أمر الوكيل العام للملك في الجديدة، أول أمس، بإيداع شاب في مقتبل العمر رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي سيدي موسى، على خلفية الضرب والجرح المفضي الى الموت دون نية إحداثه، في انتظار مثوله أمام قاضي التحقيق، لمباشرة الاستماع التفصيلي اليه وتعود أسباب النازلة الى إن رب أسرة يشتغل مستخدما لدى شركة صناعية بالجرف الأصفر، قصد مساء الجمعة الماضية الجديدة، قصد اقتناء ملابس العيد لأفراد أسرته . غير أنه تعذر عليه تلبية الطلب، نظرا لكون الشباك الأوتوماتيكي للوكالة البنكية كان معطلا. ما اضطره للعودة إلى بيته خاوي الوفاض، على متن حافلة للنقل الحضري انطلقت من محطة توقفها بحي للازهرة، قبل أذان الإفطار الرمضاني بأقل من 45 دقيقة ونظرا لكون الحافلة كانت ممتلئة عن آخرها، ولم تكن تتسع من ثمة لمزيد من الركاب، فقد كان بابها الخلفي مغلقا وغير مشغل. ما اضطر الركاب المتوقفين عند المحطة الثانوية، وضمنهم الشاب المتحدر من دوار الغضبان، لأداء تذاكر السفر للقابض الذي كان يقوم بهذه المهمة مباشرة من الباب الأمامي للحافلة. وما أن انطلقت الحافلة صوب وجهاتها المحددة، حتى شرع القابض والذي يشغل في الوقت ذاته مراقبا، في مراقبة تذاكر الركاب الذين صعدوا من الباب الأمامي. الأمر الذي لم يرق لبعضهم، بمن فيهم الشاب الذي دخل في خصام معه. وفي ردة فعل غير محسوبة العواقب، دفع الشاب المراقب الذي كان يقف عند المدخل الأمامي للحافلة الذي ظل مفتوحا. حيث فقد توازنه وهوى بقوة على ظهره، من على متن الحافلة ليرتطم رأسه على الرصيف المحاذي لمصحة الضمان الاجتماعي. ولم يتوقف سائق الحافلة إلا بعد أن أشعره الركاب بالحادث المأساوي. ولما تفاجأ الراكب بما أقدم عليه في حق مستخدم الشركة ، الذي ظل ممدا على ظهره في مكان سقوطه، بعد أن فقد وعيه ، غادر لتوه مسرح النازلة. حيث استأجر سيارة أجرة من الحجم الكبير، أقلته إلى محل سكناه بدوار الغضبان. وفور إشعارها، انتقلت عناصر من المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بأمن الجديدة، إلى مكان الحادث، حيث أجرت التحريات الميدانية التي أفضت إلى تحديد هوية الفاعل والاهتداء إلى محل سكناه، وإيقافه لاحقا، مساء ليلة وقوع النازلة. وانتدب المتدخلون الأمنيون سيارة إسعاف أقلت الضحية في حالة صحية حرجة، إلى المركز الاستشفائي بالجديدة، حيث أدخل إلى قسم الإنعاش. ولم تفلح العناية الطبية المركزة في انتزاعه من موت محقق، إذ لفظ أنفاسه الأخيرة، في الساعات الأولى من صبيحة أمس يوم العيد.