت لتطوير نفسي واجتهدت كثيرا محاولا تنمية مستواي الفني. تربطك علاقة مميزة بالفنان عاصي الحلاني، حدثنا عن هذه العلاقة؟ علاقتي به وطيدة، لذلك صرت أستشيره في كل صغيرة وكبيرة. وقد عشت معه في بيته ومع أسرته وكان ومازال يحتضنني كابن له. الحلاني هو فنان كبير جدا، وكما نقول بالمغربية: «عندو ما يقول». هل هناك من تعاون فني محتمل بينكما؟ نحن مقبلان على إحياء حفل في دبي في الفاتح من ماي المقبل، في إطار جولة لبرنامج «ذو فويس2». وهناك مشاريع، لكن العائق الوحيد هو أن كلا منا يعمل مع شركة معينة، هو مع روتانا وأنا مع يونيفرسال ميوزيك. نحتاج إلى موافقة من الشركتين وبنود كثيرة لنشتغل على دويتو مشترك. وفي انتظار ذلك نقدم معا دويوهات في الحفلات التي نحييها، والفنان عاصي كثيرا ما يطلب مني أن أغني معه، وإن لم أكن مستعدا. بعيدا عن الطرب، هل اقترح عليك مرة مشروع تمثيل؟ لم يقترح علي ذلك بعد، لكني أريد ذلك بعد أن أكتسب تجربة في المسرح. وهل مارست المسرح قبلا؟ مارست المسرح ضمن جمعيات بمدينة آسفي، سنوات قبل أن أشارك في برنامج أستوديو دوزيم. كان لدي ومازال حب لهذا الفن، وأنتظر فقط الفرصة لولوجه. لجمهورك المتشوق لمعرفة جديد حياتك الخاصة، هل تنوي الارتباط في القريب؟ ارتباطي الحالي بالفن، هو محط تركيزي بالأساس، لأن الفن ميدان يحتاج منك لتنجح فيه التفرغ والاهتمام الكبير «كيبغي الراس خاوي». وأعتقد أن «كل حاجة كتجي في وقتها».