نجا محمد الضيف قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، من كل المحاولات لاغتياله، وهو الذي يتصدى منذ أكثر من ثلاثة أسابيع للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة وتعتبره إسرائيل خصما خطيرا. وقام الضيف على مدى أكثر من عشرين عاما بالتخطيط لعمليات كبرى ضد إسرائيل من خطف جنود وهجمات انتحارية بالإضافة إلى إطلاق الصواريخ وحفر الأنفاق. وأصبح الضيف قائدا لكتائب القسام عام 2002 بعد اغتيال صلاح شحادة في غارة إسرائيلية. والضيف الذي يحمل شهادة بكالوريوس في الأحياء من الجامعة الإسلامية في غزة، تبنى فكر حماس في بداية الثمانينيات. واعتقلته السلطة الفلسطينية في مايو 2000، لكنه تمكن من الفرار مع بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وتعرض الضيف لخمس محاولات اغتيال نجا منها، ولكنه أصيب في عينه وقدميه. ونجا في سبتمبر عام 2002 من قصف استهدف سيارة كان يستقلها في منطقة الشيخ رضوان شمال غزة. ونشر في مواقع إخبارية فلسطينية أن هذه الإصابة «جعلته مقعدا» ولكن ذلك لم يؤكد أبدا. ولا يوجد أي صورة حديثة للضيف، سوى صورة التقطت قبل عشرين عاما يظهر فيها وجهه عابسا ونحيفا وغير ملتحي. وقال مسؤول في حركة حماس اشترط عدم الكشف عن اسمه لوكالة «فرانس برس» إن الضيف لا يستخدم أيا من وسائل التكنولوجيا الحديثة، مشيرا إلى أنه «يحيط نفسه بسرية لا مثيل لها، لا يستخدم أي نوع من أنواع التكنولوجيا، دائم الحذر ولديه سرعة بديهة غير عادية وذكي جدا». ولد الضيف، واسمه الحقيقي محمد دياب المصري عام 1965 في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين جنوب قطاع غزة، وسمي بالضيف لأنه «لا يستقر في أي مكان أصلا» بحسب المسؤول في حماس. ويصف الضيف بأنه كان «مبدعا في العمل المسرحي والفني، لكنه نشيط جدا في التطوع وخدمة الطلاب الفقراء خصوصا» مشيرا إلى أنه كان يمكن وصفه حينها بأنه « شاب خجول ومؤدب دمث الخلق، صوته دائما منخفض هادئ بطبيعته ومتواضع ويحب القراءة والعمل الخيري ومولع بالعمل العسكري منذ أن كان مراهقا». اعتقل الضيف أول مرة عام 1989 مع مئات من عناصر وقادة حركة حماس وأمضى 16 شهرا في الاعتقال الإداري دون محاكمة. وتولى مساعده أحمد الجعبري قيادة عمليات كتائب القسام. واغتالت إسرائيل الجعبري في 14 نوفمبر بداية العملية العسكرية على قطاع غزة في 2012 والتي أطلقت إسرائيل عليها اسم «عمود السحاب» واستمرت لثمانية أيام. وقال المسؤول الكبير في حماس إنه «بعد استشهاد الجعبري، والذي كان نائب الضيف وقائدا تنفيذيا يشرف على العمل العسكري, تم الإعداد لترتيبات جديدة في تشكيلات القسام أعدها الضيف ولكنها سرية جدا». وظهوره الإعلامي نادر، حيث حذر إسرائيل في عام 2012 بدفع «الثمن باهظا» لو فكرت في شن حرب برية على غزة. وفي كلمة نادرة مسجلة بثت مساء الثلاثاء أكد الضيف أن لا وقف لإطلاق النار مع إسرائيل بدون وقف»العدوان ورفع الحصار», وذلك في موقف يعلنه للمرة الأولى منذ بدء المساعي لإرساء تهدئة. وتخوض إسرائيل حاليا عملية عسكرية ضد قطاع غزة منذ 8 من يوليو الماضي، وانتقلت إلى التدخل البري في 17 يوليوز. ويقول الإسرائيليون إن الضيف هو الذي يقف وراء خطف وقتل الجندي الإسرائيلي نحشون فاكسمان عام 1994. وبعد اغتيال «مهندس» حماس يحيى عياش، خطط الضيف لسلسلة عمليات انتقاما لمقتل عياش أوقعت أكثر من 50 قتيلا إسرائيليا. ويقول موقع الجيش الإسرائيلي إن الضيف تولى دور «مهندس كتائب عز الدين القسام» بعيد اغتيال يحيى عياش. وتعتبر إسرائيل أن الضيف هو من يقف وراء سلسلة التفجيرات الانتحارية التي قامت بها حركة حماس واستهدفت حافلات وأماكن عامة في تل أبيب والقدس في الانتفاضة الفلسطينية الثانية وتحمله «شخصيا مسؤولية موت عشرات المدنيين».