أعلن مساء الجمعة الماضية بالرباط عن تأسيس «المبادرة المدنية للنهوض بالمخيمات الصيفية»بهدف إعادة الاعتبار الى التخييم باعتباره إحدى آليات التنشئة الاجتماعية عبر بلورة خطة استراتيجية وطنية مندمجة عمومية. وجاء الإعلان عن المبادرة خلال ورشة تفاعلية نظمتها «حلقة الوفاء لذاكرة محمد الحيحي» بتعاون مع الجمعية المغربية لتربية الشبيبة حول موضوع «المخيمات الصيفية: رؤية من أجل المستقبل» ، والتي عرفت مشاركة ممثلين عن وزارة الشباب والرياضة والجامعة الوطنية للتخييم والرابطة المغربية للمكونين التربويين ورؤساء وممثلي العديد من الهيئات والمنظمات والجمعيات التربوية والرياضية والاجتماعية. وقدم المشاركون في الورشة التي ساهم في تأطيرها عدد من الخبراء في مجالي التنشيط السوسيو تربوي والقانون، عددا من المقترحات للنهوض بوضعية التخييم، تهم بالخصوص تحديث الترسانة التشريعية والتنظيمية للمخيمات الصيفية لملاءمتها مع مقتضيات دستور 2011 . كما أوصى المشاركون خلال هذا اللقاء الذى تمحور حول التحسيس بالادوار الطلائعية التى قامت وتقوم بها المخيمات الصيفية في مجال التنشئة الاجتماعية، بإعادة الاعتبار لقطاع الطفولة والشباب بالعمل على توسيع مراكز التخييم وتنويعها وتعميمها على مختلف الجهات في اطار مبدأ الإنصاف ترابيا ومجاليا مع الرفع من طاقتها الاستيعابية والاعتمادات المرصودة لها لسد الخصاص الذي تعانيه. وبعدما سجل المشاركون في الورشة التفاعلية التى قدمت خلالها أوراق عمل تأطيرية قاربت الموضوع من زوايا متعددة، المجهود المبذول على مستوى الرفع من عدد المستفيدين من المخيمات منذ أواسط سنة ألفين، فإنهم لاحظوا في المقابل عدم مواكبة هذا المجهود بتأهيل بنيات الاستقبال بالمخيمات وتجويد المضامين والمناهج التربوية. و شددوا على ضرورة دمج التخييم في الديناميات التى يعرفها المجتمع والعمل على مواكبته للتحولات التكنولوجية، للاستجابة لحاجيات ومتطلبات الاجيال الصاعدة. وأكدوا أن النهوض بالمخيمات الصيفية مسؤولية مشتركة تتحملها كافة الاطراف حسب مواقعها من سلطات عمومية وقطاع خاص ومجتمع مدني، داعين في هذا الصدد الى تفعيل المقاربة التشاركية لايجاد الحلول الناجعة للتغلب على الخصاص الذي يعانى منه هذا القطاع التربوى الذي كان له الفضل في تكوين العديد من الأطر الوطنية في ميادين متنوعة وبمواقع متعددة .