هي ليست كريمة... ولا علاقة لها بالبادية إلا من خلال ما عاشته في دور حملها الى قلوب المشاهدين، وتفاعلوا معها مدركين أنها تفاعلت معه. نسرين الراضي ذات ال 25 ربيعا التي أثارت الانتباه في مسلسل "زينة" الذي عرض في رمضان وحظي بمتابعة كبيرة، تصر على القول أنها وصلت إلى المستوى الذي يحصلها لا تلعب إلا الادوار التي تؤمن بها. هي في الشاشة تبدو أصغر من سنها بكثير وتعترف بذلك، الصورة التي رسمها عنها المشاهد في سيتكوم" دور بها يا الشيباني " بعيدة كل البعد عن الحقيقة، تلك قصة انتهت هكذا تقول أما الآن فأريد أن أؤدي كل الأدوار ومستعدة لذلك، حتى لو كان الأمر يتعلق بشخصية في ثلاثين أو خمس وثلاثين سنة أنا مستعدة لذلك... فقط أريد من الجمهور أن يقتنع بأدائي.. الجمهور حقيقة اقتنع بأدائها المتميز في مسلسل "زينة" وهي تعترف أن "كريمة" قدمتها إلى الجمهور وفق الصورة التي كانت تتمنى وتنتظر... منذ أن كانت في السادسة من العمر، عندما وقفت أمام جمهور قليل في مدرسة بتمارة وهي تقوم بأول تمرين على التشخيص . الاتحاد الاشتراكي التقت بالفنانة المتألقة التي أشرت على حضور مقنع وفتحت المجال أمام مستقبل واعد في فضاء الدراما المغربية، وحاولت أن تقترب أكثر من حكاية هذه الفنانة ذات النظرات الجريئة والوجه الطفولي الذي يجعلك تتعاطف معه حتى ولو من بعيد. في لقاء شيق كان عن الدراما والهم المشترك ومحاولة الغوص في هذا الفضاء الرحب الذي بدونه لا يمكن الحديث عن أية نهضة فكرية أو فنية في بلادنا. هي تعشق التمثيل حتى النخاع، تريد أن تؤدي كل الأدوار وأن لا يشبه دور الآخر، مارست عشقها منذ الطفولة، لكن وهي تحكي ، لا يمكن للمرء إلا أن يوجه كل التقدير لعائلتها، الوالد، الوالدة والإخوة، وتشرح ذلك بعبارة بسيطة كافية : عائلتي شجعتني، ومنحت كل واحد منا حق اختيار الطريق الذي سيسلكه، ولذلك، فكل واحد منا اختار مسارا مغايرا عن الآخر، وكانت هي الوحيدة التي اختارت هذا التمثيل بل هي تصر، لقد اخترت ذلك عن قناعة وسأظل فيه الى النهاية ظلت تعد سنوات الدراسة واحدة بعد الأخرى عينها فقط على الباكالوريا، والهدف واضح...المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي.. وتحقق الحلم... لكن، وكأنها في سباق ضد الساعة، لم تنتظر انتهاء مشوار الدراسة بالمعهد... شاركت في أفلام قصيرة كلفها ذلك قرار من إدارة المعهد بتكرار السنة الثالثة رغم أنها كانت الأولى في الدفعة فالقانون واضح، لا تمثيل في أوقات الدراسة... عن هذه التجربة نكتفي بالضحك... إيمانا أن عشق الفن له ضريبة... ثم تخرجت وواصلت العمل.. في المسرح بالمغرب، فرنسا، إيطاليا، شاركت في ورشات عدة، مثلت في العديد من الأفلام القصيرة، وصل الى حدود كتابة هذه السطور مجموع أعمالها الى 22 فيما قصيرا، ثلاثة أفلام تلفزيونية، فيلمين مطولين، ثلاث مسلسلات والبقية على مرمى تألق... لكنها، وبروح دعابة بعيدة كل البعد عن "كريمة" الحزينة في مسلسل "زينة" تؤكد أنها مازالت في البداية... الأحلام بسبعة الأفق وهي محقة في ذلك، فالفن بلا أحلام... بلا أفق موت لصاحبه، هي تدرك جيدا أن الوصول إلى رضا الجمهور ليس سهلا... لكن الأصعب منه هو الحفاظ على هذا الرضا، وتضيف : كنت أدرك أن " زينة" فرصة واستعدت لها بكل ما أملك من قدرات، ياسين فنان ومحمد أمين منة مخرجان مقتدران والكاستينغ كان في المستوى، وتجربة وقوفي أمام فنان من حجم وقدرة سعيد باي لا تنسى، لقد كنا طوال الوقت، نتحدث نناقش.. نحاول إبراز كل ما نقدر عليه، وفي كل مشهد، لنرضي الجمهور رمضان نسرين لم يكن فقط "زينة" كان أيضا" صدى الجدران" المسلسل الذي كانت القناة الأولى تعرض حلقتين منه كل اثنين وتواصل عرضه... قد يكون "زينة" غطى على أدائها في "صدى الجدران" ، لكن لمن فاتته فرصة مشاهدتها في دور آخر مغاير كليا، سيدرك أنه أمام ممثلة قادرة على تقمص كل الشخصيات بإقناع وتفوق. لكن والأهم من هذه الحكاية، هي شخصية نسرين الراضي، فهي مهمومة بكل ما يمت يصلة لعالم الفن والدراما في المغرب... تتمنى أن يتطور أسلوب الدعم المخصص للسينما، الاهتمام أكثر بالذين يكتبون للسينما والدراما، مزيد من الإنتاجات، فسح المجال أمام مختلف الطاقات... لسبب مقنع...فهي مؤمنة أن التغيير الحقيقي في أي بلد يبدأ وينتهي من خلاله تغيير عقلية الناس، والفن قادر على ذلك. تودعنا وهي تستعد لتصوير فيلم قصير آخر، كلها رغبة في مزيد من العمل وخوض مختلف التجارب، وتؤكد أنها تريد أن تؤدي الأدوار التي تؤمن بها احتراما للجمهور .